“تعزيز الروح الوطنية”: ربط القول بالعمل

 حوارات
"قال مراقب الشؤون الثقافية في إدارة مساجد محافظة الفروانية بوزارة "الاوقاف" جابر العنيزي في تصريح صحافي أمس "انظر تاريخ الخبر" ان الملتقى "تامرين ياكويت" من البرامج التي اقرتها المراقبة تماشيا مع توصيات مجلس الوزراء الخاصة بتهيئة الشباب وتعزيز الروح الوطنية لديهم ونبذ العصبية الطائفية والقبلية " (نقلاً عن "القبس" 22-7-2011).
نثني على جهود الأخوة الأفاضل العاملين في إدارة مساجد محافظة الفروانية لتعزيز الروح الوطنية وسعيهم إلى نبذ العصبية الطائفية والقبلية في المجتمع, بل نشد على يد كل من يساهم بشكل إيجابي في تقوية وحدتنا الوطنية وتآلفنا وتعاضدنا نحن الكويتيين. لكن وفق رأينا, لا بد من وضع برامج عمل يومية "تربط القول بالعمل" وتجسد حرصنا على تعزيز الروح الوطنية لدى الشباب الكويتي. على سبيل المثال, دعونا قبل فترة للبدء في برنامج "زيارات وتعارف متبادلة بين مساجد الطائفتين" حيث نعتبر هذا التواصل الكويتي-الكويتي أفضل طريقة لتقوية أواصر المحبة والتفاهم المشترك. إضافة إلى ذلك, من المفروض أن نركز على الجانب العملي لممارسة الروح الوطنية والوفاء والإخلاص للوطن الكويت عبر توفير وسائل وقنوات تتاح للجميع, أي بعيدة عن التعقيدات الرسمية والجو الرسمي الذي ربما يرافق هذا النوع من البرامج التوعوية.
على سبيل المثال, "ربط القول بالعمل" في ما يتعلق بتقوية الوحدة الوطنية وتعزيز روح الإيثار الوطني لابد أن تبدأ وتنتهي في المجتمع, أي عبر نشاطات تلامس الواقع اليومي الذي يعيشه الفرد والأسرة الكويتية. وهذا التحول من الطرح التوعوي البلاغي والإعلامي إلى أرض الواقع يتطلب جهداً مضاعفاً وربما بعض المرونة في التواصل مع الآخرين.
آباؤنا وأجدادنا اتبعوا طرقاً أكثر فعالية ومباشرة لتقوية تواصلهم عبر الطرح المباشر للقضايا المشتركة وسعيهم الحميد إلى تقوية الوحدة الوطنية. فلم تؤخرهم عن تجاوز معضلاتهم المشتركة الرسميات أو الندوات أو التغطيات الإعلامية.
من المفروض أن نطبق برامج توعوية وطنية عملية للغاية, أي تخاطب الأطراف المعنية بشكل مباشر من دون الحاجة إلى الشكليات. وبالطبع نحن لا ننكر أي جهد صادق لتعزيز الروح الوطنية ولكننا نأمل إنجاز ما هو أكثر ثباتاً ورسوخاً في الروح البشرية: التواصل المباشر والتجارب الفعلية والملموسة. فلعل وعسى. 

السابق
عيوب وسلبيات الانتفاضة السورية
التالي
هذه هي الهواجس المطلوب من الحكومة أن تُجيب عنها