معوض: عون كان ضحية ثقافة “One Way Ticket”

 توجّه رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض خلال رعايته حفل عشاء "جمعية المساعدات الاجتماعية" في مجمّع "إهدن كاونتري كلوب"، إلى المسيحيين بالقول: "إن وجودنا في هذه الارض مرتبط بالحرية، مرتبط بالنموذج اللبناني التعددي ومرتبط بالانفتاح والاعتدال والحداثة. من هنا علينا أن نكون سدّاً منيعاً في وجه اي مشروع يشكل خطرًا على هذه الثوابت التاريخية، وعلينا أن نكون سدًا منيعًا في وجه أي مشروع ايديولوجي شمولي مبني على التطرف وثقافة العنف ورفض الآخر، كما علينا ان نكون سدا منيعا في وجه اي نوع من انواع الوصاية وغلبة السلاح مهما كانت هوية هذا المشروع، أكان سنيًا أو شيعيًا أو درزيًا أو مسيحياً".

وِاشار معوض إلى أن "خيار الانضمام الى مشروع حزب الله – سوريا – ايران، مهما كانت الشعارات التي تغطي هذا المشروع برّاقة، من استرجاع الحقوق، إلى الاصلاح والتغيير، الى منطق حلف الاقليات، هو خيار الانتحار، فأي حلف أقليات يبشروننا به؟ إذا عتبرنا النظام السوري نظام أقلوي، علمًا انه يرفض هذه التهمة، فهل من حاجة للتذكير بكلفة الوصاية على لبنان وعلى المسيحيين بالذات؟ وإذا عدنا بالذاكرة الى ما حصل خلال 30 سنة الماضية، نقول وبكل ضمير مرتاح، إن كلفة هذا النظام على المسيحيين أكبر بكثير من 400 سنة من الحكم العثماني و300 سنة من عهد المماليك".

وأضاف معوض: "أما في موضوع استرجاع الحقوق والإصلاح فالحكومة الجديدة التي تشكلت وانحصر التمثيل المسيحي فيها، الذي كان موجود أصلا في الحكومة السابقة، بفريق واحد (يعني ان الحقائب التي كانت من نصيب المسيحيين في هذه الحكومة هي نفسها في الحكومة الماضية مع فارق واحد: استبدلت وزارة الشؤون الاجتماعية بوزارة البيئة)، فأين التغيير وأين استرجاع الحقوق المسيحية؟ نحن لا نشك بالنوايا إنما نسأل هل الطريق التي تسلكونها استرجعت فعلا هذه الحقوق؟ وإذا كانت كذلك فأين هي مديرية الامن العام؟ وأين هو الاصلاح؟ ألا تشعرون ان هذه الشعارات تبهَت وتزول وأن الباقي هو السلاح المسلط علينا وعليكم وعلى كل اللبنانيين وأن ما بقي هو التعدي على اراضي البطريركية المارونية في لاسا وعلى اراضي الدولة في الضاحية وغير الضاحية، وأن ما بقي هو التعدي على الحريات، على الاعلام، على مدراء الجامعة اللبنانية، وأن ما بقي وصاية جديدة على لبنان؟ أما حان الوقت ان نفهم انه لا يمكننا المحافظة لا على حقوقنا ولا على وجودنا الحر بمنطق الذمية أو الخضوع لأي نوع من أنواع الوصاية؟". وتابع معوض قائلاً: "ندائي الى القيادات المسيحية، كل القيادات المسيحية: لم نعد نحتمل مزايدات او رهانات او ارتهانات او نكايات او احقاد او الغاء او صراع على الزعامة. اذا أخطأ أحد منّا علينا شجاعة القول إننا أخطأنا، تعالوا نتصارح ونتواصل لنرسم طريقا جديدة ومسارا جديدا وحلما جديدا، ولنسترجع لبنان الذي يشبهنا والذي هو كفيل باسترجاع حقوقنا".

