لغتنا الجميلة

ملاحظة أخيرة قبل أن تغيب وقائع الجلسات النيابية الأخيرة في غياهب النسيان.

الملاحظة لها علاقة باللغة العربية التي لا تجيدها الغالبية العظمى من النواب والتي هي وسيلة الخطابة الأولى عند العرب.

من تابع كلمات معظم النواب، لاحظ ولا شك عدد الاخطاء التي وقع فيها هؤلاء، في الصرف وفي النحو ولو اضطررنا الى وضع علامات لكل منهم لسقط الجميع.

هكذا، يتقدم الواحد منهم الى منصة الكلام حتى تخال أنه سيد المنابر وابن خالة سيبويه ثم ما أن يبدأ حتى يقع في الغلط، كأن يقول: دولةُ الرئيس (بضم الدولة).
ثم تتوالى فصول الكارثة اللغوية، الفاعل مفعول والمفتوح مجرور، المبتدأ منصوب والخبر مجهول.

يقول بعضهم أن للمنبر وهرة فإذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا الإصرار على اختيار الفصحى؟ لماذا لا يتحدثون بالعامية المحكية؟

هم يهربون الى المحكية حين يفترضون أنهم يخبرون طرفة أو نكتة (معظمها سمج) ثم يعودون الى الفصحى التي لا يعرفون.

غالبية النواب من حملة الشهادات العليا، بعضهم من منتحلي الشهادات وبعض آخر قليل غير متعلّم والناس في البلد تعرف بعضهم فلماذا هذا الادعاء؟

ليس هنا المجال للقول أن على النواب أن يتقدموا لامتحان في اللغة العربية ولكننا نشكر الله أن مثل هذه الجلسات تنقل على الهواء مباشرة مرة واحدة كلما تقدمت حكومة جديدة لنيل الثقة.

ونشكر الله أن الجلسة كانت بعد الانتهاء من شهادة البريفيه وإلاّ لكان الطلاب سقطوا في فحص اللغة العربية.
أيها النواب تعلّموا لغتكم وإلاّ تحدثوا بلطف يليق بكم وبعامة الناس البسطاء الأوادم.

السابق
قطع مدخل العباسية بالإطارات
التالي
دعــوة إلى المصالحة