قماطي: حزب الله ضد أعمال تشوه صورة لبنان

 زار عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي على رأس وفد من الحزب، اليوم كلا من رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري في مدينة صيدا وبحث معهما الاوضاع على الساحة المحلية.

قماطي

وتحدث قماطي، معتبرا "ان عملية اطلاق سراح الاستونيين المختطفين في لبنان التي تمت اليوم هي خطوة ايجابية وجيدة"، مؤكدا ان "حزب الله" "ضد الممارسات والاعمال التي تعرض لبنان الى أزمات وتشوه صورته في الخارج وتؤثر على استقرار لبنان ومصلحته وامنه".

وقال: "ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي حكومة وطنية تجاوزت التدخلات الخارجية ومنعت من ان تفرض هذه التدخلات ارادتها على لبنان وتبنت المشروع الوطني والثوابت الوطنية وعلى رأسها المقاومة واستراتيجيتها الدفاعية، وهذه الحكومة جاءت لتكمل المثلث الذهبي ليصبح المربع من جيش ومقاومة وشعب والقرار الرسمي اللبناني المتمثل بحكومة وطنية تحميها المقاومة والوطن وتشكل المظلة السياسية الضرورية للاستراتيجية الدفاعية".

ودعا قماطي جميع الوطنيين والشخصيات السياسية الى دعم هذه الحكومة ومسيرتها، مشددا على ان تكون الامور المعيشية والمطلبية على رأس اولويات هذه الحكومة ليشعر المواطن انها تقدم الخدمات فضلا عن الامور السياسية ومواجهة المؤامرات الخارجية بكل الوسائل المتاحة.

واشار الى ان الحديث تطرق الى الخلل الذي حصل في التشكيل الحكومي وعدم تمثيل صيدا، داعيا الى اعطاء هذه المدينة من خدمات والمواقع والتعيينات ما يعوض عليها الثغرة التي حصلت حتى تأخذ بعض حقها، وهي التي قدمت الكثير من الخط الوطني المقاوم.

وعن حديث الرئيس سعد الحريري الاخير، قال: "من حق كل شخصية سواء في المعارضة او الموالاة ان تعبر وان تمارس حقها السياسي. ولكن ما نأمله ان يكون الخطاب بعيدا عن اي تجييش مذهبي وطائفي من شأنه ان يثير الفتن والفوضى في لبنان".

سعد

من جهته، قال سعد: "ان الخطاب التحريضي والغرائزي الذي أدلى به الرئيس سعد الحريري قبل يومين لم يعد يفيد اللبنانيين، وهذا الخطاب مع فريقه من 14 اذار يتركز على سلاح المقاومة والمحكمة الدولية، وهذه المطالب تتقاطع مع المطالب الاميركية الاسرائيلية وهي ليست في مصلحة الشعب اللبناني. فتهديدات العدو ومخاطره علينا مواجهتها بالمقاومة والجيش والشعب. كما ان هناك اولويات للبنانيين تتعلق بصحتهم وتعليم اولادهم وفرص العمل وانشاء القطاعات الانتاجية والصناعة والزراعة ومعالجة تردي الخدمات من كهرباء ومياه ونقل. وما طرحه الرئيس الحريري لا يشكل اولوية للشعب اللبناني"، مضيفا "نحن نتطلع الى البناء والمستقبل وفريق 14 اذار يتطلع الى الهدم".

عند البزري

وبعد زيارته للدكتور البزري في منزله في صيدا، شدد قماطي على الدور السياسي للدكتور البزري ولآل البزري ومكانتهم السياسية العريقة. وأكد أن الحكومة الوطنية تم تشكيلها بعيدا عن الضغوطات والتدخلات الخارجية التي كانت تؤثر على شكل الحكومات السابقة، مثمنا دورها في التصدي لمحاولات العدو الاسرائيلي التعدي على الثروة والسيادة اللبنانية.

ودعا قماطي الى تصحيح الخلل وسد الثغرة التي نجمت عن تغييب مدينة صيدا عن التمثيل الحكومي من خلال إعطائها ما تستحق من مواقع إدارية متقدمة وإطلاق سلسلة من المشاريع الإنمائية فيها"، وقال: "ان صيدا لعبت دورا أساسيا في المقاومة وهي تحافظ على دورها الحيوي في الوحدة الوطنية والعيش المشترك ونبذ الفتنة المذهبية والطائفية".

من جهته، قال الدكتور البزري: تشرفنا اليوم بلقاء الأخوة في "حزب الله"، وهذا اللقاء يأتي في سياق التشاور المستمر بيننا وما يجمعنا من رؤية مشتركة. ونهنئ اللبنانيين على تشكيل الحكومة التي انتظروها طويلا. كما هنأنا الأخوة في "حزب الله" بانتصار حرب تموز والتي كانت صيدا وقواها الوطنية وأهلها ومؤسساتها الأهلية جزءا أساسيا من عوامل النصر فيها".

وأبدى البزري اعتراضه وتحفظه على تغييب صيدا عن التمثيل في الحكومة، متخوفا من أن ينعكس هذ التغييب على المواضيع الانمائية والمشاريع الحيوية التي تحتاجها المدينة، مؤكدا أن "صيدا حرمت ولسنوات طويلة من المواقع الإدارية المتقدمة في هيكلية الدولة حيث لا يوجد أي موظف صيداوي من الفئة الأولى في دوائر الدولة وقد ينعكس هذا أيضا حتى على الفئة الثانية". وقال: "رغم وجود وزراء ورؤساء وزراء من صيدا في الحكومات السابقة فان المدينة لم تنل حقها من الإنماء المتوازن والمشاريع العامة".

وختم البزري داعيا الحكومة الجديدة الى "التعويض عن الغياب الصيداوي الحكومي بإطلاق سلسلة من المشاريع الحيوية والإنمائية وإعطاء أبناء المدينة المشهود لهم بكفاءاتهم ونزاهتهم ووطنيتهم حقهم في التعيينات الإدارية وتعبئة الملاكات الشاغرة ومجالس الادارة للمؤسسات المستقلة على المستوى الوطني والجنوبي".

وعن رأيه بتصريح الرئيس الحريري، أكد البزري أن الرئيس الحريري لم يأت بجديد وهو كرر مواقفه السابقة، فهو يرى سلاح المقاومة على أنه سلاح مليشياوي في حين نراه نحن سلاحا دافع عن الأرض وحررها ونحتاجه للحفاظ على السيادة وردع العدوان الاسرائيلي والتعدي على الكيان وأرضه وثرواته". 

السابق
عمار الموسوي: ليس هناك لبنانيا واحدا يقبل بالتفريط ولو بشبر منها
التالي
التوحيد الاسلامي:اطلالة الحريري لم تكن موفقة