-الجمهورية : لبنان ندّد بالعمل الإرهابي وباريس طالبت بمحاكمة المعتدين

 كتبت "الجمهورية " تقول ، من جديد تتعرض قوة حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) للتفجير، وينطلق معه سيل من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول المنفذين وأهدافهم والجهات التي تقف وراءهم في الوقت الذي يعمل لبنان لدى الامم المتحدة من أجل ان تساهم "اليونيفيل" في ترسيم حدوده البحرية لمنع القرصنة الاسرائيلية لثروته النفطية، وكذلك في الوقت الذي تجري المشاورات الداخلية لعقد طاولة الحوار الوطني وجمع القوى المتنازعة عليها لإنهاء الانقسام السياسي العمودي الذي تعيشه البلاد منذ سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، وهو إنقسام مرشح للتفاقم بعدما انطلقت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي تتوعدها المعارضة بالسقوط.
وكشفت التحقيقات الاولية الرسمية التي أجريت في تفجير صيدا وحصلت "الجمهورية" على نسخة منها الآتي:
– تم التفجير سلكيا بواسطة شريط تم وصله بمتفجرة موجهة، وزنها نحو 4,5 كلغ من مادة الـ"تي ان تي"، مخلوطة بكرات حديد صغيرة.
– بلغت المسافة التي تم ربط السلك بالمتفجرة نحو مئة متر.
– تم تمرير السلك من ثغرة في حائط حيث كان يختبئ خلفه الشخص الذي نفذ التفجير، فيما كان آخرون ينتظرونه في سيارة إنطلقت بسرعة كبيرة بعد التفجير، وتركت آثار اطاراتها واضحة على الطريق من جراء "التشفيط".
– تسببت المتفجرة بحفرة عمقها 80 سنتم في دائرة 2,5 × 2,5 متر.
– ادى التفجير الى اصابة خمسة عناصر من القوة الفرنسية بجروح، وأضرار في آلياتهم والمباني المجاورة. وقد "طار" البرج الذي يحمل مدفعا رشاشا من عيار 12,7 نتيجة عصف الانفجار.
– تم توقيف خمسة اشخاص لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للاستماع الى اقوالهم".
وعلمت "الجمهورية" ان مدعي عام باريس السيدة اونفري الكسندرا اتصلت بالمراجع اللبنانية الرسمية طالبة السماح باشراك الفرنسيين في التحقيقات حسب الاصول القانونية والدولية، وتم التجاوب مع طلبها.كذلك تم التنسيق مع "اليونيفيل" وقيادة الجيش اللبناني التي تولت ادارة التحقيق.
وعلمت "الجمهورية" أيضا ان خبراء متفجرات في الكتيبة الفرنسية وزملاء لهم في الاختصاص نفسه في القوات الدولية حضروا الى موقع الانفجار للمشاركة في التحقيقات. كذلك حضر معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعنّي.
وأظهر التحقيق الرسمي ان وجوه الشبه بين هذا الاعتداء والاعتداء السابق الذي تعرضت له دورية من القوة الايطالية ( قبل شهرين في محلة الرميلة شمال صيدا)، تتلخص وفق محضر التحقيق بالآتي:
– كيفية توجيهها
– اختيار نقطة جغرافية لا يمكن للمركوب الاّ ان يخفف سيره.
– منطقة مكشوفة امنيا، ليس هناك الاّ معامل غاز وحديد (تفجير امس).
اما الفارق فيتلخص بأن التفجير الاول (ضد القوة الايطالية) تم لاسلكياً، اما الثاني (ضد الفرنسيين) فتم سلكيا، والسبب ان القوات الدولية بعد تعرض الوحدة الايطالية للتفجير لاسلكيا وضعت اجهزة تشويش على الاتصالات اللاسلكية، ويبدو ان المهاجمين علموا بالامر وعملوا على تخطي هذا التدبير الاحترازي (باللجوء الى التفجير السلكي)".
وكانت عبوة ناسفة إنفجرت أمس في محلّة سينيق ـ جنوب صيدا، مستهدفة موكبا من 5 ناقلات جند تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل وأوقعت 5 جرحى فرنسيين أحدهم إصابته خطرة، وعلمت "الجمهورية"، أنه مصاب بشظية في عينه ويدعى بودين أوليفر.
