وفرة المزروعات الصيفية فـي بنـت جبيـل

تتحول طرق وساحات البلدات والقرى الجنوبية في الأيام الحالية إلى أسواق للمنتوجات الزراعية الصيفية، لا سيما ما تجود به «الصحاري» من خضار، بندورة وخيار قثاء وغيرها، بالإضافة إلى بعض الفواكه، وأهمها البطيخ والشمام. وتعتبر تلك الزراعة الموسمية مصدر دخل إضافيا، لمعظم المزارعين الذين يبحثون دائما عن مصدر لترقيع ميزانيتهم.

ويرى هيثم دبوق أن «القصد من البسطات التي تنتشر بالمئات، هو تمكين أهالي المنطقة لسكان المدن من الحصول على منتجات بلدية غير مسمّدة، وهي بمعظمها بعلية»، معتبراً أن «البيع بالمفرق هو أربح لهم من بيع الجملة، بعيداً عن استغلال التجار خاصة، وأن الكميّات المنتجة يومياً يمكن تصريفها بالمفرق وهي ليست كميات كبيرة. وتختلف يومية المزارع تبعاً لنوع الإنتاج، الذي يبيعه أو للمركز الذي يكون قد سبق حجزه لبسطته، وكثافة السير على الطريق أخيرا. وتصل تلك الغلة إلى عشرين ألف ليرة يوميا. وقد تصل إلى مئات قليلة من الألوف خلال نهايات الأسبوع.

ويعتبر المزارعون أن الموسم كان ناجحاً ومثمراً، نظراً لكمية الأمطار التي هطلت في العام الحالي، الأمر الذي أكده المزارع علي سعيد، صاحب إحدى البسطات في بنت جبيل، مشيرا إلى أن سعر الأنواع يكون عادة أغلى قليلاً مما هو موجود في السوق، نظراً لارتفاع كلفة الإنتاج من حرث وريّ وعناية وغيرها، إلا أن ذلك الفرق في السعر، عادة ما يتحمله المستهلك والزبون، نظراً للطمأنينة التي يربحها من وراء شراء منتوجات بلدية.

واذا كانت تلك الراحة تنطبق على مزارعي الصحاري والمساحات الصغيرة، إلا أنها لا يمكن أن تسري على المزارعين الذين يزرعون مساحات كبيرة نسبيا، وبالتالي يتحول إنتاجهم إلى عبء سنوي عليهم نتيجة عدم وجود سياسة زراعية واضحة تحميه، وتساعدهم على تصريفه إن كان داخليا أو خارجيا، وبالتالي فهم مضطرون إلى تحميل الإنتاج والتنقل به بين البلدات والقرى لبيعه بالكيلو بدل رميه أمام أبواب تجار الجملة بأسعار زهيدة.

ويرى مصطفى فاعور أن «ما يحمل إلينا من منتوجات زراعية مستوردة ويوضع في منافسة غير متكافأة مع الإنتاج المحلي، يصيبنا أحيانا بضربات قاتلة»، موضحاً أن «الانتاج الأردني على سبيل المثال هو أرخص من الإنتاج المحلي بمعدل النصف أحيانا، برغم مصاريف النقل والسمسرة وخلافه، وذلك نتيجة الدعم الزراعي الذي تؤمنه حكومتهم لهم من بنى تحتية، لا سيما الريّ ومصاريف الإنتاج». ويؤكد فاعور أن «فرق النوعية كبير جدا لصالح منتجاتنا مقارنة بالإنتاج المستورد، وتمكن ملاحظة الفـــرق عبر التذوق، إلا أن المــستهلك، كما يــعرف الجميع، يبحث في معـــظم الأحــيان عن الأرخص ولو كان على حساب النوعية».

السابق
استثمارات سياحية نشيطة في الحاصباني
التالي
الترفيه بأقل كلفة في بامبلونا الإسبانية