ثروة قاتلة

يستعد اللبنانيون لشهر رمضان المبارك كما تتحضر العروس ليوم زفافها.. هكذا كان الوضع قبل سنوات. اليوم تغيّرت الأمور.
لا نتحدث هنا عن غلاء الخضروات والسموم الناتجة عنها جراء رش المبيدات، ولا نتحدث عن ارتفاع أسعار اللحوم والبنزين والمازوت ولا عن المكسرات. نتحدث عن ثقافة الاستهلاك.
طبعاً هذا عنوان قديم لمشكلة مزمنة لن تجد لها حلاً في لبنان ويتفرع عنها عدم إدراك اللبناني انه بات من الشعوب الفقيرة.
المشكلة الأهم ان الفقر الذي لا طائفة له يصير طائفياً ومذهبياً حين تدعو الحاجة. يدخل الى الزواريب. يحرك الكتل الطوائفية والمذهبية دوماً في اتجاه معادٍ للسلطة، للحكم وحتى للدولة.
يعمد الزعماء. أمراء الطوائف الى ما هو أهم من الفقر لتحريك الناس. الناس تنسى فقرها وتنساق وراء غرائزها.
يمكن بسهولة استذكار مئات الحوادث الدالة على هذا الواقع وفي النهاية سنقف ونتساءل: لماذا فشلت الأحزاب والعقائد الشيوعية والاشتراكية في اختراق خط الفقر!
اليوم يتحدثون عن الثروة "الهائلة" التي ستعم على لبنان بعد استخراج النفط والغاز من مياهنا الإقليمية.
الثروة هذه لم تزل تحت المياه وثمة في لبنان من بدأ يعد العدة لشراء منزل وسيارة وأرض. الثروة هذه لم تزل تحت المياه وثمة من بدأ يتحضر لربط مصير البلد ببورصة نيويورك وبمنسوب التسلح النووي في إيران.
هذه الثروة ستكون السبب في الحرب الأهلية الجديدة التي هي آتية علينا. لقد بدأت الخلافات فعلاً.. وزارة للنفط؟ مديرية عامة؟ موظفون؟ شركات أجنبية ومكاتب ووكالات حصرية؟ إنماء نفطي متوازن؟
سنتطلع طويلاً في اتجاه الثروة الغائرة تحت مياه البحر فيما يتواصل وضع اليد على الأملاك البحرية.. ترى أين هي حدود مياهنا الإقليمية؟

السابق
الظواهري ـ العرعور
التالي
الحياة تدبّ في البرلمان