إيران تموّل حملات “تشيّع” واسعة في سوريا ودمشق تضيّق على السنّة وتمنع انتقاد طهران

 كشف شيخ سنّي معارض تدخّلات النظام الإيراني في المجتمع السوري، وتمويله حملات "التشيّع" التي تتمّ عبر إنشاء برامج ومدارس دينية، مشيرا إلى تواطؤ الأجهزة الأمنية السورية في هذه الحملات، وإخضاع رجال الدين السنّة الى ضغوط مختلفة.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07DAMASCUS162 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في 20 شباط 2007 ورد أنّ اجتماعا عقد بين مسؤولين من السفارة الأميركية وشيخ سنّي معارض انتقد نظام بشّار الأسد، ومحاولته خنق انتقادات السنّة لحملات التبشير الدينية المموّلة من إيران داخل سوريا. ولمزيد من التوضيح في هذا الخصوص، تحدّث المصدر عن الشيخ وهبة زحيلي، وهو أحد أبرز علماء الدين السنّة في دمشق، الذي ألقى عظة نهار الجمعة في مسجد وسط المدينة، حيث دان في شدّة ظاهرة الشيّعة الذين يحاولون "تشييع" السنّة في سوريا. وجاء حسب المصدر، أنّ الشيخ زحيلي شدّد أمام المصلّين على أنّ الإيرانيين يموّلون هذه الجهود، مضيفا أنّ "السنّة لن يسمحوا بذلك". وأكمل المصدر أنّ بعد مرور أسبوع على هذه الخطبة، تمّ استدعاء الزحيلي مرّات عدّة، مرّة إلى مقرّ المخابرات العسكرية، ومرّة أخرى إلى الأمن السياسي، ومرتّين الى مديرية المخابرات العامة، وتمّ تحذيره من أنّ "هذه ادّعاءات خطيرة، ونحن نريد إثبات صحّتها. هل لديك أيّة براهين؟ لا تأتِ في المستقبل بمثل هذه الادّعاءات من دون براهين".

وقال الشيخ المعارض إنه، شخصيّا، تجنّب الإدلاء بتصريحات كهذه علَنا، ولكنه عبّر عن غضبه من حقيقة أنّ النظام السوري يركّز على خنق الانتقادات السنّية، ولا سيّما تلك التي من شأنها إحراج أو إغضاب إيران، مضيفا أنّ الأسد "غير مستعدّ لسماع أيّ انتقاد لإيران". وشكا المصدر من أنّ النظام بينما يعيق في شكل منظّم جهود رجال الدين السنّة في زيادة التوعية الإسلامية، يسمح بالنشاط الشيعي من دون عوائق، مشيرا إلى أنّ الحكومة السورية سمحت ببناء مدرستيْن دينيتيْن ذات توجّه لاهوتي شيعي، ملمّحا إلى أنّ هاتين المدرستيْن يتمّ تمويلهما بأموال إيرانية. 

السابق
بشار بين شخصيتين
التالي
البيرق : سليمان يجري مشاورات مع مختلف القيادات