فتفت لـ «الأنباء»: بري «ثعلب» السياسة اللبنانية

 رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب د.أحمد فتفت ان دعوة النائب العوني زياد أسود رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع «لإقناع حليفه الرئيس سعد الحريري بالتنازل عن موقع مدعي عام التمييز لصالح المسيحيين» لا يندرج الا في إطار المزايدات الصبيانية السخيفة، وذلك لاعتباره ان النائب أسود يدرك تماما ان الرئيس سعد الحريري ليس رئيسا للحكومة ولا يملك بالتالي صلاحية التنازل او البت في أمور التعيينات الإدارية والأمنية، مذكرا النائب أسود بأن «التيار الوطني الحر» يملك 10 وزراء في الحكومة وبالتالي فإن أي قرار يتصل بالتعيينات الأمنية يعود له فيما لو ارتأى تبديل المواقع وجعلها مداورة بين الطوائف، مشيرا الى ان ما يهم قوى 14 آذار هو الكفاءة على قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب، مؤكدا انه بالنسبة للقوى المذكورة وتحديدا لتيار «المستقبل» فإن كل المواقع دون استثناء قابلة للمداورة إنما على أساس المحافظة على التوزيع العددي بين الطوائف.

ولفت النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان توقيت دعوة النائب أسود لجعجع غير بريء سواء في خلفياته السياسية أم في أبعاده الشعبية، خصوصا ان أسود يعلم ان التعيينات أيا تكن تصدر عن الحكومة ورئيسها وليس بتدخل من معراب لدى بيت الوسط، مشيرا بالتالي الى ان فريق الأكثرية الجديدة يستطيع انطلاقا من كونه الفريق الحكومي الوحيد اتخاذ ما يشاء من قرارات، إنما مخطئ من يعتقد ان الأمور قد تمر بسهولة فيما لو أتت المقررات على أسس كيدية للنيل من قوى 14 آذار داخل الإدارات الرسمية والعامة.

ورد النائب فتفت على كلام النائب أسود لـ «الأنباء» عن ان «الكيدية السياسية تكمن بإبقاء كل من اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن في منصبيهما»، رد مذكرا النائب أسود بأن وزير الداخلية مروان شربل المحسوب جزئيا على «التيار الوطني الحر» أشاد بكفاءة ريفي والحسن ونوه بمناقبهما العسكرية، خصوصا ان الوزير شربل اعتبر ان فرع المعلومات قد حقق الكثير من الإنجازات الأمنية وان اللواء اشرف ريفي قام بمهامه كاملة، وبالتالي فإن الكيدية السياسية تكمن في تجاوز رأي الوزير شربل كونه مطلعا عن كثب على دور ريفي والحسن انطلاقا من موقعه كضابط متقاعد ومن معرفته بحيثيات قوى الأمن الداخلي.

وردا على سؤال، أضاف النائب فتفت ان مواقف «التيار الوطني الحر» لا تعبر الا عن مكنونات حزب الله وتطلعاته السياسية، ما يعني انه ليس للتيار اي موقف سياسي مستقل عن موقف حزب الله، اذ يضطلع كما قال احد الوزراء السابقين بدور جانبي في ظل تصدر حزب الله للقرار السياسي داخل الأكثرية الجديدة، معتبرا بالتالي ان دور العماد عون ينحصر فقط في النطق باسم حزب الله والتعبير عن إرادته وليس عن إرادة الشارع المسيحي، مؤكدا انه لا العماد عون ولا حركة أمل ولا النائب وليد جنبلاط قد تبقى لهم أي سلطة سياسية داخل الفريق الأكثري في ظل تصرف السيد نصرالله كرئيس للحكومة، مشيرا من جهة ثانية الى ان ما يدعو للسخرية في العمل السياسي لدى الأكثرية هو ان الرئيس ميقاتي يقدم مطالعاته السياسية ومقاربته للملفات المطروحة ليعود بعدها ولي نعمته السياسية السيد حسن نصرالله الى نسفها من خلال إطلالاته الإعلامية ليقارب الملفات بطريقة معاكسة لمقاربة الرئيس ميقاتي، وهو ما تجلى صراحة في ملف جلسة التعيينات الأخيرة.

بمعنى آخر، يعتبر النائب فتفت ان حزب الله يشكل جوهر العمل الحكومي بينما يشكل الآخرون قشوره، بحيث يتخذ السيد نصرالله القرارات المفصلية ويترك لحلفائه بمن فيهم الرئيس ميقاتي الفتات من العناوين السياسية، وذلك عملا بمقولة النائب نواف الموسوي أثناء لقاء «سان كلو» في فرنسا ان «حزب الله يريد ان يكون الناظم الأمني للدولة اللبنانية» وهو ما يفسر استعمال الحزب لإمكانياته العسكرية بهدف السيطرة على البلاد والإمساك بمفاصلها الأمنية والعسكرية والسياسية.

على صعيد آخر، وعن قراءته للصراع المبطن بين الرئيسين بري والحريري، ختم النائب فتفت لافتا الى ان الرئيس بري «ثعلب» السياسة اللبنانية ويعتبر ان بمقدوره إقناع الناس بأنه ليس طرفا في الصراع اللبناني ـ اللبناني، في الوقت الذي يشكل فيه طرفا أساسيا في النزاع السياسي الدائر بين فريقي 8 آذار و14 آذار، لاسيما ان مواقفه السياسية تنطلق من موقع الخصومة للرئيس الحريري، مؤكدا ان إخراج هذا الأخير من المعادلة السياسية لا يقرره لا الرئيس بري ولا حزب الله ولا اي طرف آخر في المعادلة السياسية سوى الشعب اللبناني وحده. 

السابق
ليون:الحوار ممكن ان يكون منتجا
التالي
جعجع: ما جدوى الحوار ما دام حزب الـله لا يقدّم شيئاً؟