اسرائيل تستفيد من الاخطاء وتحضر لحرب ثالثة..

لمناسبة مرور 5 سنوات على الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان، في تموز 2006، كتبت "يديعوت أحرونوت" أن قيادة أركان الجيش «الإسرائيلي» تدرك اليوم أن "حرب لبنان الثالثة" ستكون مختلفة تماما عن "الحرب الثانية" التي وصفت بأنها "خلقت شعورا ثقيلا بتفويت الفرصة لدى الجيش، وأحدثت زلزالا بكل ما يتصل بخطط التدريب والاستعدادات العسكرية"، مشيرة إلى أن "الحرب الثالثة" ستكون في مناطق مأهولة ضد "خلايا مطلقي القذائف المضادة للدبابات"، ومقابل عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجهة إلى الجبهة الداخلية، بما فيها تل أبيب.

معركة سرية
وأضافت الصحيفة أن الجيش راض عن الهدوء النسبي على الحدود، ويتابع «التسلح المتواصل لحزب الله»، وما سمّته "خرق قرار مجلس الأمن 1701"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تدير معركة سرية تهدف أساسا إلى الحفاظ على قوة الردع «الإسرائيلية» مقابل حزب الله ومؤيديه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الذي تحل فيه الذكرى السنوية الخامسة للحرب، وربما بالمصادفة، انشغلت قيادة الشمال العسكرية في استبدال الضباط. وقال الجنرال غادي آيزنكوط، الذي يخلي مكانه للجنرال يائير غولان، يوم الاثنين في الـ"كرياه" في تل أبيب إن الجيش قد خلق واقعا أمنيا جديدا يعتبر الأفضل والأهدأ منذ إقامة الدولة.
كما شدد على أن أهم النشاط العسكري منذ نهاية الحرب كان من خلال عملية مهمة في الدراسة والتحقيق بدافع تقليل النواقص التي تبينت خلال "الحرب الثانية" على لبنان.

ومن جهته قال رئيس أركان الجيش، بيني غنتس، إن آيزنكوط حقق هدوءا أمنيا في الشمال لم يسبق له مثيل.
وكتبت الصحيفة أن الإحصائيات تعزز ما ذهب إليه آيزنكوط وغنتس، مشيرة إلى أن الصواريخ العشرة التي أطلقت باتجاه «إسرائيل» منذ صيف 2006 أدت إلى وقوع إصابة واحدة طفيفة، إضافة إلى اشتباكين مع الجيش اللبناني، قتل أفي أحدها ضابط احتياط، أما من جانب حزب الله فلم يُسجّل أية نشاط غير عادي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري «إسرائيلي» قوله إنه "يمكن إعداد قائمة طويلة تشمل كل ما لم يكن جيدا خلال الحرب، ولكن يجب النظر إلى ما حصل وإلى ما لم يحصل منذ انتهاء الحرب، ويجب عدم الاستخفاف بذلك".
وبحسبه فقد توفر لدى حزب الله أكثر من سبب لعمل هجومي ضد «إسرائيل» في السنوات الأخيرة، ولكنه لم يختر ذلك. وأضاف أنه مع ذلك فإن لا أحد في قيادة الجيش يستطيع أن يخمن متى سيتبدد الهدوء الأمني.

خطر حقيقي
وكتبت الصحيفة أيضا أن "حزب الله 2011 منشغل بمشاكل داخلية، ولكنه لم يهمل للحظة استعداداته للمواجهة المقبلة مع "إسرائيل"، بتوجيه إيراني وبمساعدة سورية".

وأضافت أن الأمين العام لحزب الله يواصل تحسين نوعية الصواريخ وزيادة عددها، وأنه إذا كان لدى حزب الله 25 ألف صاروخ في العام 2006، فهو يمتلك ما يزيد عن 3 أضعاف ذلك اليوم، وأن الترسانة العسكرية الموجودة بحوزته تشتمل على صواريخ بعيدة المدى وتحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هذه الصواريخ قادر على الوصول إلى منطقة نتانيا. وأنه يوجد لديه مقرات قيادة ومخازن أسلحة ووسائل قتالية في نحو 160 قرية جنوب نهر الليطاني. كما كتبت أن تعاظم قوة حزب الله هي نتيجة تمويل ضخم من إيران، تضاف إليه المساعدة في مجال نقل المعلومات. وأشارت إلى أن سورية تؤدي دورها أيضا في تزويده بالوسائل القتالية خلافا لقرار مجلس الأمن.

وأضاف المصدر العسكري "الإسرائيلي" "لا شك أن هناك استعدادات تجري بشكل مواز للهدوء القائم الآن، وهذه الاستعدادات لا تبشر بالخير، وستكون التحدي الماثل أمامنا. لا يمكن وقف كل شيء خلال يوم أو يومين، ويتطلب ذلك صمودا من المواطنين الذين يقعون تحت القصف، ولكن في النهاية سنتغلب عليه بطريقة لا تبقي مجالا للشك مثلما حصل في العام 2006".

وبحسب الصحيفة فإن الجيش يقلل من التفاصيل بشأن الخطط العسكرية، إلا أن المعلومات القليلة المتوفرة تشير إلى إقامة فرقتين عسكريتين وإلى تغييرات جوهرية في الخطط الفعلية التي تلائم لبنان.
تدريبات مكثفة
وقال المصدر العسكري إن الجيش يجري تدريبات كثيرة على كل الأنظمة القتالية، تشتمل على سيناريوهات مواجهات في قطاع غزة والحرب على "المحميات الطبيعية" ومواجهة مقاتلين على دراجات نارية، وإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية، والقتال تحت الأرض".

كما كتبت أن الجيش «الإسرائيلي» يعرف عن حزب الله أكثر مما كان يعرف في العام 2006، وبناء عليه فقد حُدّث "بنك الأهداف" بشكل ملموس مع زيادة بمئات النسب المئوية لقائمة الأهداف، التي صنف بعضها على أنها "نوعية ومهمة".

وقال أحد الضباط في الجيش ممن شاركوا في الحرب عام 2006 إنه "يوجد لدى الجيش "الإسرائيلي" اليوم القدرة على توجيه ضربة غير قياسية الى حزب الله، ولن نتردد في القيام بذلك".
خطوة احترازية
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه إلى حين يطلق الجندي الأول أول رصاصة في "الحرب الثالثة"، فإن قيادة الشمال تدير معركة خفية عن العيان لا يجري التحدث عنها، وتتضمن حربا نفسية.

وقال المصدر العسكري "لا يمكن انتظار الحرب فقط، يجب التصرف بذكاء قبل الحرب، لنقل رسائل ووضع حدود واضحة". بيد أن الصحيفة نقلت في هذا السياق عن أحد الضباط قوله إن "الجنرال يائير جولان يعرف كيف سيبدأ القيام بمهام منصبه، ولكن لا يوجد لديه أدنى فكرة كيف سينهي مهام منصبه، وماذا سيحصل قبل ذلك".

السابق
مسبح صيدا الشعبي: جنّة مجانية
التالي
قضية الضباط الأربعة… تلاعب بالعـدالة