روايات شلقم

لو كنت مكان عبد الرحمن شلقم لما سارعت الى الكشف عن الاسرار التي اعرفها عن معمر القذافي كما هو فعل.

شلقم الذي تولى مسؤوليات متعددة الى جانب القذافي طوال العقدين الماضيين كشف اوراقه للزميل غسان شربل في جريدة "الحياة" التي تواصل نشرها.

لا ننتقد العمل الصحافي بل على العكس انما ننتقد شلقم نفسه الذي اعلن انشقاقه عن النظام الليبي من على منبر الامم المتحدة حيث كان يمثل بلاده.

واذا كنا ندين اداء القذافي الاستبدادي منذ تولى السلطة، كما قراره مواجهة شعبه بالحديد والدم بعدما قهره طويلاً، فنحن لا يسعنا الا ان نسجل على عبد الرحمن شلقم استعجاله كشف الاسرار التي كان مؤتمنا عليها.

لا ننطلق من هذا الموقف مفترضين انتصار القذافي، ولكن من قيمة ما يعرفه شلقم وما كشف عنه حتى الآن.

فمعظم ما قاله الرجل حتى الآن لا يعدو غير عموميات واعتقادات بل هو لم يكشف وثيقة واحدة ولا كشف سراً غير معروف ومعظم اخباره "ساذجة".

لا شك ان الزميل شربل انجز عملاً صحافياً جيداً ولكنه لم يدقق في روايات شلقم انما تركه يتحدث من دون ادلة واوضح مثل على ذلك ما يتعلق بقضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه.

نؤمن ايماناً راسخاً بأن الذين هم على شاكلة القذافي يستحقون محاكمة طويلة وقاسية ولكن ليس من البطولة التشهير بهم من دون اعطائهم الحق في الدفاع عن انفسهم.

كان من الافضل لشلقم لو التزم الصمت او انصرف الى كتابة مذكراته بتعقل فلا تشجع ذكرياته الثوار على اطلاق ملايين الرصاصات الغالية الثمن في الهواء وأمام الكاميرات.

السابق
حان وقت السؤال الصعب !
التالي
أجهــزة «آبــل»أمام ثغرة أمنية!