ماذا بعد تواصل الحريري – جنبلاط؟

لو لم يتزامن شهر رمضان مع شهر آب، لكانت العطل الحكومية والنيابية أطول، وهكذا جاءت الإجازات الإختيارية في الاسبوع الأخير ما قبل حلول شهر الصوم، والذي لا يعني بـ"طقوسه" السياسية المسلمين وحدهم، ففيه اللقاءات اليومية والخطب والحضور الحكومي والنيابي والسياسي في الأمسيات الرمضانية غروب كل يوم، ولذلك فإن عودة معظم المسافرين وفي طليعتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ستكون في موعد أقصاه نهاية هذا الشهر، أي بعد أسبوع. وفي ظل الإجازات السياسية والحكومية يسود هدوء لم يخرقه سوى خبر "مصالحة" رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، وقد بادر جنبلاط الى الاتصال هاتفياً في رد على التحية بمثلها، بعد كلام ودي ومتميز حياله من الحريري في حديثه التلفزيوني الأخير. وكان لافتاً أمس اهتمام أوساط قريبة من الرئيس ميقاتي بهذا الاتصال الذي وصفته بـ"الحدث" والذي تقول إنه لا يزعجها على الاطلاق، خلافاً لما قد يتبادر الى أذهان البعض، بل على العكس، فهي ترى فيه خطوة نحو حوار وطني بناء، وتؤكد أن رئيس الحكومة يدفع في اتجاه الحوار بين الجميع، ويدعم كل خطوة تقارب، وتنقل عنه قوله: "ينبغي ألا تكون دعوة رئيس الجمهورية الى معاودة اجتماعات الحوار الوطني مرفوضة من أحد. من حق الجميع الاختلاف على العناوين وجدول الأعمال، ولكن ليس لأحد الحق في رفض مبدأ الحوار". ويرى ميقاتي انه "كلما ارتفعت وتيرة الحوار، انعكست ايجاباً على الجو العام في البلاد وعلى كل صعيد، ونحن أحوج ما نكون الى التقارب بين اللبنانيين ولاسيما في شهر رمضان، شهر الخير. وليكن شهر الحوار والمصالحات".
وتقول أوساط رئيس الحكومة إن شهر رمضان سيتزامن مع ورشة عمل حكومية تنطلق مطلع الشهر في ملفات مهمة وأساسية منها: الكهرباء، ترسيم الحدود البحرية وملف النفط والغاز، وكذلك التعيينات الادارية وملء الشواغر بهدف ضخ دم جديد في الادارة، ودائماً تحت العناوين التي التزمها رئيس الحكومة، أي أن التعيينات ستتم بعيداً من الكيد والمحاصصة وكل ما يمس الدستور والقانون. فالموظف "الآدمي" من حصة الجميع.
وانطلاقاً من "الحدث" الذي أشارت اليه أوساط رئيس الحكومة سيكون السؤال: هل عودة خطوط الاتصال بين الحريري وجنبلاط ستساهم في دفع الامور قدماً نحو التهدئة ومعاودة الحوار؟
إذا كانت المعارضة تأخذ على الأكثرية الجديدة أنها كانت "السباقة" في مقاطعة جلسات الحوار، فإن هذه الأكثرية مطالبة اليوم بتبرير تلك المقاطعة وإبداء مرونة في التفاهم على جدول الأعمال!

السابق
مزارع لاسا
التالي
النهار:الحريري يتهم نصرالله بحملات الكراهية