إطلاق سراح المغني اللبناني زيد حمدان: لا أعرف مَن أوقفني ولا مَن أفرج عنّي

 بعد توقيف الناشط الحقوقي سعد الدين شاتيلا صباح الاثنين بتهمة نشر أخبار كاذبة لأنّه ساهم في تقارير تحذّر من تعذيب تعرّض له بعض من اعتقلتهم أجهزة أمنية لبنانية في عدد من الجمعيات التي ينشط عبرها، تمّ اول من امس توقيف المغنّي زيد حمدان، مؤسس فرقة «زيد والأجنحة»، لساعات بسبب أغنيته (جنرال سليمان)، التي تدعو الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى العودة الى منزله.

حمدان قال لـ «الراي» انّ «محققا من مركز المباحث الجنائية اتصل بي الأسبوع الماضي وتم التحقيق معي مرتين، ثم أحالوني الى القاضي في المرة الثالثة، فأوقفني صباح الأربعاء بتهمة التشهير برئيس الجمهورية».
ويوضح حمدان أنّ «الأغنية صدرت في اغسطس 2010 على اليوتيوب وأنا كتبتها في 2007 وأغنّيها في الحفلات دائما، لكنّ مخرج الفيديو كليب، وهو ايطالي، بعث الفيديو كليب الى شركة انتاج لبنانية، فوصل الى الرقابة اللبنانية، لأنّ كلّ dvd يدخل الى البلد يمرّ عبر الرقابة». ويضيف شارحاً انّ الأغنية كتبت قبل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً «وموقفي كان أنّني لا أريد للعسكر أن يتدخلوا في السياسة، وأنّني أطلب من سليمان بعد انتهاء ولايته في قيادة الجيش أن يستريح في منزله». 
فور اعتقاله، بعث حمدان رسالة من هاتفه الخلويّ بثّها على الفايسبوك يعلن اعتقاله واقتياده الى قصر العدل في بيروت، متخوّفا من محاكمته بتهمة التشهير بالرئيس سليمان ومطالبا الناشطين الحقوقيين بالتحرّك. ومما قاله على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر: «أصدقائي الأعزاء، أنا موجود الآن في سجن مخفر الشرطة في قصر العدل في بيروت بسبب أغنيتي «جنرال سليمان». هم يحاكمونني بتهمة التشهير بالرئيس سليمان، لا أعلم الى متى سأبقى في السجن. أرجوكم تحركوا».
وفوراً أنشئت صفحة تضامن على «الفايسبوك»، وبعد ثلاث ساعات وصل عدد المنضمين الى الصفحة الى أكثر من ألف وخمسمئة، والتعليقات كلّها تدور حول الخوف من عودة النظام الأمني. 
وليل الاربعاء أفرج عن حمدان، في حين كانت التوقعات أن يحال الى النيابة العامة التمييزية صباح أمس. لم يعرف حمدان لماذا وكيف أفرج عنه، لكن ثمة من همس في أذنه: «القصر الجمهوري طلب الافراج عنك». 
لكنّ زيد قرأ في اليوم التالي نفي القصر الجمهوري معرفته بالأمر: «أوقفت بطريقة غريبة، ولا أعرف من قرّر توقيفي ولماذا؟ ولا أعرف من قرّر الافراج عنّي ولماذا؟»، يقول حمدان باستغراب ودهشة، ويتابع: «رسالتي اليوم أنّهم لو لم يفرجوا عنّي لكانت الحرية في خطر، لأنّ الأغنية نشيد للسلام، وفي الأغنية لا شتيمة للرئيس، هي نشيد (ولادي) تقريبا، ومفهومها اننا لا نريد سلاحا ولا سرقة ولا ميليشيات بل السلام، وجملة (اذهب الى المنزل) كانت نكتة، وأقصد بها أنّ دورك العسكريّ انتهى فاذهب الى المنزل، هكذا قلت لهم، فسلّموا التحقيق الى القاضي وقرّر توقيفي». 
اللافت أنّ تاريخ تحميل الأغنية على اليوتيوب يعود الى اغسطس الماضي، أي الى عام بالتمام والكمال، وهي قدّمت قبل عامين في أكثر من مكان. لكنّ الاعتقال تمّ بعد موجة أمنية وضعتها جمعية «اعلاميون ضد العنف» في اطار «مناخ غير سليم من ناحية الحريات العامة، محذّرة من العودة الى مناخ الدولة الأمنية وزمن النظام الأمني الذي كان سائدا قبل 14 مارس 2005، بعد سلسلة تهديدات تلقّاها اعلاميون وفنانون وناشطون في مجال حقوق الانسان من مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين». 
ويذكر ان حمدان كان عضواً مؤسساً في فرقة «SOAP KILLS» أو «الصابون يقتل» التي ذاع صيتها محليا وعالميا تشكلت في اكتوبر 1997 على يد زيد حمدان و ياسمين حمدان التي كانت من أجمل أصوات جيل ما بعد الحرب.
وزيد له صولات وجولات في المشهد الموسيقي المستقل (غير التجاري) في لبنان ولديه شهرة واسعة في الوسط الفني اللبناني وأسس عدة فرق موسيقية لبنانية وينتج أعمالاً موسيقية مستقلة لفرق أخرى.

 

السابق
الجوزو يدافع عن القضاء ويرفض الضغوطات عليه
التالي
سينغ: لا تغيير في عديد «اليونيفيل» وحكومة لبنان تتحمّل مسؤولية أمننا