فياض:المقاومة تعمل بمنطق الجهوزية الدائمة للدفاع عن لبنان

 وقع مفتي الهرمل الشيخ علي طه كتابه "المقاومة الجهادية ومواجهة العمليات الارهابية والجرائم الثأرية"، في احتفال اقيم في قاعة الاسد – المركز الثقافي في الهرمل، في اطار فعاليات "المهرجان الثقافي السياحي الخامس" الذي ينظمه اتحاد بلديات الهرمل، حضره فاعليات نيابية وسياسية وثقافية واجتماعية وبلدية واختيارية.

المفتي طه

بعد تقديم من الزميل حسن الطشم، عرف المفتي طه عن الكتاب، وقال: "ان موضوع الكتاب يتعلق باقدس قضية وهي قضية المقاومة للمشروع الاستكباري الصهيو – اميركي الذي احتل الارض وشرد شعب فلسطين ودنس المقدسات، الا ان سنن الله التاريخية الاجتماعية تقضي في النهاية بغلبة الحق على الباطل".

وشدد على ان "الحقن الاعلامي والسياسي هدفه تشويه صورة المقاومة بوصمها بالارهاب، وتزوير حقيقتها المشروعة للاحتلال والطغيان – مع ان مشروعية المقاومة لا تحتاج الى دليل – حتى وان لم يرض أباطره وقراصنة الارهاب الدولي في العالم".

واعتبر ان "المقاومة الجهادية والممانعة ضرورة لخدمة مصالح الشعوب المستضعفة، فأعداء المقاومة من انصار الارهاب الدولي لم يتركوا وسيلة الا واستخدموها ضد شعوب المنطقة واتخذ الارهاب اشكالا عديدة وتعاون مع فئات مختلفة لها مصالح استغلت الطوائف والمذاهب والجماعات القومية وغذت النزعات التكفيرية لتحقيق اهدافها".

ورأى ان "المشاريع الجهادية لمشاريع الاستكبار بحاجة الى المقاومة الفكرية والثقافية والاعلامية والسياسية والحرب النفسية لتهيئة الارضية لرجال المقاومة في معركة الكفاح بالسلاح. فالثقافة الاستكبارية هي اخطر سلاح بيد الجبايرة لانها تقدم للوطن شبابا يملكون قابلية الاستعمار، ولا عجب ان تسعى اميركا الى الفوضى الخلاقة والعمل على استغلال ثورات الربيع العربي، بالتكامل والتعاون مع الصهاينة لتشوية صورة الجهاد والمقاومة في عالمنا العربي والاسلامي".

واكد انه في ذكرى "الانتصار التاريخي للمقاومة في حرب تموز 2006، لا بد ان نقول مع سيد المقاومة الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان هذه المقاومة استطاعت ان تدخل بفعلها الجهادي والاعلامي والسياسي وحربها النفسية لتقوم بكي الوعي الاسرائيلي كما اعترف قادة العدو ونخبه".

الفرزلي

وتناول نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي في مداخلته كتاب المفتي طه، فاعتبر ان "الشروح الموضوعية المتميزة التي صاغها الشيخ طه حول المفاهيم والمصطلحات والتعريفات، في ما يتعلق بالارهاب والعنف والجهاد، ردمت دون ادنى شك شروخا معرفية وذهنية توسلها اعداء امتنا لتصنيع وتسويق ذاك الكم الهائل من الخداع والزيف لتشويه الانموذج القيمي الاخلاقي الذي تجسده المقاومة المشروعة في العالم، لا سيما في لبنان وفلسطين وتقره قوانين الارض والسماء".

ورأى ان "الغرب وعلى رأسه اميركا اخترع ذاك الالتباس المفتعل والخلط الهادف بين المقاومة كخيار ثوري تحرري، والارهاب الذي يمارس من قبل دول وافراد وجماعات تحت عناوين ومقاصد، ابعد ما تكون عن الحق والعدل، لتبرير الجرائم والفظاعات التي ارتبكها وترتكبها اميركا واخواتها في الحلف الاستعماري لاجل دمقرطة الشعوب وعولمة المفاهيم الليبرالية والتأسيس لعالم خال من الصراعات حسب ما يزعمون، وهنا اتفق مع الشيخ طه".

