الجمهورية : حقوقيو 14 آذار يتحركون دعماً للمحكمة الدولية

 "المستقبل" يردّ على شربل وهوف لن يزور لبنان

كتبت "الجمهورية " تقول ، ككل يوم جمعة اتجهت الأنظار الى الساح السورية، حيث اجتاح المتظاهرون الذين وصل عددهم الى مليون ومئتي الف متظاهر على ذمّة "وكالة الصحافة الفرنسية"، وما يناهز الخمسة ملايين على ذمّة ائتلاف شبابي سوري، مدنا سورية عدة عقب صلاة الجمعة في ظل تصعيد أمني غير مسبوق وانتشار عسكري كثيف لعناصر الأمن والجيش، مترافقا مع حملة دهم لم توفر أحياء في دمشق، ومع حديث عن سعي النظام إلى إجهاض الثورة قبل حلول شهر رمضان، وقبل تحويل كل يوم إلى جمعة.
وخرق المشهد السوري تطوران: الأول في النروح، حيث نجا رئيس الوزراء من هجوم طاول مقرّ الحكومة في أوسلو، التي شهدت سلسلة انفجارات وإطلاق نار أسفرت عن 17 قتيلا، وسط استنكار عالمي للحادث الذي يمكن أن يكون مرتبطا بدور السويد في مشاكل الشرق الأوسط، والثاني قيام العاهل السعودي الملك عبدالله بتعيين نجله الأمير عبد العزيز نائبا لوزير الخارجية بمرتبة وزير، وسط توقعات بأن الأخير الذي عمل موفدا خاصا لوالده في قضايا اقليمية مهمة، وخصوصا في ملف العلاقات مع سوريا، سيعمد الى تنشيط الحركة الدبلوماسية السعودية.
اما جمعة لبنان فكانت هادئة سياسيا، ما عدا ما تعلّق منها بملف لاسا، وهادئة أمنيا، إذ سارت تظاهرة طرابلس الأسبوعية من دون اشكالات، مسجلة هذه المرة حملة قاسية على ايران الى جانب الحملة على الرئيس بشار الأسد.
وفي حين غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيروت في اجازة عائلية خاصة سياسية تمتد لأسبوع، قالت مصادر قريبة منه: "صحيح ان البلاد دخلت إجازة سياسية، لكنها لن تنسحب على ورشة الملفات التي يتم تحضيرها ضمن المهلة الفاصلة عن العودة الى مجلس الوزراء، والدليل الى ذلك هو ان كل الاجتماعات التي عقدها ميقاتي قبل سفره تندرج في هذا الإطار".
وعلمت "الجمهورية" ان هناك دفعة جديدة من التعيينات قد تمرر في جلسة الثاني من آب، ويتم تحضيرها تحت عنوان "الملحّ"، كتعيين محافظ لجبل لبنان. وهناك شبه توافق على اسم علي حمد، أحد موظفي المجلس النيابي، ومحافظ بيروت العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي نقولا الهبر الذي شغل لسنوات مديرا عاما للشؤون السياسية في وزارة الداخلية قبل إحالته الى التقاعد.
كذلك علم أن طبخة تشكيلات وتعيينات اخرى موضوعة على نار حامية، وهي على مستوى إحياء العمل بمجلس قيادة قوى الأمن الداخلي، حيث طلب رئيس الحكومة من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الاسراع في إنجازها كون هذه التعيينات لا تحتاج الى مجلس وزراء، بل تعود الى الوزير المختص، وتحتاج الى توافق سياسي حولها. علما ان هذا الملف كان وضع على نار حامية منذ فترة وجيزة عندما سارع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الى ملء الشغور في بعض المواقع، ومنها تعيين العقيد ناجي المصري قائدا للشرطة القضائية بالإنابة. وفي الإجراءات الضرورية استكمال التعيينات في بعض المراكز، وتثبيت أخرى كلف قادتها بالمهام المنوطة بها، ومنها تثبيت العميد صلاح جبران قائدا للدرك.
ولفتت مصادر تواكب هذا الملف الى أنّ أي تبديل في موقع رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن لن يحصل في انتظار تشكيل مجلس القيادة، وهو الهيئة الصالحة لاقتراح من يتولى رئاسة الفرع.
وفي حين دافع وزير الداخلية عن الحسن، مؤكدا أنه ممنوع على "تيار المستقبل" ان يتدخل في شؤون الأمن الداخلي، وانه سيحارب لأجل ذلك، قالت مصادر في التيار لـ"الجمهورية": "إن حديثه خارج السياق و"أول دخولو شمعة طولو" "وتيار المستقبل" لا يتدخل في الأمن، ولكن الأمن أيضا ليس فقط حكرا على فئة سياسية واحدة، والمهم ان يقوم الوزير بمهامه ويقمع المخالفات والا يغطي المخالفين فقط بسبب هيمنة سلاحهم على الحياة السياسية".
وبعدما تردد ان الولايات المتحدة الأميركية ستتدخل على هامش الخلاف القائم بين لبنان وإسرائيل، نفت السفارة الأميركية في بيروت امس أن "يكون لدى المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الأوسط فرديريك هوف الذي خلف السفير جورج ميتشيل أي خطط لزيارة بيروت في الوقت الحاضر"، معتبرة في سياق آخر أنَّ "أي نزاع حدودي كالحاصل بين لبنان وإسرائيل حول المنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة هو أمر طبيعي بين دولتين توجد بينهما أراضٍ متداخلة".
