سوريا أخيراً

تابعت يوم أمس وقائع الجلسة الأولى للقاء التشاوري السوري لهيئة الحوار الوطني ولعل الذين لم يتابعوها لا يندمون.
سريعاً نقول أن هذا الكلام لا يرمي الى التدخل في الشؤون الداخلية السورية ولكنه أيضاً لا يخفي الرغبة المحقة في إبداء الرأي في شأن عربي كمثل تقسيم السودان.

ما استمعنا إليه ومن قلب العاصمة دمشق يكاد أن يكون "خيالياً" وأجمل من أن يكون حقيقة.

أخيراً بتنا نسمع ومن خلال الإعلام السوري "الرسمي" مفردات وتعابير
كنا نعتقد، كما غالبية الشعب السوري، أنها من كوكب آخر.

ديموقراطية، تعددية، مجلس نواب، أحزاب، إعلام حديث عصري، دولة القانون، التوقيف القانوني، المحاكمات، حقوق الإنسان إلخ..

من كان يتلفظ بهذه المفردات؟ نائب الرئيس السوري فاروق الشرع شخصياً.. ومن كان يشدد عليها؟ المشاركون الذين هم من حلفاء النظام ولكن من موقع "معارض"!

إذن، أخيراً وبعد سيل من الدماء (لم تتوقف حتى الآن) اقتنع النظام بعدم جدوى الحل الأمني العسكري واقتنع أيضاً بأن الخروج من الكهف يتطلب الانفتاح والتشارك في السلطة رسمياً.

في الواقع، نعتقد أن الشعب السوري يستحق كل ما يطالب به. فهو دفع الكثير وتحمّل الكثير طوال العقود الخمسة الماضية من أجل الدفاع عن الحقوق العربية وفي مواجهة الإمبريالية والصهيونية.

هذا الشعب الذي صبر على الضيم لا يستحق أن يرمى بتهمة "المؤامرة" ولا يستأهل أن يعاقب بالرصاص.

إننا ونحن نرحب بمبدأ الحوار الوطني في سوريا نأمل أن يتراجع الحل الأمني كخطوة أولى لانضمام جميع أطياف المعارضة الى نقاش حقيقي من أجل تقدم ورفعة سوريا.. سوريا التي تستحق غدها المشرق الديموقراطي.

السابق
خطوة السفيرين في سوريا هروب إلى الأمام!
التالي
مبدئياً، المحكمة “إسرائيلية”!