علي حسن خليل:عمل الحكومة سيشهد عليها وستسقط المراهنات الوضع السياسي الداخلي مضطرب ونريده أن يتحصن بالحوار سنعمل من أجل إحقاق الحق بعيدا عن التسييس والانتقام

أحيت حركة "أمل" – إقليم جبل عامل ذكرى "يوم شهيد أمل" باحتفال حاشد أقيم في باحة ثانوية الشهيد محمد سعد – العباسية، حضره وزير الصحة العامة علي حسن خليل والنائب علي خريس ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله والقاضي عرفات شمس الدين وممثلون عن الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد من رجال الدين والفاعليات النقابية وممثلون عن الجمعيات الاهلية والمؤسسات التربوية واعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في حركة امل ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني على رأس وفد كبير من رؤساء المجالس البلدية والاختيارية وحشد من ابناء المنطقة بالاضافة الى ذوي الشهداء والجرحى.

قدم للحفل عباس حيدر، وكان عرض لفرق كشافة الرسالة الاسلامية وسرايا أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، ثم تلا شريف الحسيني آيات بينات من القرآن الكريم وتلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسيني.

وألقى الوزير حسن خليل كلمة حركة "امل" إستهلها بالتحية للشهداء وقال:"لقد كتبوا عزنا وفخرنا لا سيما شهداء انفجار عين البنية الذين نحتفل بيومهم وهم الذين قبضوا على القضية في الزمن الصعب واختاروا الانحياز الى مشروع الامام القائد السيد موسى الصدر يوم عز النصير واختلطت الوجهة على الكثيرين في هذا الوطن فكان الامام القائد يصوب بوصلة المسيرة نحو الجنوب ونحو القضية المركزية فلسطين ملتقى قيمنا ومعراج رسالتنا. فكانت الوجهة هي الحدود :حدود فلسطين بعد ان استشعر عليها الخطر الكبير من مشروع اسرائيل وكان الوطن في الداخل محكوما بعقد التسلط والانعزال والانهزام وكان الامام القائد يحلم بوطن على اتساع احلام ابنائه واتساع تضحياتهم. قام ورسم حدود مسيرتنا فقال إن الدفاع عن الوطن واجب والاستعداد لبناء مجتمع المقاومة هو أولى الواجبات والمعركة الكبرى هي مع العدو الاسرائيلي هذا على الحدود".

وأضاف::"أما على المستوى الداخلي فقال الامام علينا ان نستعيد الوطن من المتسلطين عليه والمتحكمين بقراره . فعمل على الخطين معا، كان يرسم حدود معركتنا الداخلية بأنها ضد الطائفية وليست مع اي من شركائنا بل لانقاذهم والخروج بهم الى رحاب وطن قادر على استيعاب طموحات ابنائه وعلى تحقيق احلامهم ، وطن العدالة والمساواة، وطن الحرية والديموقراطية الصحيحة، الوطن الذي يشعر فيه المواطن بعمق انتمائه واخلاصه لارضه".

