ضاهر لـ”السياسة”: من نصب “حزب الله” حاكماً عسكرياً على اللبنانيين?

 رغم الإجازة الحكومية الممتدة حتى 2 أغسطس المقبل, الموعد المقرر لجلسة الحكومة التي ستبحث في بعض الملفات الداخلية ومن بينها التعيينات, إلا أن المناخات السياسية الداخلية تنذر بتصاعد المواجهة بين الأكثرية الجديدة وقوى "14 آذار", في وقت أثارت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري التي رفض فيها أن تحصر الدعوة إلى الحوار بسلاح "حزب الله", ردود فعل رافضة من جانب قوى المعارضة التي اعتبرت كلامه بمثابة عودة إلى الوراء وتراجعاً عما تم التوافق عليه, سائلة على ماذا سيتم التحاور إذا لم يكن بند السلاح أساسياً على الطاولة, باعتباره جوهر الخلاف.
وفي هذا الإطار, أكد النائب خالد ضاهر عضو كتلة "المستقبل" لـ"السياسة" أن مبدأ الحوار أمر ضروري, على "أن يكون قائماً على الالتزام بمبادئ هذا الحوار وبما يتم الاتفاق عليه, وتنفيذ المقررات, لكن أن يكون هذا الحوار مكتفياً بالكلام من دون الالتزام بما ينتج عنه, فهذا يدل على أن هناك نية مسبقة بعدم الالتزام بنتائج الحوار وأن يكون هذا الحوار نتيجة ملموسة لمصلحة البلد".
وأشار إلى "أن فريق 8 آذار حريص على إضاعة الوقت أكثر فأكثر, ويدل على أن هذا الفريق ليس متحسساً ومتحملاً للمسؤولية تجاه البلد", معتبراً أن "الحوار يجب أن يتعلق بما له علاقة بالمشكلة بين اللبنانيين, أي أن يكون متعلقاً بالأمر الخلافي بينهم".
وأضاف "لا أعتقد أن هناك أمراً أكثر خلافية من موضوع السلاح الذي يقف عقبة اليوم أمام تطور البلد وتفعيل دور المؤسسات وتعزيز مناخات الاستقرار الداخلي, هو وبكل صراحة السلاح غير الشرعي الذي يسيئ إلى الحياة السياسية, والذي أصبح بالتالي سلاحاً ميليشياوياً وخارجاً على القانون, لذا فإن لبنان بحاجة إلى ضبط هذا السلاح وإعادته إلى وضعه الطبيعي وإخراجه من التأثير على ضرب الاستقرار في لبنان".
وأكد ضاهر أنه "ليس أمامنا في لبنان إلا مقاومة نهج التسلط, والعمل على تحقيق حرية لبنان واستقلاله وسيادته, واستخدام كل الوسائل المشروعة الشعبية لإيقاف هذا الاستهتار بالحياة اللبنانية وبحق اللبنانيين.
وسأل من الذي نصب "حزب الله" حاكماً عسكرياً على اللبنانيين? وهل ما يحصل هو لضرب الحياة السياسية, وربط لبنان بمشاريع إقليمية لصالح أفرقاء خارج لبنان?
وأضاف: هم يعملون ضد المصلحة اللبنانية, وبالتالي يريدون لبنان أن يكون بؤرة غير مستقرة ومضطربة, وهذا لن يسمح به اللبنانيون وبالتالي سيقاومون هذا النهج وسيعملون على تحقيق الاستقلال والحرية والسيادة وعلى أن يعيشوا في بلد بكرامة ووفق المقاييس والمعايير الدولية والإنسانية.
ورداً على موقف نائب "حزب الله" نواف الموسوي الذي وصف المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بأنهم قديسون, لفت ضاهر إلى أن هذا ليس الموقف الأول الذي يعبر فيه أحد المسؤولين في "حزب الله" عن رفضه للعدالة ومنطق الحق, وهذا الموقف برأيي يسيئ إلى "حزب الله" بالدرجة الأولى ويدل على أن هذا الفريق لا يقبل بمنطق الحقيقة والعدالة, ولا يعترف إلا بمنطق القوة والقهر والإرهاب, وعلى "حزب الله" أن يسعى وفق القوانين والمحكمة لإثبات براءة هؤلاء. أما الكلام بهذه الطريقة أمام اللبنانيين برفض العدالة وبالإصرار على التنكر لدماء الشهداء الذين سقطوا فهذا مرفوض ومردود لأصحابه.
 

السابق
“مذكرة جلب” بحق نصر الله إذا لم يسلم المتهمين
التالي
الأسعد: من يهرب من مواجهة المحكمة يدن نفسه