الأنوار : الحكومة تستعد ل توزيع التعيينات وتحيل المشاكل على هيئة الحوار

 قالت "الأنوار" :
مع نيل الحكومة الثقة باصوات 68 نائبا هم ممثلو كتل الاكثرية الجديدة والنائب ميشال المر، تبدأ مرحلة جديدة طبعتها انقسامات حادة بين فريقي المعارضة والموالاة. ومع انتهاء سكرة الثقة تأتي فكرة الملفات المجمدة منذ سنوات والتي يتوقع ان تثير تجاذبات داخل الحكومة اشبه بمسيرة البيان الوزاري.
وقالت مصادر سياسية ان الانظار تتجه نحو محطات اساسية تتناول شؤونا امنية واقتصادية ومالية، وتفرض مباشرة التمديد لحاكم مصرف لبنان، وتعيين رئيس اركان جديد للجيش اللبناني قبل الشروع في ورشة التعيينات الادارية حيث تشهد مؤسسات الدولة شغور 60 بالمئة في ملاكاتها.
ورأت المصادر ان الانقسام الحاد الذي عكسته جلسات مناقشة البيان الوزاري، عزز الشكوك بامكان اعادة المشهد اللبناني الى هدوئه. وقد غاصت مناقشات جلسة امس كما سابقاتها في بندي المحكمة والسلاح، قبل ان تنتهي بالتصويت على الثقة.
وقد نالت الحكومة الثقة باكثرية 68 صوتا هي مجموع اصوات نواب الاكثرية باستثناء النائب طلال ارسلان الذي اراد من خلال غيابه عن الجلسة تسجيل تحفظه على طريقة التعاطي مع حصته الوزارية، فيما منح النائب ميشال المر الثقة التي سبق ووعد بها ابان زيارته الاخيرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
انسحاب المعارضة
وفي سابقة لم يعهدها المجلس من قبل، غادر نواب قوى 14 اذار الجلسة لدى انتهاء الرئيس ميقاتي من رده على مداخلات النواب وقبل بدء التصويت، في حين بقي النائب روبير غانم في القاعة وامتنع عن التصويت.
وكان نواب المعارضة قد واصلوا حملتهم على رئيس الحكومة والبيان الوزاري. وقد قال النائب سامي الجميل انه يرفض منح الثقة لحكومة اسقطت سابقتها لعلة عدم بت شهود الزور وقال ان من يشكك بمصداقية المحاكم عبر التاريخ هم المتهمون رافضا مقايضة المحكمة على حساب العدالة.
اما النائب بطرس حرب فتوجه الى ميقاتي بالقول: ستتعذبون وتندمون على انكم تحولتم رهينة لأكثرية قادرة ان تفرض رأيها. ومن جهته لاحظ الرئيس فؤاد السنيورة ان المشكلة ليست في مبدأ تداول السلطة بل في مخالفة السلطة، مؤكدا ان طريق التجبر والتكبر والتخوين قصيرة.
وركز ميقاتي في رده على ان الالتزام المتكرر بالقرارات الدولية يدحض مقولة ان الحكومة شكلت لمواجهة المجتمع الدولي، مشددا على ان عبارة احترام في البيان الوزاري توازي كلمة التزام.
وصرح ميقاتي لدى مغادرته المجلس ان الجلسات كانت مهمة بكل تجلياتها. ونحن أمام تحديات وصعوبات كبيرة لكنها تحل بالتعاون بين الجميع.
وردا على سؤال قال إن الخطوات الثانية ستكون ان شاء الله بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هيئة الحوار الوطني الى الانعقاد، وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وصرح وزير الداخلية مروان شربل ردا على اسئلة الصحافيين: لا أحد يستطيع أن يحكم وحده، وسنتعاون، وكلنا لدينا المقدرة ونجيد اللعبة الديموقراطية. وأكد أنه سيكون عندنا صيف واعد ان شاء الله، وان الوضع الامني ممسوك ولا أحد لديه رغبة في اشعال الفتنة وافتعال المشاكل.
أما النائب سليمان فرنجية فقال: نحن جاهزون للمصالحة والمصارحة، مشيرا الى ان فريق المعارضة توقف عند كلمتي مبدئيا واحترام، وعلى اللبنانيين أن يروا ويراقبوا ماذا يفعل هذا الفريق، متمنيا على المعارضة الجديدة ان تتحلى بالروح الرياضية وبأصول اللعبة الديموقراطية، ونحن منفتحون دائما على الحوار وجاهزون.
وكشف أن موضوع الوزير طلال ارسلان في طريقه الى الحل قريبا.
وقال رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط:هذه هي الديمقراطية والمهم والأساسي أننا نلنا الثقة.
وكان بري قال قبل إعطاء رئيس الحكومة الكلام: كان عدد المتكلمين 58 زميلا في اليومين الاولين. في اليوم الاول تكلم نواب الرابع عشر من آذار ما مجموعه اربع ساعات و38 دقيقة، و8 آذار ما مجموعه ساعتان و15 دقيقة.
وفي اليوم الثاني تكلم من 14 آذار ما مجموعه 3 ساعات و25 دقيقة، ومن 8 آذار 5 ساعات ودقيقتين. وعدد المتكلمين من 14 آذار 28، ومجموع الساعات 7 ساعات و8 دقائق، ومن 8 آذار 7 ساعات و17 دقيقة، وهي النسبة نفسها للحكومة.
 

السابق
خوري: مجلس الوزراء يأخذ القرارات مجتمعا
التالي
من لعبة الثقة الى معركة القرارات