وقال:"في عين البنية سقط الشهداء وانطلقت أمل وانطلق معها الخلاص لهذا الوطن في حريته في بناء أسس عدالته وطنا يحتضن الجميع ويستطيع ان يكون طليعة المواجهة مع العدو الاسرائيلي حتى اسقاط مشروعه. ان الشهداء والجرحى لم يعودوا أسماء نتذكرها في المناسبات بل هم رموز هذا الوطن يشكلون فخرنا وعزنا وقوتنا لان كل مواقعنا، مواقع الفعل السياسي وغير السياسي هي بفضل هؤلاء الابرار الذين لولاهم لما كان وطن ولما كان انتصار".
وتابع:"السؤال المتجدد اليوم هو هل انتهى الخطر الاسرائيلي وهذا التحدي المفتوح مع العدو الاسرائيلي الذي ما زال يخرق سيادتنا ونسيجنا عبر شبكاته التجسسية لكي يقف البعض لينظر من على المنابر في كيفية تبرئة اسرائيل من الجرائم التي أدت الى هز الاستقرار الداخلي للبنان. نقول باسم الشهداء لشركائنا الذين لا نريد لهم الا الخير والشراكة الحقيقية التي تحصن هذا الوطن وتزيد من منعته نقول لهم اياكم ان تستمروا في فخ محاولة تبرئة العدو من جرائم الاغتيال في لبنان اياكم ان تستمروا في التفتيش عن المبررات بشكل مقصود أو غير مقصود والتي تبعد الشبهة عن هذا العدو في جرائم البحث عنها وسياق التحقيق فيها وقرارها الاتهامي تسييسه واضح ورسم مساره واضح لا يستهدف الا استقرار لبنان وأمنه وإضعاف عناصر القوة في لبنان التي تشكل المقاومة بالتكامل مع الجيش والاحتضان الشعبي العنصر الاساس فيه".

وأضاف:"نحن ولأننا عشنا حياتنا صراعا مفتوحا مع هذا العدو نعرف ان المعركة ما زالت قائمة ونعرف ان الاستعداد واجب كما نعرف ان واجبنا البحث عن عناصر الوحدة بين اللبنانيين وان نوسع هوامش المشترك بيننا لكي نحصن ساحتنا كي تكون قادرة على مواجهة ما يخطط لنا هذا العدو".
وقال:"نعم لقد جعلت المقاومة حياتنا في هذه الارض مختلفة وزادت ايماننا وثقتنا بالنفس بفضل شهدائنا من قائد المقاومة الشهيد محمد سعد الى آخر شهيد سقط على هذه الارض. في الايام الماضية كان لبنان مسرح حديث سياسي طويل. كان فيه وجهتان ورؤيتان للتعاطي مع الوضع الداخلي في لبنان: رؤية تقول بوضوح انها تريد الحفاظ على لبنان وطنا قويا يستطيع ان يواجه التحديات ووطنا تحكمه دولة قادرة بمؤسسات سياسية تستطيع ان تواكب طموحاته في الدفاع عن الارض واعادة بناء المؤسسات واعادة ثقة المواطنين بدولتهم وتقول ان الصراع لم يختلف مع العدو الاسرائيلي وان المعركة طويلة. وكان هناك فريق ينادي بأنه يريد أن يعمق الخلاف من خلال التصويب على مجموعة سياسية او على تيار وحزب سياسي لتثبيت اتهام سياسي لا يخدم أحد على الاطلاق في هذا الوطن".

وقال:"كان هناك من يريد أن يشعرنا بالضعف والقلق والارتباك. نقول نحن في لبنان سنبقى في موقع الدفاع عن الحقيقة وعن العدالة وسنعتمد كل المسارات التي توصل بحق الى كشف جرائم الاغتيال في لبنان وعلى رأسها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكننا لن ننساق ابدا الى الوجهة التي يخطط البعض ان ننساق اليها، لن ننساق الى الوجهة التي تثبت ما رسمت له اسرائيل وبعض الدوائر الغربية للبنان على هذا الصعيد، نحن كما تعهدنا في البيان الوزاري للحكومة سنعمل من أجل إحقاق الحق بعيدا عن التسييس والانتقام بما يوصل الى كشف حقائق الجريمة التي حصلت وبما يؤدي الى كشف المرتكبين والمخططين والفاعلين بحق وليس بما يخدم التغطية على هؤلاء المجرمين".

