قتلُ ضبعٍ في الدوير.. انتصارٌ أم جريمة؟

 محمد فوزت حطيط، شاب من بلدة الدوير، ربما يكون كغيره من معظم اللبنانيين الذين ما زالوا أسيري الاعتقادات القائلة بأن الضبع المخطط مؤذٍ ومفترس، وربما يكون من بين اللبنايين الكثيرين الذين ما زالوا يصدقون الخرافات الرامية إلى أن الضبع المخطط يحتال على الإنسان، فـ«يسبعه» ويصطحبه إلى كهف قريبة بغية التهامه، لكن الغريب، وما يدعو إلى التعجب أن يكون حطيط في هذا القدر من «قلة المعرفة»، فيدّعي أن الضبع المخطط كان قد افترس دجاجاته، وعلى حدّ علم من يقرأ، أن الضبع المخطط يقتات على الجيف والأخشاب اليابسة الغنية بالحشرات والنمل.
وفي التفاصيل التي رواها حطيط، أنه ومنذ أكثر من ستة أشهر، وهو يرصد اقتراب الضبع من محيط الحي الذي يسكن فيه، إلى أن نال منه فجر أمس بعدما افترس عدداً من الدجاجات التي يربيها، فأطلق باتجاهه عدداً من الأعيرة النارية من بندقية صيد فأرداه.
وإذ تباهى حطيط بـ«النصر المظفّر» الذي حققه، فقد توافد العديد من أبناء البلدة لمشاهدة الضبع، والتقاط الصور الفوتوغرافية.
قد يكون ما جرى في الدوير أمس حدثاً عاديا ينسى خلال ايامٍ أو أسابيع، وربما سيحتفظ حطيط بصورة تذكارية مع الضبع المقتول تؤرخ «ظفره»، لكن الحقيقة الثابتة تقول، إن اللبنايين، لا يزالون أسيري الجهل، وأعداء البيئة، وستبقى صورة الضبع «القتيل» في الدوير، وصمةً على جبين المدارس، والمناهج التربوية، والمجالس البلدية، والتلفزيونات، والإذاعات، والمواقع الشعبية الإلكترونية، التي لا تؤدي دورها المفترض أن يكون موجِّهاً وبنّاءً في ما يخص الحفاظ على البيئة، وعلى الثروة الحيوانية في لبنان، الأليفة والبرية، وعلى التنوع البيولوجي الذي نغتاله كل يوم.
 

السابق
تشييع حسن نور الدين في كفررمان
التالي
870 مخالفة سكنية تدفن أول سكن للإنسان في عدلون