وجاء في بيان للسفارة جرى تعميمه بعد ظهر أمس أنَّ "أي كلام على أنَّ الولايات المتحدة الاميركية اتخذت موقفا إلى جانب لبنان او إسرائيل عارٍ من الصحة، فهي ليست طرفا في هذا النزاع ولن تكون، وهي تأمل من الطرفين التوصل إلى حل دبلوماسي، والوصول إلى فهم مشترك لهذه القضية، ويعود لهما اختيار الطريقة التي يرغبان في معالجة هذه المشكلة على أساسها، والولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة يقبلها الطرفان".
تجدر الإشارة الى ان ملف الحدود البحرية كان امس محور لقاء بين ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل الذي اكد بعد اللقاء ان الحكومة تتحرك في هذا الاتجاه بسرعة قياسية، وان لبنان قام بقسم كبير من العمل المطلوب منه، وهو عمل سيستكمل لاحقا حسب ما يقول به القانون الدولي لتكريس الحقوق اللبنانية ومنع إسرائيل من وضع اليد عليها. ولفت باسيل الى ان ميقاتي يواصل اتصالاته في اتجاه الأمم المتحدة وقبرص.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز عبر أمس الأول على هامش الاجتماع الخاص بالقرار 1701 في نيويورك عن استعداد الأمم المتحدة لتولي هذا الملف بناء على طلب لبنان، لكنّ شيئا لم يتقرر حتى اليوم، وما زال لبنان يدرس كيفية التعاطي مع القرارات الإسرائيلية التي اتخذت في تحديد منطقتها الاقتصادية من طرف واحد.
وتعليقا على الإجراءات الدولية الممكنة قالت مصادر قانونية ودبلوماسية معنية ان الخلاف اللبناني ـ الإسرائيلي لا يمكن ان يكون مدار اهتمام اي هيئة دولية من دون موافقة إسرائيلية مسبقة، لأن إسرائيل لا تلتزم مقتضيات الاتفاقيات الدولية الخاصة بالخلافات الحدودية البحرية، وهو أمر تعتبره الولايات المتحدة عائقا امام اي دور لها لأنه يضيف عقدة كبيرة الى العقدة المتمثلة بموقف لبنان "من دولة عدوة" لا يفاوضها مباشرة ولا يعترف بوجودها.
وفي حين قرأت مصار سياسية مطلعة في تحذير وليامز "من أن الأزمة في سوريا تهدّد بحصول مواجهات طائفية في لبنان، رسالة نابعة من الوضع المأزوم في المنطقة عموما وسوريا خصوصا، متخوّفة من امكان لجوء النظام السوري كالعادة الى نقل مشاكله الى محيطه، حيث يبقى لبنان المحيط الأكثر قابلية للامتصاص، إضافة الى ان "حزب الله" قد يصاب بنوع من الذعر من احتمال سقوط هذا النظام، الأمر الذي سيدفعه الى اللجوء الى تصرفات غير محسوبة النتائج.
وقالت مصادر في قوى 14 آذار ان كلام وليامز هو نوع من الاستنتاج السياسي ليس إلا، في ظل ما يجري في سوريا من احداث، وذكرت ان محاولات عدة جرت في لبنان لإحداث انفجار مذهبي باءت كلها بالفشل.
في هذا الوقت تتحضر قوى 14 آذار لاجتماع موسّع في وقت قريب، توقعت معلومات لـ"الجمهورية" ان يكون هذه المرة مكتملا أي في حضور الرئيس سعد الحريري، ولم تستبعد أن يتحدث في الافطارات الرمضانية التي ستنطلق من مجمّع "البيال"هذه المرة، نظرا الى ان اعمال الترميم الجارية في قصر قريطم لم تنتهِ بعد، وان تكون له كلمة سياسية مهمة.
ومع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة الثلاثين يوما التي حددتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لتقديم جواب السلطات اللبنانية في شأن تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها في حق أربعة متهمين، يعقد حقوقيو 14 آذار لقاء في الخامسة عصر الثلثاء المقبل في "البريستول" بمشاركة محامين وقضاة متقاعدين وأساتذة جامعيين وخريجين جامعيين وناشطين في حقل الحريات العامة وحقوق الانسان، لتوجيه نداء الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسواه من مراجع دولية ولبنانية، والى جامعة الدول العربية.
وعلمت "الجمهورية" ان النداء سيتضمن تأييد الحقوقيين لعمل المحكمة الدولية ومناشدتهم متابعة الاهتمام بمسار العدالة الدولية التي حظي لبنان باهتمامها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وفي المعلومات ان اللجنة المنظمة للقاء ستجتمع قبل ظهر اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج اللقاء. ويعكف المنظمون على وضع كل البرامج الضرورية لدراسة الأدلّة والمستندات المرفقة بالقرار الاتهامي بعد الاعلان عن مضمونه بقرار من قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين.
كما يتحضّر المنظمون لأنشطة اخرى تتوزع بين اقامة ندوات وورش عمل ومحاضرات لتفسير المفاهيم التي تقوم عليها المحكمة وإطلاع الرأي العام على كل مجريات أعمالها نظرا الى ان القوانين التي تعمل في ظلها هي قوانين مختلطة بين نظامين قانونيين الجيرمانو لاتيني والأنغلوساكسوني، وإطلاع المجتمع اللبناني على الأسس التي قامت عليها المحكمة وتفاصيل دورها في كل مراحل المحاكمة. 

السابق
الأنوار : تساؤلات حول ابعاد تحذير وليامز من اضطرابات في لبنان
التالي
الشرق الأوسط: لبنان يخسر 65% من نسبة السياح الإيرانيين والأردنيين