الياس المر: حقي أن أعرف لماذا فجَّروني

 هو جرح كتمه ست سنوات، فلا حمله الوجع على كسر الصمت ولا دفعه الغضب إلى كشف المستور.. فلا تغلب الشك على اليقين ولا تفوق الحقد على المغفرة، وجلّ ما فعله أنه انتظر، وهو الجريح الحامل أثارا لا تمحى، من يهمس لديه لا اسم القاتل بل دوافع القتل…حقي أن أعرف، يقول الياس المر، لماذا فجروني ذات يوم، وحقي أن اعرف تهمتي قبل صدور حكم الاعدام.لا أريد رأس أحد ولا أريد الثأر من أحد، المحكمة عندي هي طريقي إلى الدوافع لا إلى الجناة، وهي طريقي إلى صفحة جديدة مع الذات ومع الجناة لا ماضي اسود فيه ولا ميل إلى غدٍ أسود.ست سنوات مرّت على "الزلزال" وكان فيها الياس المر الهدف الذي لا يسقط من مطاردات الجناة والرجل الملاحق بالافتراء والتجني والترهيب، وكأن من أخطأه جسديا في ذلك الثاني عشر من تموز يريد تصحيح الخطأ سياسيا بأي ثمن وبأي وسيلة.ست سنوات عايش فيها الياس المر مرارات الأيام أكثر من حلاواتها، من الفراغ الرئاسي إلى نهر البارد إلى عنجر إلى السابع من أيار وبينها وحولها الكثير الكثير من المطبات والألغام والخضات والمخاطر.نسأله لماذا كان كل هذا الصمت ولماذا الآن، فيقول إن الشأن العام فرمل كل كلام لا يكون كلاما لمصلحة لبنان والجيش والسلم الأهلي، وأن أي كلام ذاتي الهوى في ذلك الزمن الساخن لن يكون إلا كلاما خارج المنطق وربما خارج الزمن.يتحدث الياس المر عن علاقته بالرئيس ميشال سليمان منذ كان مقدما في مديرية المخابرات مرورا بقيادة الجيش وصولا إلى رئاسة الجمهورية، ليستفيض في الإضاءة على مسار أسهم في تحديد خطوطه لينتهي إلى شعور بالمرارة حيال ما آلت إليه الحال وليس بالندم على ما كان وما صار.ويتحدث الياس المر عن الانفجار الذي نهش لحمه ولحم رفيقيه العقيد الياس البيسري وامين المر وقضى على عابر سبيل هو خالد مورا مستعيدا بذاكرة ثاقبة لحظات المعاناة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة ليقول: لقد رأيت قاتلي بعيني هاتين ينظر إلي مثخنا بالجراح، ورأيت رفيقي يحترقان في سيارتي المدمرة… وتذكرت أن ابني كان سيكون مهشما أمامي لو أني وافقت على اصطحابه… ومن لغة الحديد والنار والدماء يتحدث الياس المر الإنسان والصحافي، كاشفا عن تسعة مشاريع إعلامية جديدة إلى جانب "الجمهورية" وعن بركة حازها من الوالد دولة الرئيس ميشال المر كي يحمل مشعل العائلة في انتخابات العام 2013 مرشحا إلى الانتخابات النيابية متسلحا بإيمانه وخبرته في الشأنين الوطني والدولي. 

السابق
الجماعة وحزب الله: لتوحيد الصف في مواجهة الاعتداءات الصهيونية
التالي
قباني: لاستراتيجية وطنية تحمي ثرواتنا الطبيعية في بحرنا