ثم توجّه معوض إلى (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) "الزعيم وليد جنبلاط"، قائلاً: "نحن نتفهم هاجس الاستقرار خصوصا بعد 7 أيار، كما نتفهم هاجس الوجود خصوصاً بعد القمصان السود، لقد خيَّرتنا في الماضي بين هانوي وهونكونغ، ومِن حقنا أن نسأل هل أن خيار هانوي يحمي استراتيجيا الوجود؟ وهل تغييب العدالة أو تمييعها تحت شعار مبدئيا يولد استقرارا؟ نحن وبصدق نسأل لو تحققت العدالة بعد اغتيال الزعيم كمال جنبلاط كم كنّا وفرنا على الجبل دما ودموعا ومآسٍ وفتن وهجرة وتهجيرا وأحقادا ما زلنا الى اليوم نعالج وإياك آثارها؟". كما توجّه معوض إلى "إخواننا الشيعة"، بالقول: "نحن نعرف ونعترف ان النظام السياسي ما قبل الحرب ظلمكم وغبنكم، ونحن نعرف انه في اول الستينات ومن اصل 452 قرية وبلدة في الجنوب كان هناك 250 قرية دون ماء، و445 دون كهرباء، يعني ان 7 قرى وبلدات فقط تصلها كهرباء، وأن نصف اطفالكم كانوا دون مدارس ليتعلموا فيها، إننا نعترف ونعرف، لكن الغبن لا يصلح بالغبن، وإن مشروع ربط مصيركم بمحاور خارجية يشكل خطرا عليكم وعلينا وعلى لبنان، إن مشروع استعمال السلاح في وجه الشركاء في الوطن يشكل خطرا عليكم وعلينا وعلى لبنان. تذكروا ما كانت عليه ردة فعلكم حين رفع غيركم سلاحه "المقاوم"، إن مشروع تغطية متّهمين باغتيال قادتنا وشهدائنا خطيئة مميتة لا تدعوا أحداً يجركم اليها، فالطائفة الشيعية ولبنان دفعا ثمن التصفية السياسية بتغييب الامام موسى الصدر، ولو تشكلت محكمة في وقتها لكانت توضحت كثير من الحقائق وما كنا وصلنا الى هنا، إن واجبنا تجاهكم ان نكون كلنا موسى الصدر بالدفاع عن حقوقكم المشروعة، وإن واجبكم تجاه لبنان ان تكونوا كلكم موسى الصدر بالتمسك بالدولة والشرعية والصيغة والدستور".

وأضاف معوض: "أتوجه أيضًا إلى إخواننا السنّة لأقول أنتم تبنيتم وحملتم شعار لبنان اولا، وفي ظل التحولات التاريخية التي تطال لبنان والعالم العربي امامكم ثلاث تحديات: تحدي الحفاظ على خيار لبنان أولاً والاثبات لشركائكم في الوطن ان هذا الخيار هو خيار نهائي وغير مرتبط بشكل او هوية الانظمة العربية التي من حولنا، ثم تحدي الحفاظ على خيار الاعتدال في وجه اي نوع من انواع التطرف او التبعية، وتحدي عدم السماح بتحويل الصراع القائم في لبنان من صراع على هوية لبنان الى صراع مذهبي سني شيعي".

وفي الشأن الزغرتاوي، قال معوض: "بعد غياب وسكوت لأكثر من سنة، وبعد تقصير منّا مع كثيرين منكم، من حقكم عليّ مصارحتكم، كما عودتكم دائماً، ومن حقكم ان تعرفوا كل شيء. نحن ومعنا كل الحركة السيادية في زغرتا الزاوية دفعنا ثمن الاخطاء والمساومات التي حصلت تحت شعار السين – سين، نحن دفعنا ثمن مساومات تمت في المحافل الاقليمية على حسابنا وحساب نضالنا، نحن ما استُهدفنا لأننا ضعفاء نحن استهدفنا لانه كان هناك "سين" تريد رأسنا، كان هنا "سين" تريد خطف نضالنا، وكان هناك "سين" خائفة من التغيير وخائفة على حلفائها، كان هناك "سين" خائفة من تحرر زغرتا الزاوية من قبضتها ومن عودتها الى الجذور، إلى قلب لبنان، إلى المشروع السيادي الاستقلالي، إلى الدولة، إلى الصيغة وإلى الشراكة"، وتابع معوض: "في الماضي اغتالوا رينه معوض وما استطاعوا الغاءنا، واليوم طوقونا ولكننا بقينا واقفين، استفردونا لكننا بقينا صامدين، تعرقلت المسيرة وتأخرت ولكن بوحدتنا بصمودنا وبقضيتنا وبالحق سنخرج من هذه المحنة أقوى مما كنا عليه وبالنتيجة لا يصح الا الصحيح.
والصحيح ان المساومات كانت خطأ دفعنا جميعا ثمنه، ان لبنان بلد التسويات والمطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى تسوية تاريخية بين اللبنانيين تحت سقف السيادة اللبنانية، والدولة الجامعة، والصيغة والنظام الديمقراطي والحريات، الا ان السين – سين لم ترقَ ولا لحظة الى مشروع تسوية بل كانت مجموعة من التنازلات والمساومات ادت بالنتيجة الى خطف نضال وتضحيات الشعب اللبناني، الى الانقلاب على نتائج الانتخابات بتكوين اكثرية جديدة مسروقة بقوة السلاح، الى وصاية جديدة، وصاية الدويلة على الدولة ومفاصلها. الاخطاء والمساومات اوصلتنا الى غلبة ثقافة الالغاء، ثقافة الـ "وان واي تيكيت" التي كان ضحيتها العماد ميشال عون نفسه ايام كان خياره لبنان في مواجهة الوصاية، على امل ان لا يدفع الثمن من جديد لأن خلافا لاعتقاده فإن المشروع الذي يركب ليس مشروعه."

