موقـع فلسطيـن خلـف القضبـان حكـايـة اعتقـال كـل فلسطينـي

لأنها «قضية حوالى سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني تعرّضوا للاعتقال، يضاف إليهم ذووهم وأطفالهم، وأحباؤهم وأصدقاؤهم، وحتى جيرانهم»، كان الموقع الالكتروني «فلسطين خلف القضبان»، الذي يعدّه ويشرف عليه الأسير السابق ومدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة.
يتلوّن اسم الموقع بألوان علم فلسطين، وهو يعلو مجموعة من الصفحات ملأها الأسير السابق بعناوين تختصر كل ما يمكن أن يرد في الذهن من أسئلة عن قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية، وهي قضية خبرها كل فلسطيني منذ الطفولة فقد «عرفنا السجون وشباك الزيارة قبل أن نعرف المدارس ومقاعدها»، كما يقول فروانة، الذي خبر الأسر، وهو أسير ابن أسير وشقيق أسير. أما الهدف من الموقع فهو التعريف بتلك القضية لرفعها أمام المحافل الدولية.
وربما تحبط زائر الموقع رسالة يرّد فيها معدّه على مطالبة متصفحيه بتحديث المواد والأخبار التي يتضمنها، لكنّه شعور سرعان ما يختفي مع انطلاق عملية التصفّح خصوصاً لمجموعة الصفحات التي تحمل عناوين عامة، وتعلوها صفحة حول الحركة الوطنية الأسيرة التي يعرّف من خلالها فروانة عن تاريخ الأسر ومراحله، قبل أن يؤرّخ في صفحة خاصة أسماء شهداء تلك الحركة سواء من استشهد داخل سجون الاعتقال أو بعد تحرّره. تماماً كما يؤرّخ للحركة النسوية الأسيرة.
وهو لا يغفل نشر دراسات وتقارير وبحوث، معظمها لفروانة نفسه، مقدماً في صفحة خاصة أخرى إحصائيات وأرقام.
إلى هذا يرسم الأسير واقع السجون والمعتقلات الإسرائيلية من خلال مقالات سبق وكتبها حولها، مبرهناً عن خصائص كل منها، فيشبّه إحداها بالنازية وأخرى بالايرلندية، معرجاً على ظروفها البيئية. وهو يقدّم للزائر خريطة مفصّلة عن مواقعها على أرض فلسطين المحتلّة.
ولا يغفل فروانة تخصيص باب لملف التعذيب، مؤرخاً لستة وسبعين نوعاً منه، دعّمها بمجموعة صور و صفحة خاصة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية والعربية الصادرة حول التعذيب، لا سيما «اتفاقية مناهضة التعذيب» الدولية. بينما يورد في صفحة خاصة كيف تعمد اسرائيل إلى استخدام الأسرى كحقول لتجارب طبية وأدوية خطيرة.
وإلى ما جمعه من أرقام وإحصاءات حول القضية، خصص الأسير صفحتين للأسرى أنفسهم، فأعطى لواحدة عنوان منتدى الأسرى المحررين ما زالت خالية إلى من معلومات وصور لوالده وشقيقه الأسيرين المحررين. فيما تتضمن الأخرى مجموعة من الأعمال الأدبية لعدد من الأسرى وصور لأعمالهم اليدوية.
وربما تبدو الأخبار التي ينتقيها فروانة ضمن القائمة التي اختارها لأحدث المستجدات شخصية، علماً انه في رسالته للمتصفحين لا يدّعي أن موقعه إعلامي أو بحثي، وإنما «عمل تطوعي» يهدف إلى تسليط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين، من المعتقلين منهم والمحررين. لكنّ الموقع الذي أسس له، والذي يطلّ على مواقع الصحف والمجلات والوكالات العربية والأجنبية، يستأهل جهداً أكبر لتحويله من موقع خاص وشخصي إلى موقع بحثي أو إعلامي، وهو أمر توفّره هيكليته وإطلالة أوسع على دراسات وأبحاث ومقالات لغير مصممه.

السابق
التدخين لا يحافظ على النحافة
التالي
أزمة مياه شفة في حاصبيا والعرقوب