كهرباء النضال

هل هناك علاقة بين التيار الكهربائي في لبنان وبين الاحتلال الصهيوني لفلسطين؟
وهل هناك علاقة بين التقنين في التيار وبين الإمبريالية والغرب المتوحش الاستعماري؟
وهل هناك علاقة بين الضوء والعتمة، بين حرارة الطقس وبين الكرامة الشخصية والوطنية؟
أسئلة من هذا النوع تخطر ببالي دائماً وفي غالب الأحيان مع بداية "فصول" الصيف في لبنان، والحق أقول إني لم أتجرأ يوماً على المجاهرة بها لأسباب كثيرة.
من بين هذه الأسباب خوفي من أن أتهم بأني متواطئ أو عميل، ومن بينها أيضاً خوفي من أن أتهم بأني بورجوازي لا أهتم إلا برفاهيتي فيما مئات الملايين من المناضلين والفقراء لا يعرفون الشيء الكثير عن التيار الكهربائي.
ومن بين هذه الأسباب أيضاً خوفي الكبير من الأنظمة الاستبدادية وأجهزة مخابراتها التي كثيراً ما تستخدم الكهرباء في عملية "إقناع" معارضيها.
لكني ومع تنامي حركة الانتفاضات العربية أرى في داخلي شجاعة البوح.
وما كنت لأقدم على ذلك لولا قناعتي المتواضعة بأن مقاومة العدو الإسرائيلي لا تتعارض مع الإحساس بالكرامة، ولا كرامة لمواطن في بلد ينفق آلاف المليارات من الدولارات على مؤسسة الكهرباء لا أمل منها ولا فائدة. ثم إني لا أرى أي تعارض بين التنمية التي تقوم على الديموقراطية وبين الرغبة في مواجهة الإمبريالية والاستعمار.
لهذا أرى أننا في حاجة سريعة الى إعادة ترتيب أولوياتنا بدءاً من شجاعة القول وصولاً الى توازن في مقومات الصمود مروراً بمحطات سريعة تستريح فيها مشاعر التخريع الذي يسميه البعض نضالاً.. زائفاً.

 

السابق
الجائزة الكبرى
التالي
حيث القومية صياح والشرف قتل