وأكمل معوض: "الأهم هل كان من ضرورة ان ننتظر ليحدث ما يحدث في سوريا لنمد يدنا ونتصالح مع الدكتور سمير جعجع؟ أما كنّا وفرنا على هذه المنطقة تشنجات ودماء مجانية لو كانت هذه الخطوة خيار زغرتاوي مسيحي مبني على ضرورة طي صفحة الماضي ومصالحة زغرتا الزاوية مع محيطها المسيحي كما دعينا له في الماضي وتم تخويننا آنذاك؟ وهل كان من داع ان ان نتتظر ليحصل ما يحصل في سوريا لنحاول ترقيع العلاقة مع محيطنا الاسلامي، في حين كنا ولا زلنا نعتبر أن قوة زغرتا الزاوية تكون بالتفاعل والشراكة مع هذا المحيط؟ من حقنا ان نسأل هل كان من ضرورة ليحصل ما يحصل في سوريا حتى نعود الى الكنيسة وإلى احترام بكركي وسيد بكركي؟ نعم من حقنا ان نسأل إلى متى سنبقى ننتقل من الاستقواء بالخط الى الاستقواء بالسلاح؟".

وتوجّه معوض الى الحضور بالقول: "السنة الماضية طلبت منكم من على هذا المنبر بالذات فترة سماح بل فترة صمود لأسافر وأؤمن مقتضيات النضال حفاظا على استقلاليتنا واستقلالية موقفنا وموقعنا، اليوم اقول لكم سافرت وغبت وأحياناً قصّرت، وأريد ان اعتذر من كل واحد قصّرت معه، أما اليوم فحان الوقت لنعود الى العمل ولأكن صريحاً الأفق اصبح مفتوحاً ولكن انتصار قضيتنا بعد الذي اصابها من خضات بحاجة الى جهود ونضال كل واحد وواحدة منكم، وسنخوض سوياً معركة مستقبل لبنان ومستقبل هذه المنطقة، فنحن أبناء قضية ولسنا مشروع سلطة أو "كراسي"، بل نحمل شعار قضية اسمها لبنان وسيادة لبنان واستقلال لبنان، لبنان حر، ديمقراطي، تعددي في عالم عربي حر وديمقراطي وتعددي، قضية الدولة والصيغة والشراكة، قضية لا شرعية لأي سلاح الا سلاح الشرعية، قضية استعادة زغرتا الزاوية الى قلب لبنان، الى قلب الدولة، الى الشراكة، قضية مصالحة زغرتا الزاوية مع تاريخها ومع محيطها المسيحي والاسلامي، قضية تكريس الحرية السياسية في زغرتا الزاوية حتى كل واحد يرفع رايته بكل طمأنينة ويعبر عن رأيه بكل حرية، والزاوية ستكون شريكا في القرار كما في الترشيح سنة 2013". 

السابق
بزي: الحكومة قادرة على تجاوز الازمات والتحديات
التالي
عبدالله حذر من مخاطر الاعتداءات الاسرائيلية