الضاهر: نصرالله ربط النزاع المائي الجديد بمهمة المقاومة

 رأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله احتكر الانتصار في حرب يوليو 2006 لصالح الحزب والمقاومة، بحيث تعمد في كلامه استبعاد فضل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك في صناعة الانتصار عبر ادارتها للحرب سياسيا سواء داخل الامم المتحدة او لدى دول القرار المعنية بالتطورات في المنطقة، خصوصا ان حليفه الاكبر الرئيس نبيه بري كان قد وصف حكومة الرئيس السنيورة بحكومة المقاومة السياسية، معتبرا وفقا لما تقدم ان السيد نصرالله قد تنكر من جديد لدور الدولة في الصمود وصناعة الانتصار، لاسيما انه تنكر لدور اجهزة المخابرات العسكرية في الجيش التي سهرت على امداد المقاومة بالمعلومات الميدانية لتسهيل تحركها على الارض.

ولفت النائب الضاهر، في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان تنكر السيد نصرالله لدور الدولة والجيش ولدور الشعب في احتضان النازحين، يضرب بالعمق معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» من قبل صانعيها، ويؤكد ان السيد نصرالله يستعمل هذه الركيزة الثلاثية فقط للتلطي خلفها بهدف ابقاء عسكرياته على الارض وابعاد سلاحه غير الشرعي عن التداول على طاولة الحوار الوطني، مشيرا الى انه على السيد نصرالله ان يقر بالدور البطولي والتاريخي الذي لعبه الرئيس السنيورة في صناعة الانتصار الذي ما كان ليتحقق لولا استحصاله بديبلوماسيته العالية على القرار 1701 واجبار العدو الاسرائيلي على وقف اطلاق النار والتراجع.

ولفت النائب الضاهر الى ان السيد نصرالله حاول من جهة ثانية ومن خلال مقاربته لموضوع ازمة الخرائط المائية بين لبنان واسرائيل ربط النزاع المائي الجديد بمهمة المقاومة وذلك بهدف توسيع حلقة ما تعتبره قوى 8 آذار ضرورات وطنية لوجود المقاومة، اضافة الى ان السيد نصرالله قد نصب نفسه مرشدا اقتصاديا وماليا للدولة اللبنانية وذلك من خلال دلالته على الشركات التي يتوجب على الدولة اللبنانية تلزيمها مشروع استخراج النفط، معتبرا ان ما تقدم يؤكد ان السيد نصرالله يختصر الدولة حكومة وشعبا ومؤسسات دستورية بشخصه ويثبت ترؤسه للحكومة الميقاتية طالما استبق مقررات مجلس الوزراء بهذا الخصوص.

في السياق نفسه، اعتبر النائب الضاهر أن ابعاد احتكار السيد نصرالله للانتصار في حرب يوليو تتلخص بثلاثة عناوين اساسية هي: اولا: رفع معنويات الحزب قيادة وافرادا جراء اصابته باتهام عناصر منه بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثانيا: تكريس سلاح المقاومة خارج اطار التداول واعلاء شأنه فوق شأن المؤسسة العسكرية وتصويره على انه الحامي الوحيد للدولة اللبنانية وشعبها والقادر على صنع الانتصارات في وجه العدو الاسرائيلي، ثالثا والاهم: احتكار قرار الحرب والسلم بعيدا عن قرار الحكومة وقيادة الجيش لصالح المحور الايراني ـ السوري، لافتا الى ان ما تناساه السيد نصرالله او ما حاول التعمية عنه هو ان المقاومة لم يعد لها وجود في ظل القرار الدولي 1701 خصوصا في ظل وجود قوات الطوارئ الدولية الى جانب الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل، وهو ما اثبتته السنون بعد صدور القرار المذكور من خلال عدم اطلاق رصاصة واحدة باتجاه الاراضي المحتلة، مذكرا بكلام الامين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي الذي اعلن فيه انتقاء دور المقاومة بعد خروج العدو الاسرائيلي من لبنان في العام 2000 وان بقاءها اصبح للمناورة ولتحصيل المكاسب، معتبرا بالتالي ان كلام نصرالله بكل جوانبه الظاهرة منها والضمنية جاء بمنزلة رسالة واضحة الى كل المعنيين بازالته سواء في الداخل اللبناني او خارجه بأن المقاومة باقية وان سلاحها هو من سيحدد امنيات الدولة اللبنانية ويرسم مسار السياسة في لبنان. 

السابق
مصادر عن جنبلاط لـ «الأنباء»: لا انعطافة جديدة
التالي
ارجاء محاكمة العميد فايز كرم المتهم بالتعامل مع إسرائيل إلى 30 آب.