Macho…هل أنتَ هو؟

تصادفينه يومياً، تكرهينه أحياناً، لكنه يجذبك. تهربين منه، رغم أنه لا يفارق تفكيرك. لماذا تنجذب إليه النساء؟ هل لأنهن يرون فيه ذلك "القوي" القادر على حمايتهن من متاعب الحياة؟ أو لأنه بنظرهن الرجل "الحقيقي"؟ لكن، من هو الـMacho؟
يتباهي كثيراً برجولته، يختلق المشاكل، ولا يبالي كثيراً بالمرأة. فضلاً عن هذه المواصفات، تتخيَّل كارول الـMacho كالآتي: "رجل ضخم، مليء بالأوشام، لا يخشى شيئاً، لا يبكي أبداً، لا يقوم بأي عمل منزلي، يتباهى بتفوّقه على المرأة، لكنه لا يتردد
– بعد نصف ساعة من التعرف عليكِ – بالبوح لكِ بأنكِ فتاة أحلامه".

سوزي بدورها، ترغب في معرفة هذا النوع من الرجال "مللتُ من الرومانسيين، اللطفاء والمحبّين. أنا بحاجة إلى من يُظهر لي رجولته، رجل بكل ما للكلمة من معنى. رجل أتشاجر معه، لأشعر بتعلُّقي به وعدم قدرتي على التخلِّي عنه".
أما ستيفاني فتصف زوجها بالـMacho: "لا أعتبر أن طبيعته القاسية جداً وتصرفاته المبالغ فيها أحياناً خاطئة، فأنا أعجبت بها، تعودت عليها، وبتّ أعزّزها عبر إشعاره بأنه الرجل القوي الذي نخشاه في المنزل، وأن رجولته لا يمكن أن تُمسّ".
الأستاذ المساعد في الاستشارات النفسية في قسم علم النفس في جامعة فولتون ميغيل أرشينييغا، قام بدراسة عن الـMacho بعد صراع طويل عاشه في ولاية تكساس الأميركية، بين صورة الـGentleman التي كان يراها في والده وصورة الـMacho التي كان يصادفها في المجتمع. دراسته الصادرة عام 2008، أُجريت على 403 أشخاص من المجتمع المكسيكي – الاميركي من مختلف الاعمار.

وبناء عليها، حدد مفهوم الـMachismo بأنه نموذج للرجل المتسلّط، العنصري، العنيف، الرافض للتقاليد، والذي يواجه صعوبة في الإفصاح عن مشاعره. وغالباً ما تستخدم هذه الصفة لوصف الرجل بطريقة سلبية. أما الـGentleman فيصفه بالرجل الراعي لأسرته والمعيل لها، الشهم الذي يحترم المرأة، والذي يهتم بمشاعر غيره ويبرز مشاعره.

أما المعالجة النفسية والأستاذة في جامعة بروفانس الفرنسية كريستين مونيي فتعرّف الـMacho بالذي يملك وجهين: وجه لشخصيته الحقيقية وآخر لشخصية الـMacho التي يسعى الى التمثُّل بها. وهي شخصية نمطية تنطلق، وفق مونيي، من "الشرف" الذي يعني بالنسبة اليه: إخفاء المشاعر الحقيقية، عدم الخوف والشعور الدائم بتفوّقه على المرأة. وتالياً، فإن هذا النوع من الرجل، يشعر بالإهانة إذا طلبت منه زوجته مساعدتها في المهمات المنزلية وتربية الأولاد. حتى أنه يبتعد قدر الإمكان عن الارتباط الطويل الأمد، ويسعى الى جذب أكبر عدد من النساء. وتوضح مونيي أن الـMacho لا يولد بهذه الصفات، بل يكتسبها عبر التربية والمجتمع والمفاهيم التي تترسخ في ذهنه عن الفوارق بين الرجل والمرأة. في بعض الأحيان، يرى الشاب ضرورة في اعتماد هذه التصرفات لتثبيت وإظهار فحولته في المجتمع، فيلجأ الى العنف ساعياً من خلال تصرفاته الى تأكيد هويته في المجتمع. ذلك أن الرجل، بنظره، يجب أن يشاهد كرة القدم، يتناول الكحول، يتحرّش بالفتيات، يرفع صوته في أحيانٍ كثيرة، وهي تصرفات "يتصنّعها" الـMacho،

وقد لا يقوم بها من تلقائه.

في مجتمع تختلط فيه المفاهيم والتعريفات، ولا تعصى على نسائه أية وظيفة أو مركز، ويتجه رجاله الى عمليات التجميل والمساحيق، اختلطت المفاهيم وتبدلت التعريفات، وبات من الضروري – بالنسبة إلى بعض الرجال – التعلّق بتصرفات خاصة بطبيعتهم الجنسية والجسدية لإثبات هويتهم. أكانت وسيلة لإثبات الذات أو للفت النظر، أيها الرجل لا تتمادَ بهذه التصرفات إلى حد إلغاء شخصيتك الأصلية لاستبدالها بأخرى أكثر عنفاً وقساوة.

السابق
إشارات سير في صور..
التالي
لعبة “المحبوسة” حبس بلا تهمة!