مفتي صور: لتمتين وحدة الصف والتعاون خدمة للمصالح الوطنية العليا

 وجه مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال رسالة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك جاء فيها: "ايها المسلمون، لقد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر الخير والجود والمكرمات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. تصفد فيه الشياطين وتغلق ابواب النار وتفتح ابواب الجنة، ينادي فيه مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر. فيه ليلة هي خير من الف شهر. ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة يضاعف فيه ثواب الأعمال وتغفر فيه الذنوب وترق القلوب وتقبل النفوس على الخير. هو شهر القرآن قال تعالى "شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن" ، وشهر التقوى "يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوعا، وأعد لمغتنم ايامه في الطاعة اجرا عظيما ومددا من الفضائل والفوائد لا يحصيها العد ولا يحيط بعلمها الا الله قال تعالى في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له الا الصيام ، فإنه لي وانا أجزي به".

اضاف: "الصوم سبب السعادة في لادارين، قال عليه الصلاة والسلام للصائم فرحتان "فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه". الصوم راحة للبدن وطمأنينة للقلب وسكينة للنفس واعادة تنظيم للوقت ومراجعة لما حقق المرء في الدنيا من خير وفضائل ونجاح ودفعة للأمام تعينه طوال العام، هذا في الدنيا، وفرحة عند لقاء ربه عندما يجد ما أعد الله له من النعيم العظيم والثواب الكريم يدع طعامه وشرابه لله ويجاهد نفسه ابتغاء مرضاته والله لا يضيع اجر العاملين. فلا بد لنا ان نجعل شهرنا هذا شهرا نتوب فيه الى الله مما سلف من التقصير والأخطاء، فالله يغفر الذنوب جميعا وهو الغفور الرحيم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وليكن صومنا فيه درسا نتعلم منه الصبر والثبات لنحقق النجاح في نواحي الحياة المختلفة فان النصر مع الصبر والفرج والشدة وان مع العسر يسرا".

وتابع: "ولنتخذ القرآن صاحبا في ايام شهرنا هذا ولياليه، فالصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما، قال عليه السلام "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة"، يقولها الصيام اي رب، منعته الطعام والشهوات في النهار فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان "ولتتجلى فيه المحبة بأحلى صورها بان يعين الواحد اخوانه فيغيث الملهوف ويؤازر الضعيف ويمد يد المساعدة الى لمحتاج ويجدد العهد بصلة الأرحام. .فمن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة "والرحم معلقة بالعرش من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله "ولذكر الله تعالى اهمية خاصة فهو فضيلة من الفضائل العظمى وله في الميزان عند الله ثقل عظيم. قال عليه الصلاة والسلام "سبق المفردون قالوا ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" . واهمية الدعاء في كل العام لا تضاهى. فالدعاء هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام. وتتأكد اهمية الدعاء في هذا الشهر والداعي عندما يرفع يديه ويتوجه بقلبه فانه يقر بأن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، يقر بان الذي يملك كل شيء هو الله رب العالمين. فبالدعاء يتجلى الايمان بأبهى صوره ولقد قال تعالى "قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم".
وقال: "في هذا الشهر، تتأكد الوحدة بين المسلمين يصومون معا ويفطرون معا، همهم واحد ونهجهم واحد، نهج يوصل الى رحمة الله تعالى ورضوانه. ونحن اذ يطل علينا هذا الشهر وحال الامة الاسلامية لا تخفى على احد وحال عالمنا العربي ووطننا لبنان كما هو ظاهر للعيان، فاننا نؤكد ضرورة تمتين وحدة الصف وضرورة التعاون في ما يخدم المصالح الوطنية العليا. ونؤكد اهمية العمل دائما لاسترجاع فلسطين فقضيتها هي القضية المركزية للعرب والمسلمين وهي التي توحد حول خدمتها جميع الصادقين".

وختم: "نسأل الله تعالى ان يغفر لنا في شهرنا هذا وان يجعله شهر اصلاح وتوفيق الى عمل الخير وشهر نصر وتوحيد صف للأمة وعزتها وكرامتها وان يحفظ الامة الاسلامية وبلدنا الحبيب لبنان وأهلنا وان يعيد الينا فلسطين ويحفظ اهلها، وان ينشر الأمن والامان والعدالة والسلام في اقطار العالم الاسلامي كافة". 

السابق
قبلان في خطبة الجمعة: على المسلمين التزام الحق
التالي
جواز سفر رضيعة مريضة ضاع بين إدارة الجنسية ومركز خدمة المواطن