وأضاف:"لقد انجزت الحكومة بيانها الوزاري وحازت الثقة بالامس و من اعطى الثقة للحكومة اعطاها باسم هؤلاء الناس، باسمكم يا عوائل الشهداء والجرحى وعهدنا ووعدنا ان نعمل لان نحوز ثقة الناس في هذه الحكومة عملا جادا من اجل الاصلاح على كل المستويات. الوضع السياسي في لبنان وضع مضطرب ونحن نريد له ان يتحصن بحوار حقيقي وبانفتاح بين كل المكونات وبالبحث عن نقاط التلاقي والابتعاد عن كل ما يقسم، بتصويب وجهة الصراع مع العدو الاسرائيلي وحده، بالعمل من داخل هذه الحكومة لاقرار خطة انقاذ اقتصادي ومالي لان العبء الذي يرزح تحته المواطن اللبناني لم يعد يحتمل على الاطلاق، نحن نعرف أن أنين الناس الجائعة أصبح مسؤولية كبرى على هذه الحكومة ان تخطط لتخرج من الازمات التي اوقعتنا بها السياسات الماضية، نعترف أمامكم ان لا مؤسسات في لبنان على المستوى الاداري وان هناك شلل في كل مفاصل ومواقع الدولة اللبنانية وهذا يحتاج الى ورشة حقيقية، يحتاج الى برامج والى تضامن وتكافل بين كل اللبنانيين حتى اولئك الذين هم في المعارضة اليوم فنحن لا نستثني احدا كما عاهدنا وقلنا اننا حكومة كل لبنان. فالقاعدة هي خدمة الناس وكيف نبحث عن اصلاح الخلل القائم على مستوى التنمية في كل المناطق لان السياسة الرعناء التي مورست خلال السنوات الماضية لم تستثن منطقة ولا بد ان نعيد الحقوق".

وتابع:"الحكومة سيشهد عليها عملها وستسقط مراهنات الذين ما زالوا ينتظرون سقوطا لهذه التجربة السياسية، يراهنون على السقوط على مستوى الداخل وللاسف هناك البعض من يراهن على السقوط نتيجة تداعيات الوضع الاقليمي لا سيما في سوريا، نحن نقول لهؤلاء اليوم اكبر شاهد على وجهة ما يحصل في سوريا بعد ان شارك السفير الاميركي في (حماه) وحرض المتظاهرين على النزول الى الشارع أن يحرض سفير أميركي في دولة عربية على الانتفاضة على النظام هذا وحده يكفي لادانة هذا الموقف وما يخطط لكشف طبيعة ما يحدث في تلك المنطقة وفي ذلك البلد العربي الشقيق لان الصراع هناك ليس صراعا على مطالب وهي مطالب محقة في بعض الاحيان وليس صراعا من اجل الاصلاح وهو عهد ووعد أطلقته القيادة السورية ونحن على ثقة انها سائرة في هذا الاتجاه بل هو صراع من اجل اسقاط روح الممانعة والمقاومة في سوريا. نحن على ثقة بوعي الشعب السوري والتفافه حول قيادته، نحن على ثقة بان هذه الدولة الشقيقة قادرة على الخروج من ازمتها اكثر قوة ومناعة لاننا نحن في لبنان نعرف اكثر من غيرنا ان قوة سوريا هي قوة لنا وان الاستقرار في سوريا هو استقرار للبنان وان حماية هذا الاستقرار هو من اهم العناصر التي تؤمن حماية وجود اولئك الذين يراهنون على سقوط سوريا مستقبلا لمصلحة سياسية ضيقة".

وختم معاهدا "الشهداء والامام الصدر البقاء على هذا الخط وعلى حمل راية الحق في مواجهة الباطل اينما كان".
وأخيرا، تم تكريم شهداء انفجار عين البنية الذي حصل في العام 1975 والجرحى الذين سلمهم الوزير خليل والنائب خريس ومسؤول الحركة في اقليم جبل عامل محمد غزال دروعا تقديرية. وكان سبق الاحتفال حفل انشادي للفرقة الفنية في كشافة الرسالة الاسلامية.

السابق
“الشواذ” في لبنان متى يكون شواذاً ؟
التالي
دو فريج: قوى المعارضة ستتابع الحكومة في أي خطوة ستقوم بها وعندما تقوم بخطوة ايجابية ستقول ذلك