ورأى ان "الولايات المتحدة الاميركية بحاجة دائما الى المواد للمحافظة على حيويتها الداخلية ومصالحها الخارجية، اعتبرت ان هناك شعوبا مختلفة بحكم انتمائها الديني يجب تطويرها وتحديثها. فلم يجدوا سوى ذلك الهذيان الدموي لوقف المد المقاوم والروح الثورية التحررية المصقولة بالثقافية الجهادية الاصلية. يريدون تدمير العالمين العربي والاسلامي بالفتنة المذهبية واحتواء الحراك العربي بثورات مضادة لتسخيف حركة الشعوب وتوقها للتغيير وحرف الصراع عن مساره وتصوير ايران الاسلامية الداعمة لقضايا الامة عدوا واشغال سوريا كآخر حصن من حصون العروبة والممانعة، ومحاولة ادراج العالم العربي بعد تجويف رابطة العروبة وتفكيك عراها الانسانية الحضارية الجامعة، في سياق ما يسمى الاسلام الجديد، تحت عباءة السلطنة والعثمنة المنبعثة".

فياض

وتناول النائب الدكتور علي فياض الجوانب الاسياسية للكتاب، فتطرق الى الوضع السياسي في البلد عشية انطلاقة الحكومة الجديدة.

واشار الى ان "رد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على سيل الافتراءات الغرضة والاتهامات الظالمة، سيكون من خلال العمل والنجاح في المنجزات ومعالجة ما يمكن معالجة من حاجات الناس، من خلال السعي الى اعادة الاعتبار للدولة بعد ان استبيحت على مدى السنوات الماضية، وفي مقابل الحملات التي لا طائل منها. المعيار هو التقدم في معالجة ما يمكن معالجته في الارث المتراكم، في المشاكل التي اورثها الفريق الاخر للبنانيين والتي ارهقت كاهلهم وتفاقمت ازمة الثقة بين المواطنين والدولة".

وشدد على ان "الحكومة الحالية تريد الاستقرار وتهدئة اللعبة السياسية والانصراف للعمل والانتاج، فحل مشاكل الناس هو المعيار امام الرأي العام للحكم بالنجاح او الفشل. في حين ان المعارضة الراهنة لا تريد الاستقرار وتسعى الى ترك البلاد اسيرة لانقسام والصراعات، وتعمل وفق معادلة من بعدي الطوفان"، وتوقع للمعارضة "ان تخفق في معارضتها كما اخفقت في ممارستها للسلطة، وان المحصلة ستكون مزيدا من ضعفها وتراجعها".

واشار الى ان "الاسرائيليين وحلفائهم والانهزاميين والمتأمرين على المقاومة سيستمرون في منطق التهويل والتخويف والانهزام. في حين ان كل يوم يمر تقوى فيه المقاومة عسكريا وسياسيا"، ورأى ان "اسرائيل التي انهزمت في حرب تموز قابلة للهزيمة في اي حرب جديدة، لكن هزيمتها هذه المرة ستكون اشد واقسى وسيكون لها نتائجها الكارثية على الكيان الاسرائيلي".

واكد ان "المقاومة تعمل بمنطق الجهوزية الدائمة للدفاع عن لبنان، وتفكيرها يقوم في مواجهة اي حرب جديدة يفرضها العدو الاسرائيلي في المستقبل، للعمل على تحويلها ان فرحة هزيمة العدو وتترك تأثيراتها الحاسمة على مستقبل الكيان الاسرائيلي". 

السابق
مثل الفواخره لا دنيا ولا آخره
التالي
سلهب: رفع فيلتمان شروطه حجة لعدم تسليــح الجيش