الانباء: معترضاً على عدم وضوح موقف المعارضة من الأحداث في سورية يعلق النائب صقر عضويته في 14 آذار والمستقبل والحريري يضع النقاط على الحروف اليوم

عكست التصريحات السعودية ـ الإيرانية المتبادلة تقدما ملموسا للمساعي التركية بين البلدين.

ورغم ان الوضع في سورية هو المعني الأول بهذا التطور الاقليمي فإن ارتدادات له بدأت تظهر على صفحة المشهد اللبناني العابق وهو ما ينتظر ان يضع الرئيس سعد الحريري النقاط على حروفه في اطلالته التلفزيونية من باريس مساء اليوم.

واستبقت قناة الـ «ام تي في» لقاءها مع الحريري بلقاء مع حليفه القديم وليد جنبلاط مساء امس والذي مازال يصر على أولوية السلم الأهلي على ما عداه في لبنان بما في ذلك الحقيقة والعدالة.

وكان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة قد تلقى في الرياض دعما سعوديا لاستقرار لبنان ووحدته، وأشار الى ان المملكة دعت اللبنانيين الى الحوار لحل الأزمة، خاصة بعد صدور القرار 1757 حول المحكمة الدولية.

ولاحظت مصادر متابعة ان زيارة السنيورة الى الرياض سبقت زيارة مرتقبة للرئيس نجيب ميقاتي الى السعودية والتي ستكون الأولى له بعد تسلمه رئاسة الحكومة.

تصريح الفيصل ورد صالحي

وسجلت المصادر تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الاسبوع الماضي حول ترحيب بلاده بالحوار مع ايران، إذا رغبت الأخيرة في ذلك.

وقد رد وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي بالايجاب خلال الاحتفال بالذكرى الـ 29 لاختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في لبنان.

وتزامنت هذه الرسائل الديبلوماسية المفتوحة بين العاصمتين مع احتدام الأزمة في سورية، وصدور القرار الاتهامي ضد كوادر من حزب الله في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى جانب جولة وزير خارجية تركيا احمد داود أوغلو الى الرياض وطهران، مركزا على أولوية الملف السوري في هذه الاتصالات.

ويتوقع في بيروت ان يعيد الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية اليوم التأكيد على مخرج المصارحة والمسامحة، في قضية اغتيال والده ورفاقه الشهداء ما قد يشكل قوة دفع معنوية خلف الجهود الديبلوماسية الموظفة في هذا الاتجاه.

المصدر المعارض رأى ان نقطة ضعف الأكثرية الحكومية تبقى عكس المنطق الذي يحكم أداءها في خدمة النظامين السوري والإيراني الى جانب التغطية على الأعمال الاجرامية.

تعليق عضوية

ويزيد من التصعيد الضمني اعلان النائب عقاب صقر عضو كتلة المستقبل النيابية وعضو 14 آذار من بروكسل عن تعليق عضويته في الكتلة وفي 14 آذار.

وقال صقر في مداخلة تلفزيونية «يجب الا نستمر في الكذب على أنفسنا، وعلينا الاعتراف بأن النظام السوري انتهى ويجب التعاطي مع هذا الأمر بواقعية».

المعارضة المعترضة

لكن مصدرا في المعارضة توقع لـ «الأنباء» ان يضع الحريري في اطلالته المباشرة من باريس النقاط على الحروف ويقدم مشهدا سياسيا جديدا يعزز الموقف الذي أعلنته المعارضة في مؤتمر البريستول الأخير، وانه سيتفاعل بشدة مع ما أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سامي الجميل في مجلس النواب أثناء مناقشة البيان الوزاري للحكومة.

وبخلاف الانطباعات المرنة التي ولدتها التصريحات السعودية ـ الإيرانية المرتبطة بالمساعي التركية على خط العاصمتين، فإن المصدر المعارض تحدث عن عزم المعارضة متابعة الحملة على الحكومة حتى نهاية المطاف، لمنعها من اقتناص الفرص والاقتصاص من الطرف الآخر، مراهنا على اختلاف الأكثرية الحكومية على اقتسام جبنة الحكم.

وجهتا نظر عن الأوضاع السورية

تصريحات صقر التي نقلها تلفزيون «الجديد» أوحت بوجود وجهتي نظر داخل المعارضة، وربما داخل تيار المستقبل من التقييم السياسي لواقع النظام السوري، احداهما تصغي للمحاولات الدولية والاقليمية الساعية لاقناع النظام بإجراء الاصلاحات الدستورية الضرورية، وأخرى تعتبر انه انتهى، وبالتالي لا مبرر لعدم التصرف حياله على غير هذا الأساس.

انما يبقى المعيار فيما سيقوله سعد الحريري مساء اليوم.

في هذا الوقت كانت التحضيرات للاجتماع الأول لمجلس الوزراء الجديد الخميس المقبل، منصبة على التعيينات الأمنية والإدارية والديبلوماسية وإذ طرأ جديد على جدول الأعمال يتمثل في الاعتداء الإسرائيلي على حدود لبنان المائية من خلال كتاب وجهه وزير الطاقة والنفط جبران باسيل الى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة والذي يتضمن طلبا يرفع الى الأمم المتحدة لرسم حدود لبنان النفطية على اساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وسيرفق بهذا الطلب اللبناني طلب آخر بالتمديد ستة اشهر جديدة للقوات الدولية العاملة في الجنوب والتي سبقتها إشارة إيجابية من حزب الله أشاد بعمل القوات الدولية كخطوة دعم لالتزام الحكومة باحترام القرارات الدولية.

بالنسبة إلى الرئيس نجيب ميقاتي من الواضح انه سيتعاطى مع التعيينات في مراكز الفئة الأولى بتؤدة وانتباه، وتقول مصادر وزارية انه قرر تركيز الاهتمام على ملء المراكز الشاغرة قبل مقاربة المراكز المشغولة حاليا، مع الحرص على عدم الاقتراب من بعض المواقع السنية في الإدارة والأمن والقضاء، بل انه سيحافظ على القيمين على هذه المواقع، خصوصا من كانوا هدفا لبعض شركائه في الوزارة، كالنائب العام التمييزي سعيد ميرزا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن، والمدير العام للاستثمار في وزارة الاتصالات عبدالمنعم يوسف وغيرهم من ذوي المناصب الأساسية المحسوبين عمليا على الرئيس سعد الحريري، وبعضهم جرى تعيينهم في عهد حكومة ميقاتي الأولى عام 2005.

السابق
اللواء: واجهات دامية على أبواب سفارتي أميركا وفرنسا في دمشق كلينتون: الأسد ليس شخصاً لا يمكن الإستغناء عنه
التالي
الجمهورية: الياس المر يقول: حقي أن أعرف لماذا فجَّروني