إرهابي أم مسيحي متطرف هل هنالك من فرق؟!

 «ارهابي ام مسيحي متطرف.. هل هنالك من فرق؟!» بهذه الجملة التساؤلية عنون الكاتب الاميركي دوليون ستيمن مقالته التي خصصها لاستعراض المذبحة التي ارتكبها النرويجي اندريس برينغ بريفيك في اوسلو وجزيرة يوتويا وأدت الى مقتل العشرات من الابرياء، وبدأ ستيمن مقالته قائلا: «..وحالما تناولت الصحف ووسائل الاعلام الاميركية الخبر حتى اشارت بأصابع الاتهام الى خلايا القاعدة النائمة في اوروبا، وبعضها اشارت الى الارهاب الاسلامي بشكل عام الطامح لتدمير مجتمعنا المسيحي الابيض السعيد»، مقالة ستيمن تحوي الكثير من الجوانب المشرقة والمنصفة حيث يقول: «حالما اعلنت الشرطة النرويجية عن ان مرتكب المذبحة مسيحي ابيض حتى بدأت وسائل الاعلام الاميركية وبعض الاوروبية تتحدث عن الاجنحة اليمينية المسيحية المتطرفة دون ان تلصق الارهاب بتلك الجماعات او كانت تقوم بلصقها على استحياء احيانا وكأن الارهابي في نظرنا يجب ان يكون مسلما.. غير أبيض.. وغير غربي حتما والا فهو يميني متشدد وليس ارهابيا».
الكاتب ستيمن الذي نشرت مقالته في موقع «مورتون الاخباري» الاميركي وغيره من الكتاب الاميركيين والغربيين المستقلين اجمعوا على ان ما حصل ارهاب وليس مذبحة او لحظة جنون او فعل رجل مجنون، بل ارهاب مصدره التطرف، حتى ان احد الكتاب في ذات الموقع «المستقل» كتب معلقا على مقال ستيمن: «عندما قام الاميركي المتطرف الابيض تيموثي ماكفي والمنتمي لجماعة يمينية مسيحية متطرفة بتفجير مبنى تابع للمباحث الفيدرالية الاميركية وأدى الى مقتل 168 رجلا وامرأة وطفلا اطلقت وسائل الاعلام الاميركية لفظ «الاصولية المسيحية» عندما تناولت الحادثة ولكن قلة فقط قرنتها بالارهاب خاصة ان «الارهاب» لم يكن مصطلحا واسع الاستخدام يومها كما هو بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر».

والحقيقة ان «الفعل الارهابي» بحسب تعريف قاموس «ميريام ـ ويبستر» انه: «الاستخدام المنهجي للارهاب.. خاصة كوسيلة للقهر»، بهذا التعريف اللغوي الغربي اعتقد ان المتطرف هو الذي يلجأ لاستخدام السلاح لتنفيذ اهدافه كوسيلة للقهر، بغض النظر عن كونه مسلما او مسيحيا، وبغض النظر عن كونه منتميا لجماعة دينية محددة او تابعا لفرقة حرس معينة تقتل خلق الله جهارا نهارا كما يفعل النظامان العربيان المسلمان السوري والليبي اليوم.. 

السابق
حراك شيعي في «لحظة ضبابية»(2) ملامح تجمُّع مدني في بيروت يتصدّى للشيعية السياسية …
التالي
نفط لبنان (2): القصة بدأت في الجنوب… وقد تنتهي هناك