فائض الحكمة

أصغيت باهتمام الى حديث النائب وليد جنبلاط التلفزيوني ليل أول من أمس وأعدت قراءة مقتطفات منه في صحف يوم أمس.

الحق أقول إني، قبل الحديث، كنت أحضّر نفسي للاقتناع ببعض أفكار جنبلاط أو بتوضيحاته حول مواقفه الأخيرة ولكني أعترف الآن بأني كنت على خطأ.

ذلك أن السيد جنبلاط ولأسباب تخصه رفع نفسه الى مرتبة المرشد العاقل الحكيم ومارس ترفاً توجيهياً وسياسياً وجعل من الآخرين مراهقين ونزقين وحتى أغبياء.

هكذا هو دوماً يبيح لنفسه التقلّب الدائم ويعيب على غيره احترام قناعاته.. هكذا هو دوماً يفترض في نفسه التعقّل وفي غيره التسرّع.

لأشهر مضت كنت أتفهم الدوافع السرية لهذا الرجل وكنت في مناسبات عدة أدافع عن بعض مواقفه حين كان عديد من أنصاره ومؤيديه ينتقدونه.

كنت كغيري من الحُرصاء على وحدة القوى المنادية بالحرية وبالسيادة أرى أن تأجيل إثارة الخلافات أو التباينات أفضل من الخوض فيها.

وكان يقال لي إن الأوان قد حان لإسقاط الأقنعة عن مدّعي الشعارات الثورية والتقدمية وعن لاعبي الجمباز السياسي الذين لا يفتشون إلاّ عن مكاسب لهم في السلطة ولو على حساب دماء رفاق مسيرتهم

بالأمس اقتنعت بصحة رأي أصدقاء مسيرة جنبلاط الذين يؤكدون في جلساتهم الخاصة صحة الاتهام له بخيانة رفيق الحريري.

إذا كان هذا السلوك هو ما يقال عنه "سياسة" فبئس السياسة وبئس هذه النوعية من السياسيين.

السابق
لا تلوموا الصحافيين فالمسألة تجارية
التالي
الكنيسـة تقـرأ الشـيعة وحـزب الله بكتبـهم