“أمراض الصيف”.. ندوةً في حيّ السلّم

 ظّمت لجنة التثقيف الصحي للمواطنين واللجان الصحية والثقافية والإعلامية التابعة لتجمع الأطباء في لبنان، ندوة طبيةً بعنوان «بعض أمراض الصيف»، في المركز الطبي للتجمع في حي السلم، في الضاحية الجنوبية، عند العاشرة من صباح أمس، وذلك بالتنسيق والتعاون مع جمعية الإعانة الصحية الإجتماعية، ومؤسسات الراحل الدكتور ناظم جعفر الخيرية الثقافية الاجتماعية، والمكتب الصحي المركزي في التجمع الوطني الديمقراطي.
قدّم للندوة مسؤول اللجنة الطبية في المركز الدكتور حسام خير الدين الذي أكد على "أهمية مثل هذه الندوات في رفع مستوى الوعي الصحي للمواطنين، خصوصاً في الأحياء الفقيرة".
حريري
وعدّد الدكتور وائل حريري أبرز الأمراض التي تصيب الكبار والأطفال، خصوصاً خلال فصل الصيف، فتحدث بدايةً عن "النزلات المعوية، التي تظهرعلى شكل إسهالٍ أو قيء أو الإثنين معاً، نتيجةً لالتهابٍ يصيب الجهاز الهضمي وسببها في الغالب ميكروب فيروسي يدخل إلى الجهاز الهضمي عن طريق تلوّث الحليب (أثناء تحضير الرضعات) أو تلوث الأطعمة والمشروبات الأخرى، عن طريق العدوى المباشرة من طفلٍ آخر مصاب، وتكثر هذه النزلات بين الأطفال في الصيف نتيجة تلوث الطعام بالميكروبات المنقولة عبر الذباب الذي يكثر توالده في الجو الحار، كما أنه يكثر في الصيف انتقال المواطنين إلى المصايف وقيامهم بالرحلات البرية التي لا تتوفر فيها أسباب الوقاية الصحية بنفس الدرجة التي تتوفر بها داخل المدن كما هو معروف، إضافةً إلى ازدحام الناس بصورةٍ تزيد من تعرُّضهم للأمراض، كما أن أساليب حفظ الأغذية لا تكون فعّالة بالدرجة المطلوبة، ما يعرضها للتلف أو التلوث".
وأكد حريري أن «التسمُّم الغذائي يكثر أيضاً في فصل الصيف، لنفس الأسباب السابق ذكرها، ومن أهم أعراضه القيء والإسهال وآلامٌ في البطن، وتختلف المدة الفاصلة بين تناول الطعام الملوّث وظهور أعراض التسمم، بحسب نوع الميكروب، فقد تكون قصيرة (3- 6 ساعات وقد تطول (24- 36ساعة) والمأكولات التي تسبب التسمم هي غالباً (اللحوم – الأسماك – الخضروات – المثلّجات)، وللوقاية من النزلات المعوية والتسمم الغذائي ينبغي مراعاة الآتي:
1ـ حث الأمهات على الرضاعة الطبيعية، فهي تشكل عاملاً وقائياً من بعض الأمراض ومنها النزلة المعوية.
2 ـ الحرص على تعقيم زجاجة الرضاعة وغسل اليدين قبل البدء بتحضيرها، وعدم إعطاء الطفل ما تبقى من الرضعة السابقة.
3 ـ حسن اختيار المتاجر التي يتناول أو يُشترى منها الطعام.
4 ـ الاقتصاد في تعاطي المثلّجات.
5 ـ حفظ الأطعمة والأشربة في الثلاجات وعدم تركها مكشوفة للذباب والغبار.
6 ـ عدم إلقاء المخلّفات أمام المساكن ووضعها في أوعية مغطاة.
7 ـ مكافحة الذباب بكل الطرق الممكنة.
هذا بالنسبة إلى الوقاية، أما في حال ظهور الأعراض، فينبغي مراجعة أقرب مركزٍ صحي أو مستشفى، حيث تقيّم حال المريض و يعالج.
وانتقل الدكتور حريري إلى الحديث عن ضربة الشمس، فقال: «تكثر الإصابة بها في الأيام والأماكن التي ترتفع فيها درجة حرارة الجو، حيث أن التعرُّض لحرارة الشمس الشديدة بشكلٍ مباشر لفترةٍ طويلة قد يؤثر على مركز تنظيم الحرارة الموجود في المخ، إضافةً إلى فقدان السوائل، ما يجعل الجسم غير قادرٍعلى التكيف مع درجات الحرارة العالية، ومن أعراض الالتهابات: ضربة الشمس (الارتفاع الشديد في درجة حرارة المصاب – الصداع – القيء – سرعة النبض – انعدام العرق وجفاف الجلد – الدوخة والإغماء)، وللوقاية من هذه الضربات ينبغي عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة خصوصاً وقت الظهيرة، ومراعاة تغطية الرأس بقبعة أو مظلّة، كما يُنصح بعدم بذل مجهود تحت حرارة الشمس الشديدة، وكذلك تناول السوائل بكثرة. أما في حالة إصابة الإنسان بضربة الشمس فينبغي نقله سريعاً إلى مكانٍ منخفضٍِ الحرارة وبه تهوئة جيدة، ونزع ملابسه الخارجية وعمل كمّادات باردة على رأسه وجسمه، ثم نقله إلى أقرب مركزٍ صحي أو مستشفى لإكمال العلاج اللازم".
و عن أمراض الجلد قال: "تكثر بعض الأمراض الجلدية في فصل الصيف خصوصاً في بلدٍ يغلب عليه الجو الحار مثل بلادنا ومن هذه الأمراض:
1 ـ القوباء: وتظهرعلى شكل بقعٍ دائرية لها حافة واضحة ومحددة وسببها في الغالب فطريات يساعد على تكاثرها الجو الحار وعدم التهوئة والرطوبة.
2 ـ التهاب الغدد العرقية (الدمامل العرقية)، وتحدث نتيجة زيادة إفراز العرق، إضافةً إلى زيادة نشاط ميكروبات معينة، وتظهر على شكل دمامل صغيرة غالباً على الوجه والرقبة.
3 ـ زيادة الحساسية للضوء، وتصيب الأجزاء المكشوفة من الجسم والمعرضة للضوء، وتظهر على شكل احمرار وانتفاخات في الجلد، مصحوبة بحكّة، وتعالج بمنع التعرض للضوء واستعمال مضادات الحساسية.
4 ـ حرق الشمس، ويحدث لدى بعض المرضى من أصحاب البشرة الحساسة نتيجة تعرّضهم لأشعة الشمس الشديدة، ويمكن الوقاية منها بدهن الجسم بـ«كريم» يساعد على الوقاية من أشعة الشمس، وكذلك عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة».
و أنهى حريري محاضرته بالتحدث عن التهابات العيون فقال: "تكثر في فصل الصيف نظراً لتكاثر الذباب والغبار والازدحام الذي تشهده المصايف وأماكن تجمعات الناس، ما يساعد على نقل الميكروبات التي تظهر على شكل احمرارٍ في العين وإفرازاتٍ وحكّة في العين، وللوقاية منها ينبغي مكافحة الذباب، والعناية بنظافة العينين واليدين، ومراجعة الطبيب لدى الشعور بأيٍّ من الأعراض السابقة". 

السابق
دوالي مغدوشة.. عناقيدٌ تقاوم الاهمال
التالي
خريس شدد على الحوار وعدم المراهنة على سقوط انظمة