تجديـد لليونيفيـل ولا تغييـر فـي قواعـد الاشـتباك

بدأ لبنان التحضير لاستحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية المعززة اليونيفيل العاملة في الجنوب، حيث من المقرر أن يلتئم مجلس الأمن الدولي في جلسة مخصصة لذلك في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، يستمع خلالها إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار الدولي 1701 ويتم التجديد لهذه القوات في عملية لا تخلو عادة من طرح مواضيع تهدف لإثقال عملية التجديد، ولكن من دون أن تؤثر عليها، وهذا الموضوع كان محور لقاءات مندوب لبنان لدى المنظمة الدولية السفير نواف سلام هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين اللبنانيين، ومنهم رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي.

وكلما يحين أوان التجديد لـ«اليونيفيل»، يرسل لبنان كتابا عبر وزارة الخارجية الى الامانة العامة للأمم المتحدة يطلب فيه التجديد، وعادة ما يكون هذا الكتاب مفصلا وطويلا يتضمن مختلف العناصر والاحداث ويتخلله تجديد لموقف لبنان من المسائل الاساسية المرتبطة بعملية التجديد وبتنفيذ القرار 1701. ويوضح مصدر رسمي لبناني «ان اتجاه لبنان هو تضمين الرسالة أو الكتاب الى الامم المتحدة التي يطلب فيها التجديد، تأكيد التزامه القرار الدولي 1701 مع مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل من أجل إلزامها بتطبيق هذا القرار بكامل مندرجاته لان اسرائيل لا تزال تخرق السيادة اللبنانية».

ويضيف «ان الكتاب سيتضمن لائحة بالخروق الاسرائيلية منذ أخر تجديد على الشكل الآتي:
_ 336 خرقا جويا.
ـ 149 خرقا بريا.
ـ 60 خرقا بحريا.

ومنذ صدور القرار 1701 الى الآن سجل 8368 خرقا، بما نسبته من 2 الى 3 خروق يوميا، إضافة الى التهديدات الاسرائيلية المتكررة دائما بتدمير البنى التحتية اللبنانية، فالاعتداءات الاسرائيلية «لا تقتصر على الخروقات المتنوعة بل تستهدف زعزعة الاقتصاد وتهريب الاستثمارات عبر خلق أجواء توتر دائم تستند الى التهديد والوعيد».

ويقول المصدر «انه ستتم الاشارة الى شبكات التجسس باعتبارها خرقا واعتداء على السيادة اللبنانية، اذ سيحدد الكتاب الرسمي ان عدد العملاء الذين تم الكشف عنهم وجندتهم اسرائيل هم بحدود الـ150 عميلا كلفوا بأعمال تخريبية تهدف لزعزعة الاستقرار الامني والسلم الاهلي ونشر الفتن بين اللبنانيين وارتكاب عمليات إرهابية».

ويشير المصدر «الى ان قضية الجزء الشمالي من بلدة الغجر سيتم تناولها من زاوية محددة، اذ انه برغم الوعود الدولية المتكررة بالانسحاب من الجزء اللبناني لم يُنفذ شيء وهذا ما يجعل أي مراقب يشكك بجدية اسرائيل في الالتزام بالقرار 1701 وبمقدرة مجلس الأمن على إلزام اسرائيل بتنفيذه، فحتى هذا الموضوع الذي لا خلاف عليه لا ينفذ، كما سيغتنم لبنان مناسبة التجديد لـ«اليونيفيل» للتذكير بضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تطبيقا لموجبات قرارات مجلس الامن ذات الصلة».

ويؤكد المصدر ان لا طرح لمسألة تغيير «قواعد الاشتباك» بل ربما يطرح الموضوع من زاوية أمن قوات «اليونيفيل» وموضوع لجوء عدد من الدول المشاركة في عداد هذه القوات الى خفض عديدها، وهذا الامر مصدر قلق، رغم ان الايطاليين الذين سحبوا قسما من قواتهم تصل الى أقل من النصف بقليل، أكدوا ان هدف الانسحاب تقني وليس سياسيا ولا يزال العدد الحالي كافيا، وتم التعويض عن النقص الذي أحدثه هذا الخفض عن طريق ايرلندا التي تعتزم إرسال 450 عسكريا، وفي العام 2012 يتوقع ان ترسل النمسا قوات ايضا، في حين ان البرازيل التي تساهم في عداد القوة البحرية من المتوقع أن ترسل قوات برية بما يعزز عديد «اليونيفيل».

ويلفت المصدر الانتباه ايضا الى ان «الدول المشاركة في عداد قوات «اليونيفيل» وتحديدا الاوروبية منها مهتمة جدا بتعزيز دور الجيش اللبناني في منطقة عمل «اليونيفيل»، ولبنان ملتزم بذلك، ولكن للجيش مهمات على امتداد الوطن، إضافة الى انه يستطيع بسهولة تحريك وحداته باتجاه الجنوب لصغر مساحة لبنان الجغرافية، علما ان الجيش يتعاون بالكامل مع قوات «اليونيفيل» وهذا التعاون هو موضع ارتياح من الامم المتحدة التي تعبر عن ذلك مرارا وتكرارا، بالإضافة الى عدم تردد الجيش و«اليونيفيل» في مواجهة أي أعمال إرهابية، مع التنويه بما قامت به الحكومة اللبنانية على صعيد تعزيز حضور الجيش ودوره في منطقة جنوب الليطاني عبر توفير نشر كتيبتين إضافيتين من الجيش مطلع العام الجاري».

وينبه المصدر الى «المحاولات الاسرائيلية المتكررة لاستغلال هذه المناسبة لبث اختلاقات ومزاعم تهدف الى إضعاف الموقف اللبناني، فهي دائما تتحدث عن وجود مخازن أسلحة وتهريب أسلحة عبر الحدود، إلا ان هذا الادعاء لم يقرن يوما بأي إثبات، كما ان الامم المتحدة أكدت هذا الامر لجهة عدم وجود إثباتات على مسألة تهريب السلاح».

ويرى المصدر «انه برغم عدم قدرة قوات «اليونيفيل» على تنفيذ المهمة الموكلة اليها منذ العام 1978 حتى الآن، فإن وجودها أفضل من عدمه، وما زالت هذه القوات تلعب دورا في تثبيت الامن والسلم وهي أصبحت خير شاهد على ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات ضد لبنان».

ويعتبر المصدر «ان التجديد لـ«اليونيفيل» ليس اعتياديا بل شبه اعتيادي ودائما ما يترافق مع إثارة إعلامية مفتعلة وضغوط اسرائيلية كبيرة، ولكن الامور تسير وفق طبيعتها المعهودة ومن دون أي تعديل».

السابق
مليون امرأة حول العالم مجهولات المصير!
التالي
البناء: لبنانيّ بين مفقودي الطائرة الكونغولية المنكوبة