«شركات» لبنانيّة تتنافس للمشاركة في «إنجاز العرب»

فازت شركة «مجد الطالبية»، من مدرسة المقاصد بجائزة مؤسسة «إنجاز»، التي فتحت المجال أمام طلاّب عشر مدارس، للتنافس على لقب «أفضل شركة طالبيّة لعام 2011

فلى مسرح الوست هول في «الجامعة الأميركيّة في بيروت»، تأنّق طلاب المدارس بلباس رسمي موحّد ليقنعونا بأنّهم أصحاب شركات. لم يكن الأمر صعباً جداً عليهم، بما أنّهم دخلوا في تفاصيل عالم الأعمال وإنشاء شركتهم الخاصة مع مؤسسة «إنجاز». المؤسسة التربويّة غير الحكوميّة التي تأسسّت عام 2001، جمعت أمس في «الأميركيّة»، طلاب الصف الثانوي الثاني من 10 مدارس مختلفة، لـ«انتخاب أفضل شركة طالبيّة لعام 2011»؛ إذ تكرّس «إنجاز» (لبنان) جهودها لتعليم الطلاب بين 7 و18 سنة مهارات الاستعداد للعمل، ريادة الأعمال والمعرفة الماليّة من خلال برامج عمليّة تهدف إلى نشر ثقافة ابتكار مهني بين الشباب، وزيادة معرفتهم الاقتصاديّة والماليّة للنجاح في السوق الاقتصاديّة.

وتعمل المؤسسة من أجل هذا الهدف، بحسب مديرتها التنفيذيّة في لبنان ديما الخوري، مع المدارس الرسميّة خصوصاً، بنسبة 80%.
قدّم الطلاب في الحفل 10 مشاريع، أو هي 10 منتجات، ستختار منها اللجنة الحكم المؤلّفة من 5 أعضاء، هم من كبار الموظفين في البنوك والشركات التجاريّة، الرابح بلقب «أفضل شركة طالبيّة لعام 2011». المنافسة صعبة، بما أنّ كلّاً من «الشركات الطالبيّة» عملت على إتقان منتجها. خلال 5 أشهر تقريباً، كان على الطلاب أن يبنوا شركة من الصفر، مع متطوّعي «إنجاز» الذين تختارهم المؤسسة عاملين في شركات وبنوك.
الطلاب بدأوا العمل بأفكار من دون مصدر تمويل. لكنهم سيحلّون المشكلة من طريق جذب المستثمرين وبيع 500 سهم في شركتهم (قيمة السهم 3 آلاف ليرة). كل طالب شغل منصباً في الشركة، وبحسب موقعه ترتّبت عليه مسؤوليات فعليّة. فبعض المسؤولين عن التسويق في الشركة، مثلاً، استطاعوا أن يحجزوا لهم مكاناً في برامج تلفزيونيّة وفي الصحف، بينما مثّل الفايسبوك والتويتر أداتي الإعلان الأبرز لدى الطلاب.
خلال الحفل، تعاقب الطلاب على تقديم منتجهم إلى الجمهور ولجنة الحكم على حدّ سواء. أكثر المنتجات عبّرت عن احتياجاتهم الطلابيّة، وكان لافتاً في صناعاتهم دعمهم لليد العاملة اللبنانيّة والبيئة. كذلك، تبرّع بعضهم «بالربح الصافي» لمؤسسات إنسانيّة واجتماعيّة؛ فاستوحت شركة LTC مثلاً منتجها من موسم البحر، وأنتجت حقيبة بقسمين، واحد ليحوي الملابس المبلّلة، والقسم الثاني عازل ليحمي الملابس الجافّة. أمّا شركة Face، فأنتجت سلّة مهملات صغيرة تعلّق على طاولة التلميذ، تحتوي على مبراة وجيب للمحارم ومكان للملصقات الصغيرة. وشركةmy cup أنتجت أكواباً فخاريّة في أسفلها مكان لاحتواء البسكويت. بينما ابتكرت lapchap وسادة يلتصق بها لوح خشبي لوضع الـ«لابتوب» عليه بنحو مريح، وعند إزالته تصبح لوحاً للكتابة. وعلى اللوح الخشبي أيضاً مكان لوضع كوب، وضوء ليلي. أمّا «مجد» فقدّمت علبة نحاسيّة نقشها حرفيون لبنانيون في داخلها ليرة لبنانية تعود إلى عام 1968 ومعها شهادة امتلاك ووصيّة بإمرار هذه الليرة. هذا بعض ما أنتجته شركات الطلاب العشر المشاركة. الفائز في المسابقة يتسنى له أن يمثّل لبنان في تشرين الأول المقبل، في المسابقة التي تنظّمها «إنجاز العرب» والتي يشارك فيها 14 دولة عربية. يذكر أنّ لبنان فاز بالجائزة الأولى العام الماضي.
على الفريق الأفضل أن يسجّل نسباً عالية في 4 مراحل كي يفوز بجائزة «إنجاز» لبنان التي تنظّمها المؤسسة للسنة الرابعة على التوالي. تحدّد ديما الخوري قائلةً: «15% من العلامة يكسبها الطلاب من التقرير السنوي الذي يقدّمونه عن شركتهم في نهاية المشروع، 20% على طريقة العرض وقدرتهم على الدفاع عن منتجهم، 25% على تقديمه للجنة الحكم والجمهور في الأميركيّة، وأخيراً 40% على المقابلة التي يجرونها وجهاً لوجه مع اللجنة الحكم». ضمن هذه اللجنة النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين. يعلّق الأخير على ما أنتجه الطلاب، قائلاً إنّ «الأفكار تفاوتت بين ما ينحو باتجاه الإبداع وما يلبّي حاجة السوق أكثر، ومنها ما يمكن تطويره ليصبح أكثر فاعليّة». وأضاف أنّ أهميّة هذه الخطوة تأتي لتغطّي فجوة في النظام التربوي اللبناني وتشجّع الشباب على خلق مشاريعهم لاحقاً بدلاً من التوجّه إلى الوظيفة دائماً. هذا الكلام يجد صدىً له لدى الطلاّب الذين رأوا أن التجربة أعطتهم ثقة كبيرة في النفس وشجّعتهم على دخول مجال الأعمال والابتكار لاحقاً.

السابق
مؤسس «المجمع الصوفي العالمي»:لا تستخدموا «فيسبوك» و«يوتيوب»!
التالي
في أحزان تايوان.. راقصات تعرّ للجنازات !!