آخر نكتة

 دعا الأخ العقيد القائد معمر ابومنيار القذافي في كل وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة في 9 يوليو الجاري العرب الى ان يهبوا هبة رجل واحد لتحرير جزيرة صقلية العربية التي طال انتظار اهلها العرب الاصليين تحريرهم من نير الاستعمار الايطالي الحالي, ولتحرير الجزر الخالدات (جزر الكناري) ومعها الاندلس ايضا من اسبانيا, لان هذه الثلاثة املاك عربية مسلوبة ينبغي لنا – نحن العرب – بقيادة الاخ العقيد القائد استرجاعها بالقوة المسلحة من يد الغزاة الايطاليين والاسبان المعتدين بأقصى سرعة ودون تأخير والان الان وليس غدا.
هذه النكتة الباهتة تذكرنا بالنكتة "الدموية" المتمثلة في حرب ديكتاتور اخر مغرور ومصاب بجنون العظمة هو صدام حسين ضد جمهورية ايران الاسلامية بحجة حماية البوابة الشرقية للعالم العربي من الفرس المجوس تحت شعار حزب البعث العفلقي "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".
ياللمفارقة! من صدام الى معمر "يا عين لا تبكي ويا قلب لا تحزن" وماذا يا اخ يا عقيد يا قائد عن البوابة الغربية للمشرق العربي (فلسطين) التي تحتلها اسرائيل منذ ما ينيف عن ستة عقود? (ولا يعني المسامح كريم) بخاصة اذا كان الخصم المعتدي من ابناء العم, ساميا مثلنا ومدعوما في الوقت نفسه من ابناء العم سام.
ولكي يتم نصر القذافي الفوري المؤزر على الايطاليين والاسبانيين في عقر دارهم في اوروبا, كما انتصر صدام حسين في حربه الدموية ضد الايرانيين (حسب زعمه) نقترح على الاخ العقيد القائد ان ينهج نهج صدام فيلقي على الاعداء الاوروبيين في ضربة واحدة اسلحته الكيماوية السامة التي مازال يدخرها ليضرب بها في اخر لحظة الثائرين الليبيين عليه, تماما كما فعل سلفه (القائد الضرورة) كما كانوا يسمون صدام حسين الذي لم يتورع عن ضرب جيرانه الايرانيين المسلمين ومواطنيه العراقيين العرب المنتفضين ضده في جنوب العراق والاكراد في الشمال بالاسلحة الكيماوية القاتلة والمدمرة.
ليت القذافي ناشد العرب خلال 42 عاما هي مدة حكمه الكريه للجماهيرية الليبية العظمى تنفيذ اقتراحه الشجاع هذا, وليته دعاهم منذ بداية عهده "الميمون" الى الجهاد الفوري والحازم لتحرير هذه الاجزاء الغالية من الوطن العربي الكبير, ولكنه صمت طوال هذه المدة لان كل شيء في الجماهيرية العظمى كان في نظره على ما يرام ولان وطأة حكمه الثقيلة اوهمته انه رئيس خالد تموت ليبيا وتفنى ولا يموت هو ولا يفنى ثم هب فجأة (كعادته) يدعو بحماسة الى الجهاد المقدس ضد الصليبيين, كما يسميهم, فعل ذلك لما اذن عهده بالسقوط, وبلغت روح نظامه الحلقوم واحس بقرب الزوال, لكي يبدو قبل النهاية البشعة وقبل اسدال الستار على الرواية المملة بطلا, ونسي انه قد تأخر كثيرا وان الاوان قد فات وانه لن يهب احد على الاطلاق لتحقيق هذا الهدف الانتهازي الرخيص الذي دعا اليه الان.
ان القذافي الذي يطالب حاليا بهذا المطلب السخيف يهزأ في الحقيقة بعقول الجميع ويتصور بغباء شديد انه ذكي اديب, وهو كذلك فعلا ولكنه ذكاء (مورستاني) ان صح هذا التعبير.
انه ببساطة يخادع ويظن ان كل من يسمعون هرطقاته هم من فصيلة "الهبلان", وممن يسهل عليه تضليلهم. 

السابق
حطام القطار الأميركي الإسرائيلي
التالي
لبنان ايضاً.. ودائماً