سينغ: لا تغيير في عديد «اليونيفيل» وحكومة لبنان تتحمّل مسؤولية أمننا

 
 
أعلن الناطق الرسمي باسم قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان نيراج سينغ «ان «اليونيفيل» تعمل مع السلطات اللبنانية في التحقيقات الجارية حول الهجوم الذي استهدف دورية تابعة للوحدة الفرنسية بغية تحديد كل الحقائق والملابسات المحيطة بالحادث، وبالتالي كشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة»، موضحاً ان تركيز القوة الدولية «لا يزال منصباً على تنفيذ ولايتها بموجب القرار 1701، ولهذه الغاية، عملياتنا على الأرض في الجنوب مستمرة بوتيرة كاملة بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية». واوضح سينغ في حديث الى «الراي» ان «الجهود المشتركة لليونيفيل والجيش اللبناني أوجدت حالة من الهدوء غير المسبوق في منطقة الجنوب على مدى الأعوام الخمسة الماضية منذ أن دخل القرار 1701 حيّز التنفيذ العام 2006»، لافتاً الى «ان من المهم أن يتم الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي، ونحن عازمون على مواصلة جهودنا في هذا الاتجاه».
وفي ما يأتي نص الحديث كاملاً:
 
• الهجوم الذي تعرضت له القافلة الفرنسية هو الثاني في غضون شهرين بعد الهجوم على القافلة الإيطالية في مايو الماضي: هل لديكم أي معلومات أو نتائج تحقيق حول الهجومين الأول والثاني؟
يجري التحقيق في كل من الحالتين على حدة من السلطات اللبنانية بمشاركة محققي اليونيفيل الذين يعملون بتنسيق وثيق مع نظرائهم اللبنانيين.
في 27 مايو الماضي، تعرّضت اليونيفيل لهجوم إرهابي مباشر هو الأول منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق يتم التحكم فيها عن بُعد واستهدفت قافلة لوجستية لليونيفيل على الطريق الرئيسي الساحلي إلى الشمال من مدينة صيدا. أصيبت آلية واحدة من القافلة، ما أسفر عن جرح ستة جنود حفظ سلام، اثنان منهم إصابتهما خطيرة، إضافة إلى اثنين من المدنيين اللبنانيين. وعلى الفور بدأت السلطات اللبنانية واليونيفيل تحقيقاً في الحادث. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. كما فتحت السلطات الإيطالية أيضاً تحقيقاً في الهجوم.
وفي 26 يوليو الجاري، استهدف هجوم بمتفجرة مرة أخرى قافلة لوجستية لليونيفيل على الطريق العام الساحلي إلى الجنوب من مدينة صيدا. أصيبت ناقلة جند مصفحة كانت جزءاً من القافلة المؤلفة من أربع آليات بأضرار جرّاء الانفجار. وقد ساعدت الدرع الواقية في الآلية على التخفيف من حجم الإصابات. ومع ذلك، أصيب ستة جنود حفظ سلام من اليونيفيل في الانفجار. تلقى ثلاثة من الجرحى العلاج في المستشفى، ثم نقلوا بعد ذلك إلى فرنسا، وقد أفيد أن حالتهم مستقرة. وما زالت التفاصيل الأخرى قيد التحقيق الذي بدأته السلطات اللبنانية بمشاركة خبراء الأدلة ومحققي اليونيفيل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
• ما الإشارة التي استنتجتموها من هذا الهجوم على المستويات السياسية والأمنية؟ وهل أن الهجومين الإرهابيين لهما صلة بالتجديد لمهمة اليونيفيل أو بالتطورات في سورية أو بأي ملف سياسي؟
لا يمكن أن نقيّم الوضع إلا على أساس الحقائق، وهذه الحقائق تكون أولاً عن طريق التحقيقات التي تجري حالياً. ولذلك، من المهم جداً أن ندع التحقيق يأخذ مجراه، وليس القفز إلى أي استنتاجات سابقة لأوانها.
وفي ما يتعلق بالتجديد لمهمة اليونيفيل، فإنها من اختصاص مجلس الأمن الدولي وحده الذي له أن يحدد ذلك بناءً على الطلب الذي تقدمت به حكومة لبنان أخيراً لتمديد مهمة اليونيفيل لفترة أخرى مدتها سنة واحدة. وفي ما خص اليونيفيل، نحن نواصل أداء المهام المنوطة بنا بوتيرة كاملة بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
