مسرح الدمى يجمع شتات فلسطين في «إقامة فنية»

 منذ صغره، كان مهند كراجة، المقيم في مخيم قلنديا في رام الله، يحلم بالتخصص في مجال المسرح. إلا أن أهله لم يدعموه في حلمه، فدرس الحقوق وتخرّج محاميًا. وفي الجامعة، حاول التمسك بحلمه، فانتسب إلى نادي المسرح.
اليوم، يشارك مهنّد في فعاليات «الإقامة الفنية»، التي تنظمها وتدعمها سنويا «المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس»، وتقام خلال العام الحالي في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة «التعاون».
ويشارك في الإقامة الفنية، التي انطلقت فعالياتها في العاشر من تمّوز الحالي، وتختتم في الحادي والعشرين منه بعرض فني يقام على مسرح المدينة، ثلاثة عشر لاجئا من كل من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن. ويخضع هؤلاء إلى دورة مكثفة حول تصنيع وتحريك الدمى، لمدة واحد وعشرين يومًا، على يد مدربين محترفين. وتٌعطى دروس الدورة في كل من «بيت الصنائع»، و«زيكو هاوس».
يؤكّد مهنّد أنه بعد انتهائه من مشروع «الإقامة الفنية»، سيعود إلى فلسطين ليعّد عملا يهديه إلى أخته الأسيرة في أحد السجون الإسرائيلية.
أما محمد خليلي، فقد حضر من مخيم اليرموك في دمشق، وهو خريج معهد فنون مسرحية. وفي سوريا، على عكس لبنان، يرحّب المسرح والتلفزيون بالفلسطينيين الذين يشكلون اليوم نسبة عالية من الممثلين الشباب. الأمر الذي يراه محمد حافزًا مهمّا لإطلاق مشروع مسرح دمى خاصة به.
من جهتها، تعمل رشا من مخيم برج البراجنة، في جمعية «بيت أطفال الصمود»، وتتولى إقامة برامج خاصة بالأطفال. وبعد مشاركتها في مشروع «الإقامة»، ستسعى رشا إلى تأليف مجموعة من الناشطين المهتمين في مسرح الدمى، بهدف إقامة مسرح جوال على المخيميات الفلسطينية في لبنان. أما يزن شحروري الذي حضر من مخيم «الزرقاء» في الأردن، فقد اكتسب موهبة المسرح قبل سبع سنوات. حينها، بدأ بتحضير «سكتشات» ، حتى أصبح بوسعه تنظيم مسرحيات للعرض. ويفضّل يزن محاكاة الأطفال في مسرح الدمى، باعتبار «أنها الوسيلة الأفضل لترفيههم وتثقيفهم».
ويلفت محمود الحوراني، وهو أحد مدربي المؤسسة، إلى أن « الإقامة الفنية» هي عبارة عن «كلية مؤقتة» يجتمع فيها اللاجئون لفترة معينة، ثم يتخرجون منها بشهادة تمنحها المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس، مصدّقة من قبل من وزارة الثقافة اللبنانية.
ويشرح الحوراني، أن «فكرة «الإقامة» جاءت بعد اقتراح قدّمته مؤسسة «التعاون» بإقامة مسرح دمى دائم داخل المخيمات الفلسطينية. إلا أن المشروع لم ير النور لأن تنفيذه يتطّلب ميزانية عالية، فقررت «التعاون» حينها تدريب لاجئين وتخريجهم، بالإضافة إلى دعمهم لإطلاق مشاريع مستقبلية. ويشير الحوراني إلى أن المشروع «يعمل على تأهيل المتدربين لإقامة مسارح دمى جوّالة داخل مخيماتهم».
ويشرح الحوراني أن المؤسسة العربية للعرائس والدمى «تأسست العام 2008 على يد محترفي مسرح دمى، بهدف تشجيعه ودعمه في البلاد العربية وتطوير مفهومه»، مضيفا أن «المؤسسة تعمل من أجل إنشاء مظلّة عربية توفّر فرص ازدهار هذا الفن ومدّ جسور بين مسرح الدمى وبين قطاع التعليم عبر تشجيع وتدريب العاملين الجدد في هذا المجال».
وتقوم المؤسسة بتنظيم ورش عمل، ومهرجانات مسرحية، بالإضافة إلى تقديم عروض مسرح دمى من إنتاجها. 

السابق
زهور على ضريح «أبي معروف»: ملتزمون بالمقاومة
التالي
زيادة ساعات التقنين الكهربائي تضرب الاصطياف في بنت جبيل