ماذا يريد الإخوان؟

من منا لا يعرف جماعة الإخوان المسلمين العالمية وفروعها المنتشرة في الدول العربية؟

من منا لا يعرف الأهداف الانتهازية لهذه الحركة المتخفية في ردائها الإسلامي الفضفاض الذي يتسع لكل شيء، فهي حركة هدفها الأساسي الانقضاض على كرسي السلطة في كل بلد تسكن فيه، وإن لم تستطع، فلا بأس من الاندساس في كل حركة تخريبية أو الانخراط مع أي معارضة لتحقيق مآربها. في الكويت انكشف الإخوان وبان موقفهم المخزي أثناء الغزو العراقي للكويت، وانصاعوا لأوامر زعمائهم في الحركة الأم، الذين وقفوا في وجه التحالف الدولي لتحرير الكويت وشعبها من براثن الغزاة. ها هم الآن يتلذذون بممارسة ألاعيبهم الدنيئة نفسها، مستغلين ما تمر به بعض البلدان العربية من انتفاضات شعبية ضد حكوماتها الفاسدة.

في مصر استغلوا ثورة الشباب لتلميع حركتهم، وانشأوا حزباً سياسياً باسم «الحرية والعدالة»، وهم أبعد ما يكونون عنهما لتحقيق أهداف الجماعة، وهادنوا الأقباط، وقالوا لا مانع لدينا أن يكون الرئيس قبطياً، وفتحوا أبوابهم على مصارعها أمام إيران العدو الأول للشعوب العربية، ووصف أحد قادتهم مرشد الثورة الإيرانية بأنه قائد الأمة الإسلامية الجديد الذي سوف تحقق على يديه الانتصارات، وها هم اليوم تارة يحاولون عقد الصفقات مع المجلس العسكري الحاكم، وتارة يخرجون إلى ميدان التحرير في تظاهرات ضده.

في الأردن تقوم الجماعة، التي تستمد دعمها المالي، حسب ما ورد من أخبار، من إيران، بمعارضة كل حكومة يتم تشكيلها، ويخرج أفرادها في تظاهرات متكررة لا لشيء سوى إسقاط الحكومة ونشر الفوضى، والحال لا تختلف كثيراً في المغرب، الذي وافق أغلبية الشعب فيه على التعديلات الدستورية الأخيرة إلا المعارضة المدعومة من الجماعة الراغبة في كرسي الحكم، فهم ما زالوا يصرون على التظاهر ونشر الفوضى. إنهم ينادون بالحرية والعدالة ليلاً ونهاراً ليس للشعوب التي تعاني الظلم، ولكن لافراد جماعاتهم فقط، من أجل كرسي الحكم، ولنا في غزة وحماس خير مثال.

السابق
تحت الحزام…يصير شر
التالي
البيرق: سليمان حذر اسرائيل من مغبة اتخاذ قرارات آحادية بمسالة الحدود البحرية