احمد قبلان:لبناء الدولة القوية العادلة

 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها:"نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا إلى إنقاذ بلدنا بإنقاذ أنفسنا ودخولنا في رحاب الأخوة الوطنية الجامعة والموحدة، فلبنان أمانة الله في أعناقنا ونحن معنيون بأمنه وباستقراره وبعودته بلد التعايش الحر، بلد الحوار والانفتاح بعيدا عن الضغينة والعصبية التي لا تخدم سوى العدو الصهيوني، هذا العدو الذي يتهددنا ويزرع القلاقل والفوضى والتسيب وبذور الفتنة بين اللبنانيين الذين لم يعد لهم من خيار سوى التصدي بكل قوة لمشاريع هذا العدو ومخططاته العدوانية والتآمرية على وحدة اللبنانيين، لإدراكه بأن قوته هي في ضعفنا وتفككنا وفي تلهينا بالصراعات الطائفية والمذهبية".

ورأى قبلان "أن قوة هذا العدو هي في مثل هذه الفوضى التي تعم عالمنا العربي والإسلامي وما نشهده من تشوهات وتصدعات في المشهد العربي العام من السودان إلى ليبيا إلى البحرين إلى تونس إلى مصر إلى العراق إلى سوريا حيث الاستهداف على أشده ضد هذا البلد الممانع والمناصر والمساند لكل المقاومين الشرفاء، كل ذلك يشير، إلى أن مستقبل المنطقة مجهول وفي الاتجاهات الخطرة إذا لم يتدارك ويعالج بالحكمة والمسؤولية الوطنية والتاريخية وبخاصة نحن في لبنان حيث الاستهدافات مستمرة و بوتيرة تصاعدية وبسبل مختلفة إلى درجة لم يترك هذا العدو وبدعم من المجتمع الدولي وسيلة إلا واستعملها بهدف إخضاع هذا البلد وجره إلى الإذعان والاستسلام ولكن بحمد الله ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى بانبلاج فجر العزة والكرامة وسطوع شمس المقاومة التي هي فخرنا وشرفنا لتضع حدا لعربدة وغرور هذا العدو ولتقول له لا لعصر الهزائم ، لا لقوة لبنان في ضعفه، نعم لخيار الجيش والشعب والمقاومة الذي وحده يضع النقاط على الحروف في افشال أهداف هذا العدو وأطماعه التي لم تقف عند حدود لبنان البرية والجوية، بل تحاول الوصول إلى عمق مياهه الإقليمية لسلب وسرقة ثروتنا النفطية وحرمان اللبنانيين من حقهم الطبيعي والمشروع، هذا الأمر لن يمر بإذنه تعالى ولن تقدر إسرائيل على لي ذراعنا بعدما أنعم الله علينا بهذه المقاومة التي من أهدافها وغاياتها واستراتيجيتها الدفاع عن هذا البلد و شعبه من دون أية أهداف خارجية أو داخلية، بل هدفها سيادة واستقلال ووحدة هذا البلد بتعدده وبتنوعه، هدفها لبنان القوي بتماسك أبنائه، وبتصميمهم على بناء الدولة القوية العادلة والقادرة على تحقيق آمال جميع اللبنانيين، هذا ما تريده المقاومة، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه، وكل ما يطرح من نظريات وتأويلات ويكال من تهم ضد هذه المقاومة هو من باب ذر الرماد في العيون، لذا نتوجه إلى جميع اللبنانيين ونحن على أبواب شهر كريم أن يخرجوا من الدوائر المصلحية الضيقة وأن يتعالوا في تفكيرهم ورؤاهم إلى مستوى التحسس بالمسؤولية الوطنية فلبنان بلد للجميع وعلى هذه الحكومة ألا تدخر جهدا من أجل تحقيق التقارب بين اللبنانيين من خلال الحوار، ومن خلال الإصلاح، ومن خلال المؤسسات، نحن مع كل جهد وكل مسعى يؤدي إلى تفاهم اللبنانيين وتوافقهم، من هنا نطالب الحكومة بأن تكون لجميع اللبنانيين لا كيديات ولا سلوك سلطوي يفسر بأنها لصالح فريق دون الآخر، نحن نرفض أي تصرف استئثاري لأننا دعاة بناء دولة وبكل معنى الكلمة نحن قدمنا تضحيات كبرى، قدمنا الدماء وقدمنا الشهداء من أجل أن يبقى لبنان".

وتطرق قبلان الى موضوع ما يجري في بلدة لاسا فقال:"إن المسألة حساسة والأمور لا تحل إلا بالتفاهم، فعندما وضعنا حل المسألة عند البطريرك الراعي وضعناها من أجل أن يعطى الحق لأصحابه، هناك لجان تفاهم وقضاء هما المخولان لحل هذه القضية، لا نقبل أن يعتدى علينا، ولا نقبل أن نعتدي على أحد، بل نتمنى أن تحل القضية بالطرق السليمة الصحيحة. فليس هناك من داع لتصريحات سياسية كيدية مصلحية فتنوية، فنحن لا نؤخذ بالتحدي ولا برفع سقف المناورات". 

السابق
بزي:المقاومة حاجة وضرورة وطنية
التالي
حايك: الحكومة امام مسؤولية اسقاط لغة التوتر