رعد: أولويتنا منع أي إرتباك أو محاولات إنقلابية في العهد الحكومي

 إختتمت التعبئة التربوية في "حزب الله" مؤتمرها التربوي الاول الذي عقد في الجنوب في مدينة الامام الخميني الكشفية في زوطر الشرقية، برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحضوره.

وتحدث رعد عن اهمية المؤتمر "في ايجاد الحلول للعقبات التي توجه المسيرة التربوية في لبنان". وقال: "ان تكليفنا وواجبنا اليوم يقتضي منا أن نتحمل أعباء هذه المرحلة في المواقع التي تصدينا لها لدرء أخطار وليس لتحقيق مكاسب". أضاف: "إنخراطنا للمشاركة في السلطة يحتاج إلى حيثية خاصة جدا تجيز لنا ذلك لكن من هذه الحيثيات أن ندفع المفاسد والأخطار التي تصيب مجتمعنا وتهدد بنية مجتمعنا المقاوم وتهدد بالتالي إنجازات هذا المجتمع ومستقبله".

وتابع: "في المرحلة التي نشارك فيها للتصدي لمهمة سياسية ورعاية شؤون البلاد والعباد في هذا الظرف الدقيق، أولا ينبغي أن نعرف أن إنهاء الحقبة الماضية ومفاعيلها مسألة تحتاج إلى كثير من الخطوات لأن الدولة في لبنان في ظل الحقبة الماضية تآكلت وترهلت وكل الأوضاع تردت، لأن الحقبة الماضية كانت تقدم ديكورا وفلكلورا على مستوى الإنماء وعلى مستوى النهوض وعلى مستوى التطوير، فيما الهدف النهائي الذي كانت تخدمه تلك الحقبة هو تهيئة المناخات الإجتماعية والنفسية والسياسية والثقافية والفنية في البلاد لتقبل إنهاء الصراع في المنطقة وتصفية قضية المنطقة والإنتقال إلى مرحلة التطبيع السياسي كمدخل للتطبيع في كل المجالات مع العدو الإسرائيلي، خصوصا أن كل المنطقة العربية بكافة أنظمتها تقريبا باستثناء احدى الدول كانت قد هيأت وضعها لمصالحة العدو الإسرائيلي وفق شروطه والتسوية التي كان يروج لها في الماضي، بدءا من ربيع 1994 وصولا إلى العام 2000 بعد التحرير ومقررات قمة بيروت العربية وإنتهاء بالخطب التي وعظنا بها باراك أوباما في جامعة الأزهر الشريف بعد تسلمه موقع الرئاسة الأمريكية".

وقال: "الآن هذه الحقبة تقريبا قد انكشفت نهائيا وسقطت وما يجري في المنطقة العربية أيضا هو رد فعل طبيعي على وهم تلك الحقبة ومفاعيلها وإرتداد على تلك المفاعيل. ما جرى في تونس وفي مصر هو مؤشر على التحول نحو مرحلة جديدة في المنطقة. صحيح أن الإدارة الأمريكية تحاول الإلتفاف على هذه الإرتدادات لكن دخلنا بالتالي إلى مرحلة جديدة من التجاذب والصراع حول نفس القضية المركزية للأمة المقاومة في لبنان التي لا شك أنها أدت الدور الذي يشكل رافعة أساسية من رافعات إنهاء مفاعيل الحقبة السابقة".

واردف: "على مستوى بناء الدولة الآن في لبنان لا شك بأن عهد حكومي واحد لا يستطيع بناءها لكن أيضا الأولوية الأساسية التي يجب أن ننتبه إليها هو أن نمنع في بداية العهد الحكومي الجديد أي إرتباك أو محاولات إلتفافية أو إنقلابية على هذا العهد، وفي الوقت الذي ترفع فيه المعارضة شعار إسقاط الحكومة نحن معنيون لأن نعمل لتمديد عمر الحكومة قدر المستطاع وهذا الأمر يتطلب منا أن نحث الحكومة ونقدم على مبادرات بتغطية من الحكومة من شأنها أن تؤشر إيجابا إلى إمكانيات واعدة لدى الحكومة في إنجاز مشاريع نهضوية في البلاد سواء على مستوى الخدمات ورفع ضغط الواقع المعيشي عن الناس أو الشروع في إنجازات تنموية حقيقية تفتح الآفاق لمستقبل تنموي واعد وفقا لسياسة المشاركة التي تحتضنها هذه الحكومة".

واعتبر رعد ان "المسؤولية الثانية بالنسبة إلينا كمقاومة هو أن ندرك بأن مهمتنا أصبحت أكبر أيضا مع المناورات الكبرى التي يجريها العدو الإسرائيلي منذ تموز عام 2006". وقال: "حتى الآن أنجز العدو 5 مناورات على مستوى مساحة كيانه الصهيوني، والمقاومة تقوم بمناوراتها أيضا وترفع مستوى جهوزيتها وتهيئ مستوى المستلزمات التي لا بد منها نتيجة معرفتها بطبيعة هذا العدو. وهذ الأمر ينبغي متابعته على قاعدة "وأعدوا لهم…" والإستعداد وفق هذا الهدف الذي يشكل الأولوية ليس فيه إسراف على الإطلاق بل الإسراف فيه من أهم المستحبات لأن ما تدخره ليوم النزال لا تستطيع أن تلوم نفسك في التفريط بالوقت والجهد الذي كان يجب أن يبذل قبل أن يحين وقت النزال. ما نستفيده من مناورات العدو الإسرائيلي أننا لا زلنا كمقاومة نمسك زمام المبادرة في ساحة النزال وفرضنا على العدو منذ تموز 2006 أن يغير في برمجة إستراتجيته العسكرية والعدو لطالما تبنى إستراتجية القتال على أرض الخصم فإذا بكل مناوراته الخمسة تؤكد بأنه ارتد إلى الخلف وبات يجهز جبهته الداخلية لأن القتال بعد حرب تموز سيكون داخل جبهة العدو وليس على أرض الخصم على الأقل فحسب وهذا يدل على تراجع تكتيكي لدى العدو في إستراتيجيته وهذا التقدم للمقاومة على العدو مسؤوليتنا أن نحفظه ونحافظ عليه".

تخلل حفل الختام كلمات لمسؤول التعبئة التربوية في لبنان يوسف مرعي توجه فيها بالشكر الى كل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر، كذلك كانت كلمة لمسؤول التعبئة التربوية في الجنوب صفا صفا تلا فيها توصيات المؤتمر الختامية. بعد ذلك، وزعت الدروع التكريمية على بعض العاملين في التعبئة التربوية واخذت صورة تذكارية للمشاركين والحضور. 

السابق
قباني: للإسراع لا التسرّع في ترسيم الحدود البحرية
التالي
وليامز: الإستقرار مهم لتطبيق الـ1701 والتزامات لبنان الدولية