اثنان من متهمي حزب الله فرا إلى سورية والثالث في بعلبك

نشرت مكاتب مكافحة الارهاب ووكالات الاستخبارات الداخلية في لندن وباريس وبرلين وروما وكل موانئ دول القارة الاوروبية البرية والبحرية والجوية اول من امس صور المتهمين الاربعة في القرار الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار, مع اسمائهم ونص التهمة الجامعة الموجهة اليهم وهي "التآمر لتنفيذ عمل ارهابي عبر استخدام جهاز تفجير وقتل متعمد للرئيس (رفيق) الحريري ورفاقه عن سابق اصرار وتصميم واستخدام كمية كبيرة من المتفجرات".

وقالت مصادر أمنية بريطانية ان صور واسماء عناصر "حزب الله الارهابي" ومقره لبنان المتهمين باغتيال الحريري من المحكمة الدولية وهم مصطفى بدر الدين شقيق زوجة عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق العام 2008 وحسن العيسى وسليم العياش واسد صبرا باتت تتقدم المطلوبين الدوليين من الانتربول والاجهزة البريطانية الداخلية والخارجية في مراكز الحدود البرية الجوية والبحرية في المملكة المتحدة, كما في 186 دولة في العالم تخضع لاتفاقات مع الشرطة الدولية وهي ملزمة التعاون معها على تطبيق قراراتها بحق المجرمين الدوليين".

واعربت المصادر الامنية البريطانية ل¯ "السياسة" في لندن امس عن اعتقادها, استنادا الى تقارير استخبارية وديبلوماسية اوروبية من بيروت واسرائيل والاردن, ان يكون اثنان على الاقل من هؤلاء المطلوبين الاربعة انتقلوا قبل فترة الى دمشق ويقيمان في احدى قواعد "حزب الله" العسكرية قرب الحدود مع لبنان, فيما الثالث مازال يقيم في منطقة بعلبك البقاعية اللبنانية, والرابع قد يكون قتل في ظروف غامضة تتعلق بدوره في جريمة اغتيال الحريري, بمعنى ان قيادة "حزب الله" تبلغت من جهازها الامني ان هذا المسؤول قد يكون قابلا للتعاون مع الانتربول مقابل تحييده فيما بعد عن الجريمة".

وكشفت المصادر ان ما لا يقل عن اثني عشر عنصرا اخر من الدرجتين الثانية والثالثة من "حزب الله" كانوا خضعوا لاستجوابات لجان التحقيق الدولية بجرائم اغتيال الحريري وشخصيات سياسية وامنية وعسكرية واعلامية وحزبية اخرى, ستظهر اسماؤهم خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة في لائحة الدفعة الثانية من القرار الاتهامي الى جانب عدد من اللبنانيين المحسوبين على سورية امثال ميشال سماحة وسليمان فرنجية ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وسبعة اخرون اضافة الى الضباط الاربعة الذين قضوا اربع سنوات في السجن بتهمة مساهمتهم في عمليات الاغتيال".

ونقلت المصادر عن التقارير الاستخبارية الاوروبية الواردة من دمشق خلال الاشهر العشرة الماضية, تأكيدها ان "خمس اوست شخصيات امنية سورية عملت في الاستخبارات في لبنان خلال احتلالها اياه اختفت كليا عن الساحة السورية منذ نهاية ,2008 ويعتقد انها قتلت او ان بعضها عين في السفارات السورية في العالم العربي او ابعد الى بعض دول اميركا اللاتينية ذات الجاليات السورية الضخمة".

وقالت المصادر ان لوائح القرار الاتهامي التالية "ستحدث هزة عنيفة في لبنان وسورية عندما ستميط اللثام عن شخصيات سورية حاكمة على ارفع مستوى في الحكم وشخصيات اخرى كانت مجهولة حتى الان".

وفي سياق متصل, اكد احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯ "السياسة" امس ان "اجهزة أمن لبنانية محايدة وفاعلة سلمت الحكومتين الاميركية والفرنسية بعد صدور القرار الاتهامي الاولي عن المحكمة الدولية الاسبوع الماضي لائحة اضافية بأسماء عدد جديد من عناصر "حزب الله" لم تشملهم اي تحقيقات سابقة ومعطيات جديدة عن مشاركة هؤلاء في التخطيط للجريمة وتنفيذها والادوات التي استخدمتها في ذلك, كما ان هذه اللائحة تتضمن اسماء عدد من سياسيي قوى "8 اذار" التابعة لحزب الله وايران وسورية وان واشنطن وباريس أحالتا هذه اللائحة الى مدعي عام المحكمة الدولية بواسطة الامانة العامة للام المتحدة في نيويورك".

ونقل القيادي اللبناني في "المجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن عن مصادر نيابية اميركية في الكونغرس قولها ان "الجزء الاخطر من القرار الاتهامي الدولي الذي سيصدر بحق السوريين الضالعين في جرائم لبنان سيجري توقيت الافراج عنه بحيث يشكل دفعا قويا لاتهام بشار الاسد وجماعته واقربائه بالجرائم ضد الانسانية امام المحكمة الجنائية الدولية وان كماشتي المحكمتين الجنائية الدولية ومحكمة الحريري ستطبقان على نظامه بحيث يصعب إفلاته من العقاب".

السابق
حزب الحرب والأثرياء
التالي
فيلتمان ل النهار: موقفنا معروف ولا حاجة الى زيارة جديدة لبيروت