عدوان: الحكومة بتشكيلها راعت وضع شرعية القوة وليس وضع قوة الشرعية

أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، الى أنه "في ظروف طبيعية كان من المفترض مناقشة البيان الوزاري والتوقف عند هموم الناس لنرى الى اي مدى هذا البيان يهتم لأمور المواطن، ونمنح الثقة على هذا الأساس، وان هذه الحكومة اتت نتيجة لتبادل السلطة بشكل سليم. ولكن لأننا لا نريد ان نستخف بعقول الناس ولأن مناقشة البيان الوزاري لن تقدم او تؤخر ولن يتغير الوضع في لبنان او تستتب الأمور، فمن هذا المنطلق سوف اتكلم عن الوضع في لبنان وبعد توصيفه نسرد كيفية المعاطاة معه".
وأوضح عدوان في الجولة الخامسة من جلسات مناقشة البيان الوزاري، أن "الحكومة والمحكمة هما ترجمة صغيرة لحجم هذه الأزمة". وتوقف في بادىء الأمر حول مداخلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول المصالحة موضحا أن "أي مصالحة لا يمكن أن تكون بدون مصارحة".
وتابع "نحن نرى ان هذه الحكومة هي خطوة متقدمة لإرساء معالم انقلاب بدأ بانسحاب وزراء من حكومة فؤاد السنيورة وتدرج بسلسلة أحداث منها 7 ايار للوصول الى اسقاط حكومة سعد الحريري بمحاولة انقلاب".
وتساءل "هل السلطة اليوم بيد الحكومة؟"، مشيرا الى أننا "لم نكن يوما مرتاحين، أكثر من اليوم سيما وان السلطة انتقلت من الحكومة". وتوجه الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول: لا احد منا يحسدك أو يريد ان يكون مكانك خصوصا وان الحكومة موجودة في مكان في وجه الأزمة السياسية".
وفي سياق متصل، تناول موضوع هيئة الحوار الوطني فأشار الى انه "لو كتب لهيئة الحوار أن تستمر وتحقق الأهداف التي اتفقنا عليها لكان الوطن في مكان آخر، سيما واننا اتفقنا على كل النقاط الخلافية والعلاقات مع سوريا كما تكلمنا عن السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات وتفاهمنا عليها، كما تفاهمنا على تحديد وترسيم الحدود مع سوريا، وبقي موضوع سلاح حزب الله وإدخاله في الدولة اللبنانية ولكن مع الأسف لم يكمل هذا المسار وتعثر. وفي المقابل بدأ مسار آخر بالتدرج من حكومة السنيورة بإعتبارها "حكومة بتراء" الى التخييم في وسط بيروت والى والى والى . . وصولا الى الإنتخابات فالى الحكومة التي بتشكيلها راعت "وضع شرعية القوة أكثر من وضع قوة الشرعية".
من هذا المنطلق ليس لدينا خيار لمقاربة وضع الحكومة ووضع البيان الوزاري لأنه من امامنا هناك بيان وزراي ومن ناحية اخرى هناك مواقف من الشرعية الدولية.
وسأل ميقاتي هل اكتفيت بالتجربة التي حاولت جاهدا ان تصنع عملية انقاذية عندما أردت تأليف حكومة وحدة وطنية؟ هل انت على تنسيق وعلم بمواقف شرعية القوة؟ فاذا كنت على علم فهناك مشكلة واذا كنت لا تعلم فهناك مشكلة أخرى. فالوقت ليس متوافرا امامك ومع يقيني انك تدري فانت تغطي شرعية القوة".
واستطرد "نحن لا نخاف على الحكومة وانما نخاف على لبنان. لبنان العيش المشترك، التعددية، الرأي الآخر، المؤسسات الشرعية، الدستور والقانون، ونخاف ايضا على الدولة كما على كل مكونات لبنان، لأنه اذا سقط لبنان فلا يعتبرن احد انه سيكون على فريق من دون الآخر".
وأشار في موضوع المحكمة الدولية الى أنه "بالنسبة الى المحكمة فنحن نعتبرها طريقنا الى تحقيق العدالة ومعرفة الحقيقة ومن هذا المنطلق ليس لدينا توصيف او موقف مسبق منها، بل إن النقاش حولها يجب يدور في قاعة المحكمة، حيث يوجد دليل وبرهان ونبحث بكل شاهد وبكل الأدلة بعقل منفتح ومن دون أحكام مسبقة واذا اقتنعنا نسير بها والا نرفضها".
وفي العلاقات مع العالم والمجتمع الدولي، أوضح النائب عدوان انه "بتعاطينا مع العالم العربي والمجتمع الدولي لدينا مقاييس ومعايير، حيث أنه بعد التجارب المريرة ادرك الجميع ان العلاقات والصداقات الدولية لا تدوم والمعايير التي نتعاطى بها قائمة على عدم استبدال وصاية بأخرى، ولا نطلب من فريق ان يترك محورا لأننا نريد ان نكون في محور آخر. وعندما نريد ان نتعاطى مع الأشقاء العرب علينا ان نضع معيارين: حرية الشعوب في الإختيار، وفي المقابل اذا كنا على خلاف مع حكام او نظام فلا نحرض شعوبها على حكامها. اما في ما يتعلق بالمجتمع الدولي فالإستنسابية مرفوضة وقوة لبنان كانت منذ القديم في علاقاته الدولية ونحن نتطلع الى علاقات لبنان الدولية بمدى مصلحة لبنان في علاقته مع هذه الدول".
وزاد "أما الحلول لهذا الوضع فكلنا نتفق على أن لا أحد منا يريد لبنان ضعيفا ولكننا نختلف على مكامن القوة في لبنان وهي في وحدة ابنائه وبعيشهم معا وليس باستقواء فريق على فريق آخر بقوة السلاح. قوة لبنان بأن السلاح والقرار يكون في دولته وان نكون جميعا ملتفين حول دولتنا. ان نكون جميعا تحت القانون مهما بلغ أحدنا من قوة".
وتابع "لا يمكن ان يقوم وطن وفيه جماعة أو حزب لا ينطبق عليه سقف القانون. نريد ان يعبر السلاح خارج الدولة الى الدولة ويعبر قراره معه الى الدولة. وبعد ان نعبر الى الدولة علينا المبادرة جميعا الى قانون انتخابات يؤمن التمثيل الصحيح، ووحده قانون النسبية يؤمن صحة التمثيل ويسمح للأكثرية بالتعاون مع الأقلية في مرحلة معينة ونكون قد انتقلنا الى مرحلة المواطنية بطريقة متدرجة والتي نطمح كلنا لها".
وختم مداخلته بالقول: "ليس لدينا الخيار في منح الحكومة الثقة اما انت يا دولة الرئيس فما زال الإختيار امامك قائما، لأن تختار بين قوة الشرعية وشرعية القوة. فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه".

السابق
أنقرة تجدد لجنودها في اليونيفيل
التالي
حرب: مع حجبي الثقة فإنني أرحب بشكل هذه الحكومة التي خرجت عما فرضته الايام العابرة من حكومات الوفاق الوطني وكانت حكومات للخلافات الوطنية