في بنت جبيل .. التجارة في أحسن حالاتها

للمرّة الأولى، بعد حرب تموز 2006، ينطلق مجدداً شهر التسوّق في سوق بنت جبيل التجاري، الذي تهدّم في الحرب وتم الانتهاء من بنائه الصيف الفائت. ” لقد عادت المياه الى مجاريها، انتظرنا ذلك 5 سنوات، لقد خسرنا الكثير وننتظر أن نعوّض على ما فاتنا في السنوات القادمة”، يقول ابراهيم الحوراني، أحد تجّار بنت جبيل، ويعتبر أن ” التجارة في أحسن حالها في بنت جبيل، بعد أن عمدت بلدية بنت جبيل الى دعم التجّار ومهرجان التسوّق بكل الوسائل المتاحة، رغم أن التجار لا يزالون ينتظرون أن تعويضات الدولة عن الخسائر الكبيرة التي لحقتهم في حرب تموز”.

ويرى رئيس نقابة أصحاب المؤسسات التجارية في بنت جبيل طارق بزي أن ” تزامن انطلاق مهرجان التسوق في بنت جبيل مع ذكرى حرب تموز، يبرهن مدى قدرة الأهالي على الصمود والتحدّي، بعد أن دمّرت محالهم التجارية بشكل كلّي، وبعد أن حرموا من التعويضات التي يستحقونها عن خسائرهم الكبيرة، والتي حجبتها الحكومات السابقة عنهم، والتي قدّرت بما يزيد على عشرين مليون دولار أميركي، فالمحال التجارية تضاعف عددها وزاد انتشارها، وباتت التجارة هي مورد عيش أبناء بنت جبيل، بعد توقف الأعمال الزراعية والصناعية، بسبب المنافسة الأجنبية واهمال الدولة المتتالي، منذ الاحتلال وبعده”.

ويبيّن أن ” سياسة التجّار اليوم مكافحة الوضع الاقتصادي بمحاربة الأسعار الفاحشة، وتخفيضها الى أقصى حدّ ممكن، مع تقديم جوائز مختلفة للزبائن”. ومن الملاحظ أن عدداً كبيراً من التجّار علّقوا لافتات تشير الى تخفيض الأسعار، مستخدمين شعارات مستوحاة من الثورات العربية وانتصار تموز، مثل ” الشعب يريد حرق الأسعار”، أو ” حرق نظام الأسعار”، و” قصف عشوائي على الأسعار”. كما كتب التاجر محمد جمعة على لافتة علّقها أمام محلّه التجاري ” تقرير ويكيليكس للألبسة يكشف عن هبوط الأسعار الى ما بعد 50%”.

فيقول ” استخدام هذه الشعارات يساهم في توقف الزبائن ودخولهم الى المحلاّت التجارية، فالشعارات مهضومة ولافتة ومغرية للزبائن أيضاً”. هذا ويحضى كلّ زبون بفرصة الاشتراك في المسابقات المتعددة التي تجريها نقابة أصحاب المؤسسات التجارية، التي ستقيم احتفالاً حاشداً يتضمّن مسرحية للفنان منير كسرواني تحت عنوان ” الله يهدّك يا اسرائيل”. ويلفت طارق بزّي أن ” تجّار بنت جبيل سيشاركون يوم غد بالاعتصام الذي سيقام أمام السراي الحكومية في بيروت للمطالبة بالتعويض عن خسائر أصحاب المؤسسات التجارية في حرب تموز ودعم الدولة للتجار وحمايتهم من المنافسة الأجنبية في ظلّ ارتفاع أسعار الايجارات وأجور الموظّفين”. واعتبر رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي أن ” مهرجان التسوّق هذا يدلّ على تصميم الشعب على الحياة والعزة والكرامة، لا كما يعتبر البعض أن ثقافتنا هي ثقافة الموت”.

السابق
160 ناشطاً في كاريتاس و”وزنات” تدربوا في برنامج “سلام ومصالحة”
التالي
مسالخ لا تستوفي الشروط… ونفاياتها في نهر بيروت