اللواء: التعيينات والكهرباء والنفط تنتظر إنتهاء إجازة الحكومة

 ميقاتي متمسّك بميرزا وريفي وجنبلاط لاستئناف الحوار السني – الشيعي
اللقاء الوزاري الطرابلسي يستبعد فيصل كرامي؟

كتبت "اللواء" تقول ، تذهب الحكومة في اجازة مع سفر رئيسها نجيب ميقاتي الى جنوب فرنسا، فيما تطفو على السطح ملفات ثقيلة من ترسيم الحدود البحرية والقنبلة التي تهدده، الى تفاقم الحدث السوري والذي باتت تداعياته عاملاً مقرراً في السياسة اللبنانية على نحو أو آخر، الى ملفات الكهرباء والاجور والتصنيفات الائتمانية غير المنصفة للمصارف اللبنانية، ولا سيما مصارف الفئة الاولى، مضافاً الى كل ذلك تباينات لا تخفى لا على الرؤساء ولا الوزراء ولا القيادات السياسية والسفراء العاملين في لبنان من عرب واجانب، والمحكومة بشكل رئيسي بالمحكمة الدولية ومذكرات التوقيف والسياسة العملية للدولة ازاء التزامات لبنان حيال المحكمة تمويلاً وقضاة وتوقيف المتهمين·
وفي غمرة الهروب من الملفات الصعبة، لئلا تتصدع الوحدة الحكومية بانتظار التوافقات، وتفاقم الوضع الاقليمي على خلفية الانفجارات العربية، تشكل الاطلالة المقبلة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الثلاثاء المقبل في 26 الحالي، لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز، وقبل اسبوع لاستئناف الحركة الحكومية والنيابية، وعشية رمضان المبارك، اجابة على جملة من اسئلة اهمها ما يتعلق بمسار المحكمة او محاولات اطلاق الحوار، او في اقل تقدير استئناف الاتصالات بين تيار <المستقبل> و<حزب الله> والتي لا يجوز ان تبقى منقطعة، لانها سابقة غير مفهومة في الحياة السياسية اللبنانية وفقا لوزير بارز في الحكومة من جبهة النضال الوطني·
وكشف الوزير في دردشة مع <اللواء> ان رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط يسعي في الاتصالات التي يجريها، سواء في لبنان او مع العواصم التي يزورها لبلورة <اطار اتصال> يسمح بإعادة وصل ما انقطع بين <المستقبل> كأبرز ممثل للسنّة في لبنان، وكل من حركة <امل> وحزب الله كممثلين للشيعة·
واكد الوزير ان جنبلاط خلال اتصاله الهاتفي بالرئيس سعد الحريري تناول هذه النقطة من دون ان يكشف هذا الوزير عما اذا كان الاتصال يمهد للقاء بين الرجلين، فور عودة الرئيس الحريري الى بيروت، او يؤكد معلومات جرى تداولها، من ان الاتصال الهاتفي جاء تعويضاً عن موعد ألغى في اللحظة الاخيرة عن لقاء بين الرجلين في احدى العواصم الاوروبية·
وفي السياق عينه، قال مصدر مطلع في بيروت ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد يزور الاسبوع المقبل تركيا بعدما أدى تضارب المواعيد، ولا سيما زيارة موسكو الى تأخير ذهابه الى هناك، وذلك بعد جولة يقوم بها غداً الاحد في راشيا والشوف·
ويؤكد الوزير المذكور أن أهمية الحوار تنطلق من ضرورة تحصين الوضع الداخلي خشية تطوّر الأوضاع في سوريا، واخذها في الاعتبار في ما يتردد في دوائر دولية من خشية من تفاقم الوضع اللبناني واتخاذه شكل توترات طائفية على خلفية تطوّر الأحداث السورية، مستشهداً بما قاله الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز·
وعلى صعيد التعيينات، كشفت مصادر وزارية لـ?<اللواء> ان وزراء جبهة النضال الوطني يلتقون مع الرئيس ميقاتي على ثابتتين: الاولى: التمسك باللواء اشرف ريفي في مركزه كمدير عام لقوى الأمن الداخلي·
والثانية: التمسك بمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا أيضاً في مركزه لأنه يتحمل مسؤولية كبرى في هذه المرحلة، باعتباره ضابط الارتباط القضائي بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الخاصة بلبنان·
وكان وزير الداخلية مروان شربل وصف عملية تغيير الضباط والعناصر في فرع المعلومات بالأمر الطبيعي·
وأبلغ قناة <المنار> أن العقيد وسام الحسن كان يلعب دوراً سياسياً، مضيفاً <بأن كان فعل ماضي ناقص>·
وفهم أن ملف التعيينات سيغيب عن مجلس الوزراء الذي سينعقد في الثاني من آب المقبل، باستثناء أحد المواقع الإدارية العادية، فيما ستكون الجلسة مثقلة بجدول أعمال قد يتألف من حوالى مائة بند·
ولفتت مصادر وزارية أن تفاهماً حصل بين كبار المسؤولين ويقضي بدرس كل تعيين لوحده، بمعزل عن التعيينات الأخرى، ووفق الآلية المعتمدة، أي بمعنى استبعاد السلة الواحدة، لقطع الطريق امام المساومات·
