إشاعات مضادة للثورات العربية

المشكلة ليست في أعداء الثورات العربية فقط، المشكلة بالاصطفافات الطائفية، ومن أسميهم بالأغبياء والأدعياء، ممن يعتقدون أن الثورات العربية، هي من صنع الامبريالية والصهيونية.

فقد انتشرت في الآونة الأخيرة، رسالة عبر وسائل الاتصال الإلكترونية، تحاول أن تثبت أن الثورات العربية، هي من تخطيط وصنع الولايات المتحدة والصهيونية العالمية، وتشيع أن صهيونياً اسمه برينوم برنارد هنري، زار عدداً من الدول العربية والإسلامية، ودفع مبالغ ضخمة لأحزابها الوطنية والتقدمية، من أفغانستان إلى العراق وليبيا وسورية ومصر، ونشرت هذه المصادر الغبية، صورة هذا الرجل مع الثوار الليبيين، والثوار المصريين، لكن هذه المصادر مثلاً مجدت النظام السوري، مدعية أن هذه الثورات، تهدد استقرار المنطقة، لصالح التفوق الإسرائيلي.

وتضع هذه المصادر المشبوهة، وثائق مزورة لتثبت تورط الأحزاب الوطنية العربية في المؤامرة الصهيونية، كما تحاول بشكل أو بآخر تنزيه جماعة الأخوان المسلمين والسلف، من المشاركة في هذه المؤامرة المزعومة، كما أنها تمجد اتجاهات وأحزاباً طائفية.

ونظن أن جزءاً من هذه الأصوات، يسير بالدفع الذاتي، دون سوء نية، فكل حدث عربي هو مؤامرة أميركية صهيونية منذ الخمسينات، ولكننا لا نبرئ الجزء المروج لهذه الإشاعات، مثل الأخوان المسلمين في مصر، الذين حرموا الاعتصامات، ومثل أعداء الثورات، والطحالب التي تدعي الوطنية، لكنها تنفذ في الوقت نفسه، أجندة الأنظمة الفاسدة، ومخططات الولايات المتحدة واسرائيل، التي لا شك لدينا بأنها ترمي إلى بث البلبلة وزعزعة ثقة الجماهير في نفسها وقدراتها.

إن هذه الثورات العظيمة، أوجعت اسرائيل وأميركا والأنظمة الصدئة من ناحية، وكشفت انتهازية الأحزاب الإسلامية، والجماعات المتطفلة على الأوطان، واللاعبة على أنغام الوطنية من نواحٍ أخرى.

ولذا فهي لاتفتأ تشوه الثورات العربية، وتسود صفحة شباب الثورات والأحزاب الوطنية، ومن واجبنا كشف تواطؤها أو غبائها لا فرق، ومن واجبنا تنبيه المخدوعين بالأدلة الزائفة، إلى عدم الالتفات إلى هذه المحاولات اليائسة والبائسة، لتقويض جهود الجماهير الشعبية العربية وقواها الحية.

وفي يقيننا أن هذه المحاولات لن تتوقف، وستتخذ أشكالاً وتدابير متنوعة، لكن الشعوب أثبتت يقظتها تجاه هذه الألاعيب، وستظل في ثوراتها حتى النصر الأكيد، ولن يوقفها القمع والرصاص، ولن تردعها الإشاعات المضللة.

السابق
أين السيادة اللبنانية من جواسيس حزب الله؟
التالي
بدر الدين قديس المجاهدين وخادمهم