الشرق : الفرنسيون بعد الايطاليين يريدون تطفيش “اليونيفيل”

 قالت "الشرق" :
إستهدفت مساء امس عملية تفجير عند مدخل صيدا الجنوبي جنود الكتيبة الفرنسية التابعة لقوات حفظ السلام الدولية اليونيفيل موقعاً في صفوفهم ثلاثة جرحى، نقل احدهم الى المستشفى، فيما عولج الجريحان الآخران ميدانيا لإصابتهما اصابات طفيفة، و يأتي هذا الإنفجار بعد مرور أقل من شهرين على المتفجرة التي استهدفت قافلة للكتيبة الايطالية اليونيفيل في منطقة الرميلة عند مدخل صيدا الشمالي واسفرت عن وقوع عدد من الجرحى في صفوفها.
الانفجار وقع قرابة السادسة الا ربعا لحظة مرور قافلة للكتيبة الفرنسية مؤلفة من 4 آليات كانت متجهة نحو الجنوب عبر صيدا وبعد سلوكها البولفار البحري الجنوبي للمدينة بمحاذاة جبل النفايات، وبسبب تحويل الطريق في نهاية البولفار، ولدى انعطاف القافلة قرب شركة الغاز لتسلك الطريق الرئيسية، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة الى جانب الطريق، واستهدف الإنفجار الآلية الرابعة والأخيرة ضمن القافلة وهي عبارة عن ملالة من نوع فاب مدولبة، كان بداخلها خمسة جنود فرنسيين، وادى الانفجار الى اصابة ثلاثة منهم بجروح، نقل احدهم ويدعى ستيف بودان الى مستشفى حمود الجامعي للعلاج، فيما عولج الآخران ويدعيان" ستون بوم وجاندو فوغ"ميدانيا من قبل فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني وجهاز المتطوعين في مؤسسة الحريري.
وادى ضغط الانفجار ايضا الى تضرر الآلية، والى اقتلاع رشاش من عيار 12.7 ملم كان مثبتا فوقها ودفعه لمسافة امتار بعيدا عنها.
واحدث الانفجار حفرة قطرها متر ونصف المتر وعمقها 70 سم. وتطايرت شظاياه مع الأحجار والأتربة على مسافة امتار حوله، وضربت القوى الأمنية والعسكرية طوقا محكما حول المكان وتم تحويل السير نحو الطريق الرئيسية، وباشرت فرق التحقيق التابعة للأدلة الجنائية والشرطة العسكرية برفع البصمات بانتظار وصول خبراء متفجرات من الجيش واليونيفيل، كما حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور. وبوشرت التحقيقات في التفجير بمشاركة عدد من كبار ضباط اليونيفيل والكتيبة الفرنسية.
مصادر امنية اشارت الى ان انفجار سينيق شبيه الى حد كبير من حيث طبيعته بانفجار الرميلة الأخير، وكذلك من حيث حجمه وقوته الا أن ما خفف من حجم الخسائر هو طبيعة الآلية التي استهدفها كونها ملالة ضخمة وليست سيارة جيب أو آلية عادية كما حصل في انفجار الرميلة.
واستنكرت النائب بهية الحريري التفجير وقالت في تصريح لها تعليقا على هذا التفجير: مرة جديدة تمتد يد الاجرام الى مدينة صيدا والجنوب محاولة النيل من استقرارهما، مستهدفة للمرة الثانية في غضون شهرين قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب، وعشية تمديد مجلس الأمن لتنفيذ القرار 1701.
واضافت: ان استهداف قافلة الكتيبة الفرنسية عند مدخل صيدا الجنوبي هو استهداف لمدينة صيدا ولأمنها واستقرارها. واننا اذ ندين بشدة هذا التفجير، ندعو الأجهزة الأمنية اللبنانية الى الاسراع في الكشف عن الفاعلين لما تنطوي عليه هذه التفجيرات من مخاطر تحدق بالوطن وتنال من امن وامان ابنائه.
وتوجهت الحريري من قيادة اليونيفيل وقيادة الكتيبة الفرنسية خصوصا معربة عن استنكارها لهذا العمل الاجرامي، ومتمنية الشفاء العاجل للجرحى ومؤكدة على الدور الايجابي لليونيفيل في جنوب لبنان. وقد بينت التحقيقات الاولية ان التفجير سلكي وذلك بعد العثور على سلك طوله 30 متراً في موقع الانفجار.
تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي موضوع الانفجار الذي استهدف دورية للكتيبة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية جنوب مدينة صيدا، واتصل بوزير الداخلية والبلديات مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي وطلب فتح تحقيق عاجل في الاعتداء لكشف ملابساته.
كما اتصل الرئيس ميقاتي بالسفير الفرنسي دوني بييتون معرباً له "شجب الحكومة اللبنانية للإعتداء الآثم الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية، وعن مواساته وتضامنه مع الجنود الفرنسيين الذين اصيبوا في الانفجار". 

السابق
اللواء : 300 شخصية حقوقية تؤكّد التمسك بالمحكمة
التالي
الأخبار : الانفجار الثاني خلال شهرين: اليونيفيل في مرمى النار