خرجنا عن السكة

 السيدة أنيتا سمركاجي، ثورية ابنة 78 من ايطاليا، تقترب من مسارات مطار بن غوريون وكل الدولة في حالة تأهب. الامة الاسرائيلية تحبس أنفاسها. قولوا، ألم نجن؟
كيف يحصل أن مرة اخرى نخدم نحن بالضبط ما تريده عصبة من الاشخاص المشكوك فيهم. فنصدر مرة اخرى رائحة كريحة لاسرائيل في العالم؟
اليوم، غدا وربما بعد غد ايضا ستحبس الامة الاسرائيلية انفاسها. المئات وربما الاف العيون ستوقف كل عجوز وكل طفل ينزل من كل طائرة. كلهم سيكونون مشبوهين. ونحن، نحن نعرفهم، كل الاتراك واصنافهم – سيختبئون في صورة عجائز، عجز، اطفال رضع مع مصاصات في الفم، ونحن، اليهود الاذكى من الجميع، نحن، لن ندعهم يخدعونا. فلماذا جندنا الاف افراد الشرطة؟ الشرطيات؟ الات لرش الماء؟ القيود التي لا تنتهي؟ على ماذا ولماذا عيوننا حمراء من ليلة بلا نوم، إذ لن ينام ولن يغفو حارس اسرائيل؟
اسمحوا لي ان أقرر ان دولة اسرائيل "تنزل عن السكة". أين اختفت الروح، أين غابت الحكمة اليهودية. كيف يحصل ان مرة اخرى نخدم الدور الذي تريد لنا ان نلعبه جماعات مشكوك فيها كي نبث رائحة اسرائيل في العالم، اذا كان لا يزال لاسرائيل أي رائحة معقولة؟
جننا: بدلا من ان نستقبل الوافدين بالترحاب، وندعهم ينشدون ويصفرون بل ويرفعون اليافطات من شأن العالم غدا أن يرى مرة اخرى "الوحشيين الصهاينة" قيد العمل، يجرون النساء، يدفعون، وربما – لا سمح ا لله – يضربون. الله أكبر، فهذا بالضبط ما يريدونه وهذا ما يترقبونه.
قبل الاسطول التركي كان هناك من صرفوا انتباه رجال الحكومة في اسرائيل نحو سفن "اخترقت" الاغلاق ورست أمام شواطىء غزة. "ماذا؟ أحقا؟"، سأل الناس الذي ينبغي لهم أن يعرفوا وعلى ما يبدو لم يعرفوا الكثير، "سفن رست في غزة؟" بدلا من أن يسمحوا أيضا للاسطول بالنزل في غزة لينال سطرين في صحيفة هامشية في ازمير، اختار رؤساء دولة اسرائيل أن يتركوا الاسطول، الاتراك والعالم جميعا يرى من هنا رب البيت.
النتيجة باتت معروفة لنا جميعا: ضرر لاسرائيل، سياسي وغيره، قليل مثله. ونحن، نحن خرجنا "رجالا" لا يفوقنا احد. هذه دولة قانون. وهذا ما حصلنا عليه. دولة اسرائيل، في الجيل الاخير، بحاجة ماسة الى أبطال وطنيين – والى شياطين وغيلان. في الاسبوع الماضي كان هذا جونثان بولارد الذي رفع مرة اخرى الى مرتبة البطل الوطني، هذا الاسبوع نحن مع الشيطان، مع الغيلان التي تنهض علينا لتقتلنا.
وهاكم نصيحة طيبة لصديق: الفريق شرطة يوحنان دنينو: خذ من مطار بن غوريون المئات وربما الالاف من أفراد الشرطة واحرص على الا ينشر أحد الحمايات في منزل جاري والا يسرق أحد مازدا جارتي. ولكن ماذا تريد في واقع الامر منك؟ أكبر منك، في القيادة السياسية قرروا أن هكذا ينبغي أن تتصرف الشرطة. سيداتي سادتي، السيدة أنيتا سمركاجي، ثورية، ابنة 78، من غوانا، ايطاليا، تستقبل في مسارات مطار بن غوريون: دولة اسرائيل في حالة تأهب. 

السابق
القافلة البحرية والفكر المقولب اليهودي
التالي
هل نستطيع الاندماج في الشرق الاوسط