احمد قبلان:امام الحكومة استحقاقات كبرى ويجب ان نعمل على طي صفحة الفرز السياسي

  ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها:"أما وقد صار لنا حكومة رغم كل التجاذبات والمخاضات العسيرة، فإننا وبعد توجيه التهاني لرئيسها ولسائر أعضائها وبالخصوص الرئيس نبيه بري على حسه الوطني وعلى المستوى الراقي والديمقراطي في إدارته لهذه الجلسة، إذ برهن من خلال حكمته وسعة صدره ورجاحة عقله أنه فعلا صمام أمان لهذا الوطن، نأمل من هذه الحكومة الجديدة والتي ينتظرها الكثير أن تعمل على تجاوز كل ما جرى في المجلس النيابي، وأن تتخطى كل ما قيل فيها وعنها من نعوتات وتوصيفات، لننطلق بعد كل هذه التجنيات والاتهامات والتشكيكات التي كانت في مجملها حول تشكيلها وتأليفها إلى تطبيق وتنفيذ الشعار الذي أطلقه الرئيس ميقاتي كلنا للوطن كلنا للعمل. نعم لقد حان وقت العمل المنتج، العمل الذي يتم من خلاله البحث عن مكامن الخلل في مؤسسات الدولة وإداراتها، العمل الذي يرفع عن كاهل المواطن كل هذه الأعباء المعيشية والحياتية، وكل هذه الهموم وحالات القلق التي تساور الناس جميعا".

وأكد قبلان: "على أننا نعيش القلق، فالهواجس متعددة والخشية مما يجري في المنطقة وحولها تزداد يوما بعد يوم، لذا فإن المطلوب من هذه الحكومة لا بل من اللبنانيين جميعا أن يتعقلنوا إلى أقصى الحدود، وأن يتنبهوا إلى أقصى درجات التنبه والحذر، فالظروف صعبة، والتحديات كبيرة، ولا يجوز في خضم هذا البحر المائج والهائج من التحولات الضبابية أن يبقى اللبنانيون على ما هم عليه من انقسام وتشاحن وتباغض وتراشق بالمواقف المحرضة والمثيرة، بل المطلوب منهم العض على النواجز وتقديم التنازلات والتضحيات من أجل هذا البلد الذي يستحق من كل هذه الطبقة السياسية أن تقف عند حدود الضمير وحدود المسؤولية الوطنية والتاريخية، وأن تتحملها بكل صدق وأمانة، فالتلاعب بمصير الوطن لم يعد مسموحا، كما أن إدارة الظهر لما يشغل بال الناس ويقض مضاجعهم لم يعد مقبولا، فوقت المراقبة والمساءلة والمحاسبة حان، والعمل على قاعدة الثواب والعقاب يجب تطبيقه بعيدا عن الانتقام والكيدية، نحن ندعو إلى بناء وطن لجميع اللبنانيين وليس لفئة دون أخرى، نحن نريد عدالة اجتماعية، وبرامج تنموية في كل المناطق، نريد تعيينات في المؤسسات والإدارات العامة على أساس الكفاءة والعفة والنزاهة، نريد إصلاحا حقيقيا لا محاصصات ولا محسوبيات. هناك دولة يجب إعادة بنائها على أسس ثابتة وسليمة تضع حدا لهذا الاهتراء ولهذا الفساد ولهذا الترهل، هذه الحكومة أمامها استحقاقات كبرى وطريقها ليس مفروشا بالورد والرياحين، لذا عليها أن تخرج من كل عصبياتها وطائفياتها ومذهبياتها وأن تعمل بالتضامن والتكاتف في ما بينها وكأنها يد واحدة ورأي واحد في مواجهة كل الاستهدافات".

وشدد قبلان "على أن هذه الحكومة مدعوة للعمل بكل جدية وحزم على إفشال كل محاولات العرقلة ووضع العصي في الدواليب من خلال الممارسة الوطنية الصحيحة والأفعال التي تعود بالخير على كل اللبنانيين وتحفظ أمنهم واستقرارهم. إن هذه الحكومة مطلوب منها أن تكون لجميع اللبنانيين موالين ومعارضين فهي حكومة كل لبنان وعملها يجب أن ينطلق من عنوان ليس فيه 8 آذار و 14 آذار، هذا الانقسام بين اللبنانيين يجب أن ينتهي، وهذا الفرز السياسي الحاد يجب أن نعمل جميعا على طي صفحته، فاللبنانيون إذا تفرقوا هزموا وضاع بلدهم، أما إذا عرفوا كيف يحافظون على وحدتهم وكيف يعززون ثوابتهم وكيف يؤسسون لبناء دولتهم القوية والقادرة والعادلة، فإنهم بذلك يتمكنون من إخراج بلدهم وإخراج أنفسهم من كل هذه الأزمات التي تواجههم".

وختم قبلان :"فإلى العمل أيتها الحكومة، بعيدا عن الوعود والعناوين الجوفاء، وإلى المعارضة البناءة والموضوعية أيها المعارضون بعيدا عن الرهانات الخارجية والحسابات السياسية والطائفية والمذهبية، كي نتمكن معا من الحفاظ على هذا البلد الذي كان درة الشرق ويجب أن يبقى". 

السابق
الحوت: لم نصوت لنعطي ميقاتي فرصة
التالي
الحص: من منح الحكومة الثقة سمى ميقاتي أساسا