بين 15 شعبان وشهر رمضان فرصة للوحدة

في الأيام القليلة المقبلة يحيي المسلمون مناسبة ليلة النصف من شعبان (والتي تصادف ذكرى ولادة الإمام المهدي(عج)، وقد اختار الإمام الخميني(رض) هذا اليوم ليكون "يوم المستضعفين" للتأكيد على ضرورة نهضة كل المستضعفين والأحرار في العالم في مواجهة الظلم، وانتظار ظهور الإمام الحجَّة(عج) الذي سينشر العدل ويُنهي الظلم في العالم.

ومهما اختلفت الروايات الإسلامية حول الفكرة المهدوية، فإنَّها تلتقي على ظهور المهدي (عج) في آخر الزمان وأنَّه سينشر العدل والسلام بين الناس أجمعين.

كما تلتقي معظم الأديان والمذاهب الفكرية على فكرة " الخلاص النهائي" أو وجود المخلِّص، مما يعني أنَّ كلَّ البشرية تنتظر الخلاص والعدل والسلام بِغضِّ النظر عمَّن سيحمل هذه الراية.

وبعد أقلِّ من أسبوعين يبدأ شهر رمضان المبارك على أمل أن يتَّفق المسلمون جميعاً على تحديد بداية هذا الشهر المبارك بعكس ما كان يجري في السنوات الماضية، رغم الصعوبة الكبيرة للوصول إلى الموقف الموحَّد في هذا الإطار.

ويُشكِّل شهر رمضان فرصةً -تتجدَّد سنوياً- من أجل التعبئة الروحية والفكرية وزيادة التواصل الاجتماعي والدعوة للاهتمام بفقراء المسلمين وأيتامهم.

وهاتان المناسبتان (ليلة النصف من شعبان، وبداية شهر رمضان) تشكِّلان الفرصة المناسبة لكل المسلمين لإعادة التفكير بعمق في أحوالهم وأوضاعهم في ظل التحديات التي يواجهونها وخصوصاً على المستوى العربي، حيث تزداد الأعباء على الحركات الإسلامية وأتباعها في حمل المسؤولية العامَّة.

ولقد بدأنا نشهد مؤخَّراً إشارات إيجابية على أكثر من صعيد وخصوصاً لجهة العمل لتعزيز الوحدة الإسلامية ومعالجة المشكلات ما بين المسلمين، وأخرها ما صدر عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيِّب من مواقف وحدويَّة، وما لاقته من ردود فعل مرحِّبة ومؤيِّدة وداعمة. وقد بات من الواضح أنَّ هذا الاهتمام الكبير والتفاعل الايجابي الذي لاقته التصريحات والمواقف الأخيرة لشيخ الأزهر على أكثر من صعيد، بالإضافة إلى الدور الجديد الذي يلعبه الأزهر في مصر، يؤكِّدان على ضرورة السعي المستمر والمخلص لإيجاد فرص جديدة للتواصل والتعاون بين المسلمين أنفسهم، وبينهم وبين أتباع الأديان الأخرى، تُسهم في تنفيس أجواء الاحتقان الطائفي والمذهبي و درء ما يمكن أن تنتجه هذه الأجواء من فتن سوداء عمياء، وتعمل على إشاعة مناخات الحوار والتسامح والعقلانية التي ترتقي بالوعي وتؤسس لثقافةٍ وحدويةٍ صلبةٍ في مواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بالأمة جمعاء.

إنَّ إدراك أهميَّة التطوُّرات والتغيُّرات التي تعصف بوطننا العربي وعالمنا الإسلامي، وحجم التحدِّيات المصيرية التي تواجهها الأمَّة، والمشكلات الكبرى التي تعاني منها، لا تحجب رؤية العقلاء والواعين من أبنائها عن الكثير من الفرص الواعدة لمعالجة مشاكل الأمة والاستجابة البنَّاءة للتحديات التي تواجهها، والتي تنتظر من يلتقطها ويستغلَّها، فهل نلتقط هذه الفرص ونستغلَّها، خصوصاً في أجواء المناسبات الإسلامية الروحية والتعبوية المنتظرة؟!

السابق
أمل تمنع عبدالله في البابلية
التالي
تصفية فرع المعلومات!