ملف سري..حزب الـله نقل معسكراته إلى البقاع فبيروت

كشف السفير الإيطالي في لبنان غبريال كيكيا (سابقا) أنّ حزب الله "مرتبك "ولم يصل بعد إلى قرار في شأن الردّ على عمليّة اغتيال عماد مغنيّة، مشيرا إلى أنّه بدأ بنقل معسكرات التدريب إلى منطقة البقاع والتوسّع في المناطق المسيحيّة، مع الاستمرار في دفق الأموال إلى الجنوب.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 08BEIRUT496 صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 10 نيسان 2008، جاء أنّ اجتماعا ضمّ كلّا من القائمة بأعمال السفارة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون والسفير الإيطالي غبريال كيكيا الذي كشف مضمون اجتماع مع قيادات في حزب الله جاء بناء على دعوة وجّهها إليه نوّاف الموسوي في 26 آذار. وأوضح كيكيا في شكل صريح أنه يجتمع أحيانا مع مسؤولين من حزب الله قائلا: "من المفترض أن أجتمع مع حزب الله"، وبغضّ النظر عن الاعتبارات السياسية، فمن المهمّ التمكنّ من إيصال الرسائل إلى الذين لديهم التأثير ويمكنهم افتعال المشاكل". واعتبر السفير الايطالي ذلك "قيمة إضافية" بالنسبة إلى إيطاليا وشيئا يقدّره الإسرائيليون أيضا، ما جعل كلّ قنوات الاتّصال مفتوحة.

وجاء في المذكّرة أيضا أنّ كيكيا اختار شخصيّا عدم مقابلة قيادات حزب الله على أرضهم، وإنّما اجتمع معهم في أماكن "مؤسّساتية مناسبة" مثل مكاتب نوّاب لبنانيين.

وأشار إلى أنه تعمّد إطالة مدّة آخر اجتماع من أجل أن يسمع تقويم حزب الله لعملية اغتيال عماد مغنيّة، كما أنه اغتنم الفرصة ليبعث برسالة تحذيريّة إلى الحزب من المخاطر التي يمكن أن تقع على لبنان والمنطقة في حال "بالغ الحزب في ردّة فعله" على مقتل مغنيّة، شارحا للموسوي أنّ "الجميع سيدفع ثمنا".

وأفاد الموسوي أنّ حزب الله يدرك جيّدا مخاطر الردّ، وكذلك عدم الردّ، وهو الشيء نفسه الذي أعلنه الأمين العام لـ حزب الله حسن نصر الله.

وكشفت المذكّرة أنّ كلّا من سيسون وكيكيا اتّفقا على أنّ الحزب يبدو "غير متوازن" إثر اغتيال مغنيّة، مشيرة إلى أنّ السفير الإيطالي يعتقد، حتى لو ألقى حزب الله لومه مئة في المئة على إسرائيل، أنّ الحزب يدرك في أعماقه أنّ هناك المزيد لهذه القصة. وعلّق كيكيا أهمّية كبيرة على موقف زوجة مغنية عندما رفضت أن تنفي قولها إنّ إسرائيل غير مسؤولة عن مقتل زوجها.

وأشار كيكيا كذلك إلى أنه سمع عن "استياء معيّن" بين صفوف حزب الله، وخصوصا في الجنوب، حيث تستشري شائعات عن حرب جديدة مع إسرائيل، قائلا إنّ الناس في الجنوب، ومِن بينهم عائلات عناصر من حزب الله قد "سئموا" ويريدون عيش حياة طبيعيّة. ونقل كيكيا معلومات وصلت إليه عن مجموعة داخل حزب الله قوامها نحو 200 متشدّد على الأرجح يتمّ تمويلها من قِبل إيران تقوم بالتهديد ولكنها أكثر واقعيّة. ومع ذلك تبدو قاعدة حزب الله الشعبية مرتبكة: فهي تعتمد على شبكات اقتصادية واجتماعية يؤمّنها حزب الله، ولكنها لا تريد التقيّد بأفعال الحزب.

وأضاف كيكيا أنه لم يعد في إمكان حزب الله إجراء تدريبات في جنوب نهر الليطاني، ولذلك يقوم بنقل معسكرات التدريب إلى البقاع قائلا: "كلّ ما نسمع عنه هو البقاع والمناطق الرمادية على الحدود مع سوريا… تحصل أشياء كثيرة في تلك المنطقة"… إنّ حزب الله يتحرّك إلى خارج مناطقه التقليدية، ومن ضمنها بيروت، حيث يزيد من تواجده في المناطق المسيحية. وأشار كيكيا إلى أنّ من الصعب أحيانا التفريق بين عناصر حزب الله والشيعة الذين ينتقلون في بساطة إلى أماكن جديدة خوفا من صراع جديد، وغالبا ما يكون هناك تداخل ما بين الاثنين.

السابق
يمارسون الموت في جنازات وهمية… تنتهي بتصفيق وغناء
التالي
اوغاسابيان: الادارة في لبنان تعاني من أزمة الشغور في الوظائف العامة في الفئة الأولى ولا بد من اجراء التعيينات باقصى سرعة