• هل سيهز الاعتداء الأخير الثقة بالوضع الأمني، وبالتالي هل ستعيد الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل النظر بمساهمتها؟
إن أمن وسلامة أفراد اليونيفيل ومنشآتها ذو أهمية قصوى، حيث تتخذ البعثة فعلياً ترتيبات أمن وحماية شاملة تتم مراجعتها بصورة منتظمة، كما تتخذ تدابير للحد من المخاطر مع ضمان تنفيذ ولايتها. ولهذه الغاية، تعمل اليونيفيل بالتنسيق الوثيق مع السلطات اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في الحفاظ على القانون والنظام، بما في ذلك أمن أفراد ومنشآت اليونيفيل.
لا أستطيع أن أتكلم نيابة عن أيٍ من الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل. اليوم لدينا 35 دولة مساهمة، وهذا الرقم هو أعلى من أي وقت في تاريخ البعثة، وهذه الحقيقة تشهد على الالتزام القوي والدعم الذي نلقاه من الدول المساهمة بقوات والمجتمع الدولي عموماً.
لا يوجد أي تغيير في العديد الإجمالي لانتشار اليونيفيل الذي يتحدد وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701. ومن ضمن إجمالي العديد، تحصل تغييرات روتينية في تركيبة القوات من مختلف الدول المساهمة. وهذا التكوين يتقرر من الأمم المتحدة بالتشاور مع الدول المساهمة بقوات.
• وقع الهجومان على مداخل مدينة صيدا، فهل يشير ذلك إلى شيء ما، أم أن هذه المنطقة ضعيفة أمنياً؟
تقع صيدا خارج منطقة عمليات اليونيفيل. ولذلك، من الأفضل أن يوجه أي سؤال حول الوضع الأمني في هذه المنطقة إلى السلطات اللبنانية.
• كيف سيكون رد فعل اليونيفيل على هذا الهجوم؟
لا يزال تركيز اليونيفيل منصباً على تنفيذ ولايتها بموجب القرار 1701. ولهذه الغاية، عملياتنا على الأرض في جنوب لبنان مستمرة بوتيرة كاملة بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية. وفي الوقت نفسه، نحن نعمل مع السلطات اللبنانية في التحقيقات الجارية حول الهجوم بغية تحديد كل الحقائق والملابسات المحيطة بالحادث، وبالتالي كشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة.
هذه مسائل ملحّة نتقاسمها مع السلطات اللبنانية، لا بل مع الشعب اللبناني بأسره. إن اليونيفيل موجودة هنا بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية وبموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي من أجل تنفيذ مهام في غاية الأهمية تساهم مباشرة في تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
إن الجهود المشتركة لليونيفيل والجيش اللبناني أوجدت حالة من الهدوء غير المسبوق في المنطقة على مدى الأعوام الخمسة الماضية منذ أن دخل القرار 1701 حيّز التنفيذ العام 2006. ومن المهم أن يتم الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي، ونحن عازمون على مواصلة جهودنا في هذا الاتجاه.
• ثمة مخاوف من أن هذا الصيف سيشهد احتمالات مفتوحة على الحرب في جنوب لبنان. هل لديكم مثل هذه المخاوف، وما معلوماتكم؟
– الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل في الجنوب هادئ عموماً، حيث تقوم القوة الدولية بعمليات عسكرية منتظمة على الأرض بالتنسيق مع الجيش اللبناني. نحن على اتصال وثيق مع جميع الأطراف، وهذه الأطراف تعيد تأكيد التزامها بوقف الأعمال العدائية بموجب القرار 1701، كما تشدد على أنها مصممة على العمل مع اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
من وجهة نظرنا، إن العامل الأكثر أهمية هو استمرار التزام الأطراف بوقف الأعمال العدائية والتعاون مع اليونيفيل.

 

السابق
إطلاق سراح المغني اللبناني زيد حمدان: لا أعرف مَن أوقفني ولا مَن أفرج عنّي
التالي
لماذا ترفض “14 آذار ” حماية النفط اللبناني ؟