وعُلم أن فرق الصليب الأحمر اللبناني، عالجت جريحين في مكان الانفجار هما الفرنسيان سبتون وجاندو، بينما نقل الجريح ستيف بودان الى مستشفى حمّود الجامعي في صيدا. وقال الخبير العسكري ان الانفجار استهدف الآلية الخامسة والأخيرة من القافلة، التي كانت متأخّرة عن زميلاتها بعض الشيء
على إثر الإنفجار، ضرب الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، طوقا أمنيا في مكان الانفجار ومنع الاقتراب منه وباشر تحقيقاته على الفور، وعمد الى قطع الطريق، في وقت تفقّد المكان عدد من الضباط الكبار العسكريين والامنيين ووفد من الضباط الكبار في اليونيفيل وآخر أمني من السفارة الفرنسية، كذلك تفقده مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، وقائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد الركن منذر الأيوبي، وأجرى خبراء من اليونيفيل والجيش كشفا ميدانيا على مكان الانفجار وباشروا التحقيق.
وأكّد المتحدّث باسم الـ"يونيفيل"، نيراج سينغ لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، أن خبراء من اليونيفيل، حضروا الى مكان الانفجار "للعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تحديد ملابسات الحادث".
يذكر أنّ هذا الإنفجار هو الخامس الذي تتعرّض له قوّات الـيونيفيل منذ انتشارها في الجنوب تطبيقّا للقرار 1701 الذي صدر عقب حرب تمّوز 2006، حيث كانت دوريّة إيطاليّة تعرّضت في 27 أيّار الماضي لانفجار عبوة ناسفة على طريق الرميلة – صيدا، ما أدى حينها إلى جرح ستة جنود إيطاليين. كما أنّ انفجارًا آخرًا حصل في سهل الدردارة – الخيام في 24 حزيران 2007 وأدّى إلى مقتل ستة جنود من الكتيبة الإسبانيّة. بينما أصيب ثلاثة عناصر من اليونيفيل، في القاسميّة في العام نفسه خلال وجودهم في نقطة للمراقبة.
ولاحقا ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان أصدره بالاعتداء على اليونيفيل، داعيا السلطات اللبنانية الى ملاحقة "المسؤولين عن هذا العمل".
وقال: "اندد بكل حزم بالاعتداء الذي استهدف اليونيفيل بعد ظهر اليوم (أمس) وادى الى سقوط ستة جرحى في صفوف الجنود الفرنسيين جنوب صيدا في جنوب لبنان"، داعيا "السلطات اللبنانية الى بذل ما في وسعها لمحاكمة المسؤولين عن هذا الاعتداء".
وإثر وقوع التفجير اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، مستنكرا "الجريمة الارهابية التي استهدفت وحدة فرنسية عاملة ضمن اطار قوات اليونيفيل"، معربا عن أسفه لوقوع عدد من الاصابات في صفوف الجنود الفرنسيين.
ومن جهته تتبع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مقر اقامته في فرنسا التطورات المتعلقة بالانفجار وإتصل بوزيري الداخلية والعدل مروان شربل وشكيب قرطباوي وطلب فتح تحقيق عاجل لكشف ملابساته . كذلك إتصل ببييتون مؤكدا له "إدانة الحكومة اللبنانية للاعتداء الآثم الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية" ومعبرا عن مواساته وتضامنه مع الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا في الانفجار .
ودان الرئيس سعد الحريري في بيان "التفجير الإرهابي". وقال "أن مثل هذه الاعتداءات الإرهابية هي بالتأكيد ضد مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وتشكل اعتداء صارخا على القرار 1701، وعلى الالتزامات التي تعهدها لبنان ولا يصح أن يخرج عنها تحت أي ظرف من الظروف".
ولفتت النائب بهية الحريري إلى أن "مرة جديدة تمتد يد الاجرام الى مدينة صيدا والجنوب محاولة النيل من استقرارهما، مستهدفة للمرة الثانية في غضون شهرين قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب، وعشية تمديد مجلس الأمن لتنفيذ القرار 1701". 

السابق
الأخبار : الانفجار الثاني خلال شهرين: اليونيفيل في مرمى النار
التالي
الحياة : “نصرالله : لا أساس لأي اتهام للمقاومة باغتيال الحريري