صور والانضمام الى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر

هدّدت منظمة «الأونيسكو» بإدراج مدينة صور على «قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر» إن لم يتم الالتزام بالتوصيات التي ستصدرها بعثتها بعدما تكشف على ما يجري من أعمال تهدّد الإرث الأثري للمدينة .
وكانت المنظمة قد طلبت من لبنان، بموجب قرار صادر خلال اجتماعها الدوري في نهاية الشهر الماضي، استقبال موفدين عنها وعن «المجلس الدولي للمعالم والمواقع» ICOMOS، لعلمها بوجود أعمال تأهيل في المدينة لا تتطابق والمعايير الواجب اتباعها في المحافظة على الثروة الأثرية. وطالبت المنظمة الدولة اللبنانية بالالتزام بقرارت اللجنة الموفدة وتعديل الأعمال بما يحافظ على الإرث الحضاري لصور.

وكانت «الجمعية الدولية للمحافظة على صور» قد نبّهت من خلال بيانات وتحركات متكررة، من الخطر الناجم عن عملية إعادة تأهيل مرفأ المدينة التي تقوم بها وزارة الأشغال العامة والنقل الهادفة إلى توسيع المرفأ وإقامة مبان جديدة فيه، من خلال الردم لتعريض السنسول ثمانية أمتار، ووضع مكعبات اسمنت ضخمة من شأنها القضاء على ما يحويه المكان من آثار.

كما لفتت الجمعية إلى سلسلة مخالفات لمجلس الإنماء والإعمار من خلال الأعمال التي ينفّذها ضمن برنامج Chud التابع للبنك الدولي، والتي بموجبها سيلغى المبنى القديم لنقابة الصيادين ليحلّ مكانه مبنى جديد ومقهى للبلدية وسط المرفأ. كما سيتم ترميم ثلاثة مبان مخالفة مواجهة للمرفأ بموجب البرنامج نفسه، تماماً كما ستنقل السوق الشعبية إلى مكان يخالف التخطيط السابق الذي سبق ووافقت عليه لجنة التراث العالمي.
إلى ذلك نبّهت اللجنة من الاستمرار في تنفيذ مشروع اوتوستراد الجنوب الذي بني الجزء الأكبر منه من دون وضع خارطة أثرية تحدد المناطق المحاذية له، والتي تحوي على آثار قد تتعرض للزوال.

على صعيد آخر، تباحث رؤساء بلديات المدن الأعضاء في رابطة «المدن الكنعانية والفينيقية والبونية»، ومن بينها بيروت وصور وطرابلس والميناء، والصويرة في المغرب ولارنكا القبرصية، برعاية الأونيسكو وبدعم من المجلس الثقافي للاتحاد من أجل المتوسط، في أربعة مشاريع أساسية مشتركة هي إنشاء معهد للدراسات الكنعانية والفينيقية والبونية في بيروت، وتنظيم سباق قوارب ورحلات بحرية تربط بين المحطات التجارية الفينيقية القديمة في البحر المتوسط، وإنشاء قرية حرفية في صور ، والحصول من المدن البحرية في الرابطة على تصنيف «الموانئ الخضر» في إطار محور البيئة البحرية.

وجاء البحث في ختام المؤتمر الثالث لرابطة «المدن الكنعانية والفينيقية والبونية»، الذي نظمته مؤسسة صور ولجنة «مهرجانات صور الدولية»، بالتعاون مع بلدية لارنكا، في مدينة لارنكا الأحد الفائت، وترأست أعماله مها الخليل الشلبي، ورئيس بلدية لارنكا أندرياس مويسيوس. وتناولت الطاولة المستديرة الأولى موضوع حماية «كيتيون» (لارنكا حالياً) وهي إحدى أقدم المستعمرات الفينيقية، فيما خصصت الطاولة الثانية للسياحة الثقافية وإمكانية إنشاء مسار سياحي وتاريخي بين المحطات التجارية الفينيقية القديمة في البحر الأبيض المتوسط.

السابق
جريح جرّاء انفجار قنبلة عنقودية في الغندورية
التالي
إلى السفير اللبناني مع التحية