وقالت هذه المصادر، انه رغم سفر الرئيس ميقاتي في إجازة عائلية، فان الاجتماعات ستبقى قائمة مع بدء التحضيرات لمشروع الموازنة، ودراسة الملفات التي تشكّل نزفاً كبيراً للخزينة، وكذلك لإيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء، وايلاء هذا الملف صفة العاجل، كونه يُشكّل من جهة أزمة حياتية للبنانيين، ولا سيما مع دخول البلاد شهور الذروة، ومن جهة أخرى، هدراً هائلاً للمال العام·
وليس بعيداً عن هذه الملفات، ما حكي عن تخفيض تصنيف أربعة مصارف لبنانية كبيرة، وهو الموضوع اللافت الذي جرى بحثه بين الرئيس ميقاتي ومجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة جوزيف طربيه، الذي نفى أن يكون للموضوع علاقة بالمسائل السياسية، مشيراً إلى ان تخفيض وكالة <موديز> للتصنيف الائتماني لهذه المصارف من مستقرة إلى سلبية، هو مؤشر تقني وليس مؤشراً تقريرياً بالنسبة للاقتصاد، رابطاً هذه التصنيفات بما يحدث في المنطقة من احداث، والتي لا بد من ان تترك تأثيرات على الاقتصاد الاقليمي وكذلك على الاقتصاد اللبناني، لافتاً النظر الى ان المصارف الأربعة المذكورة تعمل ايضاً في مصر والاردن وسوريا·
وكان التقرير الاخير لمجلة <الايكونوميست> قد ربط بين الديمقراطية والنمو الاقتصادي، متوقعاً للبلدان العربية التي تشهد حراكاً واضطرابات ان يتحسن نموها بعد تحولها الى الديمقراطية، لكن الخبراء لا يوافقون كلياً على هذه النظرية، باعتبار ان الصين لديها نمو مرتفع ولكنها ليست ديمقراطية·
وبين ابرز الملفات التي ستظل مفتوحة في خلال اجازة الحكومة، ملف ترسيم الحدود البحرية، الذي اعلن وزير الطاقة جبران باسيل بعد اجتماعه الصباحي بالرئيس ميقاتي في السراي، ان الحكومة تتحرك بسرعة فيه، مؤكداً اتخاذ كل الاجراءات المطلوبة حياله واستكمالها خارجياً مع الامم المتحدة وقبرص كمرحلة اولى، واصفاً العمل اللبناني في هذا السياق <بالجدي والممتاز>·
ولوحظ ان السفارة الاميركية دخلت على الخط، مؤكدة ان واشنطن لم ولن تكون طرفاً في النزاع البحري بين لبنان واسرائيل، مدرجة القضية في الاطار العادي والطبيعي بين دولتين تتداخل حدودهما، واعلنت تأييدها لحل النزاع بالاطر الدبلوماسية مبدية استعدادها للمساعدة بأي طريقة يتفق عليها الجانبان·
وقالت مصادر نيابية ان التحرك في هذا الاطار سيكون البند الاساسي، بل الاكثر إلحاحاً على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي ستعقد في الثالث والرابع من الشهر المقبل، وهو ما ألمح اليه الرئيس بري صراحة خلال لقاء الاربعاء النيابي، وهو تزامن مع التحرك الذي يقوم به رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني بتكليف من بري بين السراي الحكومي والمجلس النيابي لايجاد الاطار القانوني، أكان عبر مشروع حكومي يحال الى المجلس بصفة معجل مكرر أو اقتراح نيابي يصدر عن أحد النواب ويسلّم إلى رئاسة المجلس، وإن قبل يوم واحد من الجلسة التشريعية، كمعجل مكرر بناء على الضرورة الوطنية، بحسب النائب قباني الذي أوضح لـ <اللواء> أن اجتماعه بالرئيس ميقاتي كان بتكليف من بري، وتم خلاله الاتفاق على بلورة صيغة سريعة، على أن تتم بالتزامن مع تحرك داخلي وخارجي لاستصدار هذا القانون بشكل يحمي ويحفظ الحقوق المالية للبنان·
في غضون ذلك، طرحت تساؤلات في طرابلس، وكذلك في الأوساط السياسية اللبنانية عن أسباب استبعاد وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي عن اللقاء الذي جمع الرئيس ميقاتي مع الوزيرين محمد الصفدي وأحمد كرامي مساء أمس الأول في عاصمة الشمال، بعيداً عن الإعلام·
ولئن حاول الوزير أحمد كرامي التقليل من أهمية اللقاء على المستوى السياسي، حاصراً إياه بمتابعة مواضيع طرابلسية، خصوصاً وأن اللقاء جاء بمحض وجود الوزراء في المدينة لحضور مناسبات اجتماعية، فإن التساؤل يكبر حينما أوضحت مصادر مطلعة أن الوزير فيصل كرامي لم يُدع إلى الاجتماع، وعما إذا كان استبعاده يتصل بما كان ظهر خلال فترة التأليف والخلاف الذي تفاقم بين الوزيرين أحمد وفيصل قبل التأليف، وما إذا كان ما يزال قائماً، علماً أن وجودهما في حكومة واحدة كان يفترض أن يخفف من حدة هذ الخلاف ذا المنشأ العائلي الصرف· 

السابق
النهار : 14 آذار في إجازة الحكومة تُحرّك المحكمة
التالي
الأخبار : ملف الحدود البحريّة يشغل لبنان… وواشنطن