وقف البحث عن عقيدة أوباما

 إن البحث عن النهج العقائدي للسياسة الخارجية الأميركية هو مضلل بحد ذاته، ولا معنى له كثيرا بعد الآن. فقد وضعت السياسة الخارجية الأميركية "عقيدتها" خلال الحرب الباردة، لعالم ذي قطبين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وفي عالم اليوم المتعدد الأقطاب ومتعدد الطبقات، ليس هناك مفصل مركزي تقوم عليه السياسة الخارجية الأميركية. فالسياسات تبدو أكثر تنوعا، وغير متناسقة، كما تتطلب إتباع نهج المناطق التي لا تنطبق بالضرورة في مكان آخر.
وتابع: النقد المألوف هو أن أوباما لا يملك سياسة ثابتة تجاه الربيع العربي. فهناك فروق شاسعة بين الظروف في تونس ومصر وليبيا وسوريا والمملكة العربية السعودية، وفي المصالح الأميركية في تلك البلدان، وقدرتها على التأثير على الأحداث هناك. وتصطدم هذه القضية مع المصالح والقيم الأميركية الأكثر مع المملكة العربية السعودية. فالإدارة تعلم إن المطالبة في التغيير ودعم الاحتجاجات على نطاق واسع في المملكة، فإن سعر النفط سوف يتفاقم. وبذلك الولايات المتحدة وكثير من بلدان العالم المتقدم ستواجه إلى الركود ثانية.
في ليبيا، واجهت الإدارة أزمة إنسانية وكذلك الجامعة العربية والأمم المتحدة والحلفاء الأوروبيين الرئيسيين. أما سورية فهي مختلفة، فالتدخل العسكري يعني دخول الولايات المتحدة الحرب الرابعة.
وختم: في جميع هذه الحالات، ما يمثل سياسة الإدارة هي عملية حسابية دقيقة للتكاليف والمنافع. كان الإغراء كبيرا للسياسة الخارجية الأميركية الحديثة، من فرساي إلى فيتنام إلى العراق، وأصبح الثمن أكثر من 2 تريليون دولار، ناهيك عن تكلفة هائلة في الأرواح البشرية. 

السابق
من أجل السلطة.. اقتحموا المحرمات وأُفشلوا..!!
التالي
إسرائيل تخشى العلاقات الإيرانية مع كوريا الشمالية